بعدما قضى في زنازينه 15 سنة.. عبد القادر الشاوي يعود مع "بستان السيدة" إلى السجن المركزي
الكاتب :
"الغد 24" و(و.م.ع)
15 سنة كاملة من زهرة شباب عبد القادر الشاوي عاشها في غياهب السجن المركزي بالقنيطرة، إذ اعتُقل في الدارالبيضاء سنة 1974، في مرحلة حرب التصفية الممنهجة، التي كان يخوضها النظام ضد أطر وقادة اليسار السبعيني، وكان نصيبه منها حكما بالسجن 20 سنة، إلى أن صدر على أغلبهم عفو ملكي سنة 1989...
من معتقلي اليسار السبعيني في السجن المركزي - وقوفا من اليمين: عبد المجيد يسري، حمادي الصافي، حسن السملالي، عبد العزيز الميموني، جواد مديدش، محمد امغاغة، ومعتقل من الحق العام (كان حلاق المجموعة) - جلوسا من اليمين: عبد الله زعزاع، محمد الخدادي، مصطفى التمسماني، علال الملكاوي، عبد الحفيظ الحبابي، عبد القادر الشاوي، محمد السريفي (جالس أرضا)
واليوم، أمس الجمعة 23 أبريل 2021، يعود عبد القادر الشاوي إلى السجن المركزي، ليحل ضيفا على المقهى الثقافي بالسجن إياه، لتقديم وقراءة روايته "بستان السيدة"، التي صدرت سنة 2018.
ويندرج هذا الحدث، الذي تنظمه المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بشراكة مع "جمعية الآداب المترحلة"، في إطار برنامج أعدته هذه المؤسسة احتفالا باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف (23 أبريل).
وبهذه المناسبة، أكد عبد القادر الشاوي، في تصريح للصحافة، أن هذا اللقاء شكل مناسبة لعرض مقاطع من روايته والتفاعل مع نزلاء سجن القنيطرة المحلي و10 مؤسسات سجنية أخرى، حيث تم بث اللقاء في عدة سجون بالمملكة عبر ندوة عن بعد.
وأوضح الشاوي أن "دور الثقافة في الوسط السجني لا يقتصر على تنمية مدارك السجناء فحسب، بل يشكل حلقة للمساعدة على إعادة الادماج في المجتمع".
من جانبه، أشار رئيس قسم التأهيل والعمل التربوي والاجتماعي بالمندوبية بنعيسى بناصر، إلى أن هذا اللقاء يأتي ضمن فعاليات برنامج المقاهي الثقافية في المؤسسات السجنية، الذي انطلق بالقنيطرة سنة 2017.
وأوضح أنه لتثمين نجاح هذا البرنامج الذي يتيح للنزلاء لقاء كتاب ومفكرين وفنانين، تم تعميم هذه التجربة على 10 سجون أخرى.
وتابع أنه بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، تم تنظيم العديد من الأنشطة الثقافية المتعلقة بالكتاب والأدب في مؤسسات إصلاحية أخرى.
وبالنسبة لأحد النزلاء المشاركين بالمقهى الثقافي، فإن "بناء الإنسان يمر بشكل أساسي من خلال إعادة إصلاحه وتنمية معارفه"، مشيدا بتنظيم هذا النوع من الأنشطة التي تتيح لهم الالتقاء بكتاب بارزين ومثقفين وتمثل "نافذة يستنشقون من خلالها رائحة الأدب والمعرفة".
وأضاف معتقل آخر "يسعدنا أن نستقبل الروائي عبد القادر الشاوي أحد رموز أدب السجون"، معربا عن شكره للكاتب لتحمل عناء التنقل وتقاسم تجربته الأدبية مع السجناء المتعطشين للثقافة.
حضر هذا اللقاء، الذي قامت بتنشيطه الأستاذة سناء غواتي، نادية السالمي رئيسة "جمعية الآداب المترحلة"، وإدريس اليزمي عضو الجمعية نفسها، والكاتبة أمينة عاشور، ومستشار رئيس الحكومة، حسن دبشي، ومدير العمل الاجتماعي والثقافي لفائدة السجناء وإعادة إدماجهم بالمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، مولاي إدريس أكلمام.