الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

في كتابه الجديد "التيهاء".. رحلة ذهاب وإياب في حياة عبد القادر الشاوي ومحطاتها البارزة

 
صدر حديثا عن دار الفنك للنشر، مؤلف جديد للكاتب المغربي عبد القادر الشاوي، عبارة عن "تخييل ذاتي" تحت عنوان "التيهاء"، يضم 294 صفحة من القطع المتوسط.
 
في كلمة للكاتب على ظهر غلاف الكتاب، نقرأ لعبد القادر الشاوي:
 
 
دليلي في هذا الكتاب مَكْشُوف: أعْنِي أنَّنِي كتَبْتُ ما كَتَبْت بدون تخطيط ولا ترتيب، ولم أكنْ أمام أسْبَقِيَّاتٍ تدعوني إلى الاختيار. دوافعِي غَامِضَة تماما، وأدْرِكُ أنَّ القارئ لَنْ يَلُومَنِي إذا ما قلتُ له تَخْصِيصاً: إنَّنِي كتَبْتُ ما كَتَبْت حِكَايَة لِنَفْسِي وَسَرْداً لِعُزْلَتِهَا في الكتابة. ولهذا وجدتُ نفسي في آخر الصَّفَحَات على اقْتِنَاعٍ تام بِمَا كان يَجِبُ أنْ يَكُون في أوَّلِ الصَّفَحَات-المُقَدِّمَة التي لم تُكْتَبْ أصْلا. مَفَادُ هذا الاقْتِنَاع، وَأَنَا أنْقُلَهُ عن Manuel Alberca (هذا أنَا ولسْتُ أنَا، أشْبِهُنِي ولكِنَّنِي لستُ أنَا، لَكِنْ حَذَارِ فَقَدْ أكُونُ أنَا).
 
وفي كلمة تقديمية لكتاب "التيهاء"، كتب إبراهيم الخطيب في 22 دسمبر 2020:
 

يستعد عبد القادر الشاوي لإصدار كتاب جديد يحمل عنوان "التيهاء" (بتسكين الياء) أهداه لذكرى صديقنا الراحل محمد بويعلى، الذي خصه الكاتب بفقرة مؤثرة. لا يتعلق الأمر بنص روائي أو نقدي أو تحليل سياسي، وإنما هو مراودة لسجل كتابة يتراوح بين استرجاع ذكريات عن صدف الماضي، أو الدنو من حيوات بعض الكتاب مع فحص منعرجاتها، إلى جانب سبر خلفيات مواقف ولقاءات، فضلا عن كشف سياقات بعض كتابات المؤلف المنشورة في مظان مختلفة، أو البحث في أصداء وجدانية لرحلات قام بها، هنا وهناك.

للكتاب نص افتتاحي ينفي الكاتب أن يكون مقدمة، لكنه، في المحصلة، مراجعة لخلفيات الكتابة عن الماضي على وجه العموم، حيث يتم التساؤل عن علاقة هذه الكتابة بالصدق والكذب، في اقترانها بزمن التلفظ، أي بالحاضر. بنية الكتاب عبارة عن فقرات مستقلة، بدون عناوين ولا أرقام فاصلة، تفرق بينها فراغات، لكن تراتبها غير قائم على نية كرونولوجية، وهو ما يشي به تشتت تواريخ الوقائع المسرودة وعدم انتظامها.

يشكل الكتاب أيضا، بتنوع مواده، رحلة ذهاب وإياب في حياة عبد القادر الشاوي ومحطاتها البارزة، تمتد من سنوات الطفولة في باب تازة، مرورا بالدراسة في تطوان ثم الرباط، قبل الانخراط في الحياة المهنية بالدار البيضاء، والاقتراب من لفح السياسة، مع الميل الذي لا رجعة فيه إلى الكتابة في شتى تجلياتها.

الكتاب هو أيضا إطلالة على دفتر علاقات الكاتب، ولائحة صداقاته، التي تتميز بغناها الجغرافي، سواء داخل المغرب أو خارجه، كما يمكن اعتباره تتمة أو إضافة لسرود ذكرياته وقراءاته كما تجلت في (دليل العنفوان) أو (دليل المدى) أو (جارات) بجزئيه.

بقي أن أشير إلى أن عنوان (التيهاء) ذكرني بأن الشاوي كان يعتزم إطلاق عنوان شبيه به، (الخلطاء)، على كتاب ذكرياته (دليل المدى)، قبل أن يعدل عن ذلك لأسباب معينة.
♦♦♦♦
 
كتاب "التيهاء" (2021) يمكن اعتباره جزءا ثالثا مما نشره عبد القادر الشاوي في السابق بعنوان "دليل العنفوان" (1989) و"دليل المدى" (2003).
 
يشار إلى أن الكاتب والروائي والناقد والديبلوماسي والمعتقل السياسي السابق عبد القادر الشاوي من مواليد سنة 1950 بباب تازة (إقليم شفشاون)، صدرت له مئات المقالات منذ سنة 1968، في العديد من الجرائد والمجلات، فضلا عن الكتب، التي شملت مجالات فكرية وسياسية، إضافة إلى النقد الأدبي والإبداع الروائي، من إصداراته: سلطة الواقعية (1981)، النص العضوي (1982)، السلفية والوطنية (1985)، كان وأخواتها (1986)، دليل العنفوان (1989)، باب تازة (1994)، الساحة الشرفية (1999)، الفائزة بجائزة المغرب للإبداع الأدبي سنة 2000، و"إشكالية الرؤية السردية (2002)، دليل المدى (2003)، من قال أنا؟ تخييل ذاتي (2006)، كتاب الذاكرة (2015)، بستان السيدة (2018)، مرابع السلوان (2020)...