الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

روس بيض ومغاربة حمر

 
محمد الهرادي
 
 
الرباط في نهاية الستينات من القرن الماضي لا تشبه مدينة اليوم بالتأكيد. ماتت تلك المدينة وانقرضت ولم يبق منها اليوم سوى شواهد وبضعة حروف.
 
كنت لا تصادف بالرباط في نهاية الستينات حفلات صراخ المتظاهرين أمام محكمة الاستئناف التي بناها ليوطي وأصبحت بعد ذلك مقرا للبرلمان كانت الأفواه مغلقة والسياسة تمارس في العتمة
 
وقتها كنت لا تحصد الزوابع في نهاية الليل، ولا تصادف حفلات صراخ المتظاهرين أمام محكمة الاستئناف التي بناها ليوطي وأصبحت بعد ذلك مقرا للبرلمان، الأفواه مغلقة والسياسة تمارس في العتمة بفعل ما تراكم خلال حالة الاستثناء، ويكفيك أن تكون مدسوسا بين العابرين القلائل في شارع محمد الخامس وتجتاز ساحة محطة القطار المليئة بالمخبرين، ثم تجد نفسك بعد أن تقطع الشارع قبالة مكاتب الخطوط الجوية المركونة في الزاوية، هناك يمكن أن تختلس نظرة سريعة من خلف الزجاج للشابات المضيفات بعيونهن السود وتنانيرهن الميني، وهن يحدثن بلطف زبناء من نوع خاص، يحملون جواز سفر أخضر طبع عليه اسم المملكة الشريفة. لم يكن الجواز متاحا إلا لحاملي شهادة "حسن السيرة" ولمن اجتاز "بحث" البوليس السياسي بنجاح، وهو أمر يجعلك تشعر أنك محبوس في سجن كبير يمتد من تخوم الصحراء إلى موج البوغاز، وبانتماء غير مشروط لـ"التراب" السيء السيرة الذي تدوسه الأقدام.
 
تجتاز مقهى بيزيريا دي روما حيث يجلس خلف الواجهة الزجاجية عبد الخالق الطريس وتنعطف إلى اليمين لتجد بعد خطوات مدخل المركز الثقافي السوفياتي الذي افتتح حديثا، وشبان يقفون في المدخل ينتظرون نوبتهم لتعلم اللغة الروسية، أو ربما لتقديم طلب منحة مع توصية من علي يعته أو منظمة الطلبة (لونيم)، ولا شيء يوحي أن موظفة الاستقبال المكتنزة ذات الملامح الأسيوية تنتمي إلى الحزب الشيوعي، تبدو مثل سيدة نقية البشرة قدمت للتو من الضاحية لبيع البيض والدجاج، ولا يمكن مقارنة ما تملك تحت تنورتها بتلك الحلاوة الطافحة لدى موظفات شركة الطيران، تلكن الشابات اللواتي يمتلكن "الزين" البلدي المهجن، دون أن يكن قارئات مدمنات للأدب الروسي مثلها.
 
في مدخل "الكلافسان" البهي متجر كانت تباع فيه مختلف الآلات الموسيقية ذات الجودة العالية حتى تحسب لحظة أنك في فيينا أو في قلب موسكو قبل أن يستولي على المكان أحمد عصمان بعد إنشاء حزب تجمع "الأحرار"
 
لا تلتفت إلى بار "مارينيون" المقابل، تعلم أن الشاعر أحمد المجاطي غير موجود بالرباط، وربما جاء خلسة قادما من فاس وفضل الجلوس في تيراس مقهى البياريتز قريبا من مجمع " لافاييت" التجاري بشارع محمد الخامس، ومع ذلك لا تجد تفسيرا لتلك اللوحات الجدارية داخل البار التي تمثل مشاهد من معركة "مارينيون". حال لون تلك اللوحات ولطخت بما تيسر من دهون قلي الفريت والصوصيص، الرسام مانتيل الذي يضع على الدوام سيجارة "رياض" الزعراء في زاوية فمه لا يعنيه الأمر هو الآخر، ومع أنه رسمها أيام الحماية، فهو يعبر بشكل يومي بوابة "مارينيون" دون أن يلتفت إلى رسوماته الجدارية، كأنه يتنكر لها أو ينكر مصيرها المأساوي، وربما لم يعجبه الحال بعد أن أصبحت اللوحات ملكا لثلاثة إخوة سوسيين، وهؤلاء "الإخوة الكرامازوفيين" يحسبون الأمر أشبه بـ"طلاق الثلاث" مع الفن الاستعماري، اللوحات مجرد "زواق" يغطي الجدران ويجذب اهتمام الزبناء الناشطين، وكانوا بشكل ما على خطإ في "لاواقعيتهم" التجارية وعلى مستوى الذوق أيضا.
 
في الزاوية المقابلة يطالعك مدخل "الكلافسان" البهي، هنا تباع مختلف الآلات الموسيقية ذات الجودة العالية قبل أن يستولي على المكان أحمد عصمان بعد إنشاء حزب تجمع "الأحرار"، وتحسب لحظة أنك في فيينا أو في قلب موسكو لأن هذا المتجر الجميل يقابله مقهى صغير أنيق اسمه "الدوقة الصغيرة" (لا بوتيت دوشيز)، هنا كان يأتي إبراهيم الخطيب لتذوق كعكة الزبيب التي خرجت توا من الفرن قبل أن يستأنف "باسيو" العشيات صحبة رفاقه الشماليين، بعضهم يتأبط كومة جرائد محلية وعربية، بينما الخطيب يحمل آخر عدد صدر من مجلة "دفاتر السينما"، أو كتابا صدر حديثا عن "ماسبيرو" ذات التوجه "الأحمر"، أما الصديق الضاحك محمد بويعلى ذو الشارب النتشوي، والشبيه بالممثل شارل برونسون، فلم يظهر بعد.
 
ميكائيل لفوفيتش تولستوي الملقب بـ"ميشا" أحد أبناء الكاتب الروسي ليون تولستوي عاش في الرباط منعزلا بيننا منذ أوائل العشرينات عند قدوم الموجة الأولى من المناشفة الروس إلى أن مات في نهاية الستينيات ودفن بمقبرة النصارى قرب "القامرة"
 
هنا أيضا، في "الدوقة الصغيرة"، ومنذ زمن لا تعرف نهاياته، كان يجلس المناشفة الروس الذين يطلق عليهم لقب "البيض"، يعقدون صفقات تعارف مع عالم لا يصغي إليهم، يتناولون الشاي مع قطع حلوى ويتكلمون الفرنسية الأرستقراطية مع موظفي الحماية عوض الروسية التي تذكرهم بأحزان المنفى، وربما كانوا يتكلمون الروسية فقط حين يعبرون عن حميميتهم خلف الأبواب، وهناك سيدتان مسنتان لهما ملامح نبيلة يفترض أنهما من بقايا ذلك العهد، يصحبهن رجل طويل عريض المنكبين مائل إلى السمرة، وعلم فيما بعد أن ذلك الرجل المميز هو ميكائيل لفوفيتش تولستوي، الملقب بـ"ميشا"، أحد أبناء الكاتب الروسي ليون تولستوي، صاحب "أنا كارنينا" و"الحرب والسلام" و"الحاج مراد".. عاش في الرباط منعزلا، بيننا، منذ أوائل العشرينات عند قدوم الموجة الأولى من المناشفة الروس، إلى أن مات في نهاية الستينيات ودفن بمقبرة النصارى قرب "القامرة"، لم يسأله أحد منا، طيلة هذه السنوات عن جده الذي كان يحمل لقب الكونت، أو يعرف منه تفاصيل إضافية عن حياة أبيه ليون تولستوي وعن مصير أخوته المميزين، وهل مر بتونس ومينائها بنزرت قادما إلينا من البحر الأسود عبر سفينة حربية، أو على الأقل، أن يسأله عن "الشلة" التي كان يقدرها إيفان إليتش لينين بنوع من دوغمائية متفتحة، من أمثال ليرمنتوف، وبوشكين، وتشيكوف، وعن دستويفسكي، المثير للرجّات الداخلية وللقلق كلما قرئت رواياته، وعن غيرهم.
 
++++++
 
كان إبراهيم الخطيب يحب الإنصات إلى رحمانينوف، وإلى مهاجر روسي محترف آخر هو تشايكوفسكي، ينوّع قراءاته الاستكشافية للنصوص وللأفكار بما فيها قراءة كتب "دار التقدم" القادمة من موسكو، وقد توصله تلك القراءات إلى معرفة من يكون إلياس مرقص الذي اهتم به وقتا ما، يكتب النقد الإيديولوجي ويوحي لقارئه بحدة حارقة نابعة من مواقف جذرية. حدث هذا وغيره قبيل انفتاح بوابة "البنيوية" بقليل، وجلوس رولان بارث (الذي استقدمه الحبابي للتدريس بالجامعة) في مقهى "الفصول الأربعة". كانا معا يتناولان قهوتهما في تيراس نفس المقهى دون أن يكلم أحدهما الأخر، ومع كل التحولات القادمة عبر ماي 1968 الفرنسية وما حملته "دفاتر السينما" وإنجازات "الرواية الجديدة"، حدث التحول الكبير الذي قاده الشكلانيون الروس، ويمكن للمرء أن يستنتج أن الروس كانوا، بشكل ما، وفي سياق أشمل، ممثلين وموجودين دوما بيننا لإضافة عنصر موازن في بنيتنا الذهنية والثقافية، وأدى كل ذلك فيما بعد إلى إنجاز إبراهيم الخطيب لترجمة "نصوص الشكلانيين الروس" وكتاب فلاديمير بروب الشهير المعنون بـ"مورفولوجيا الخرافة"، وقد حدث ذلك بعد فترة وجيزة حين تفتقت هذه النواة واكتسب الروس بشكل ما هويتهم "المغربية"، وكل ذلك تم في سياق تحولات عميقة مست مجالات السينما والتشكيل والسرد، مع وجود ظواهر وطفرات جنينية موازية أخرى في الخطابات المدنية والحقوقية والسياسية.
 
محمد بويعلى الذي صارت له أجنحة يحلق بها في سماء بلشفيته الحمراء كان منتميا إلى سرب آخر يمتد من آسيا الماوية إلى أمريكا اللاتينية الغيفارية ولذلك كان قلبه يضخ دماء ذات حمرة قانية تلائم تلك الحمرة التي كانت تطفح على وجه المجاطي بفعل النبيذ
 
من جهته، كان محمد بويعلى الذي صارت له أجنحة يحلق بها في سماء بلشفيته الحمراء منتميا إلى سرب آخر، رأس رمح هذا السرب يمتد من آسيا الماوية إلى أمريكا اللاتينية الغيفارية، ولذلك كان قلبه يضخ دماء ذات حمرة قانية تلائم تلك الحمرة التي كانت تطفح على وجه المجاطي بفعل النبيذ وهو ينثر من حوله هالة لا ترد ولا تقاوم، أحيانا كان محمد بويعلى يبشر بعصر ما بعد "التوباماروس" و"الألوية الحمراء" و"الفهود السود"، يستنكر ما يفعل بول بوت في الكامبودج ويتصالح مع ماركوس والجيش الجمهوري الإيرلندي والإيطا، يقف على مسافة نقدية واحدة من شخصيتين فلسطينيتين: نايف حواتمة وجورج حبش، ويمارس طهرانية ثورية عز نظيرها ويعيش كما لو كان يحلم، تقول له: لينين الذي كتب "ما العمل؟" و"مرض اليسارية الطفولي في الشيوعية" ليس هو لينين الذي كتب "المادية والمذهب التجريبي النقدي" للرد على الماخيين الألمان الجدد، فاقدي القدرة على فهم الظواهر الفيزيائية وانعكاسها على الفكر والسياسة والمجتمع، إنه هنا أشبه بأستاذ مختص في فلسفة العلوم، وهو أمر يليق به أكثر. يقول لك: حاول أن تجمع في عقلك بين باكونين وبليخانوف وروزا ليكسمبورغ وتروتسكي، وإذا جمعتهم وعجنتهم ستجد لينين الحقيقي ذي الألوان القزحية، لكن الأهم من لينين وماركس وأنور خوجا هو شخص لا يتم الانتباه إليه، إنه فريدريك إنجلز الذي يقدره الجميع بمن فيهم بعض المناشفة "البيض".
 
لم ينشر محمد بويعلى قبل وفاته المبكرة سوى نص شعري واحد بتأثير ومباركة من الشاعر أحمد المجاطي، أرسله إلى مصطفى القرشاوي ذات صباح غائم ووجد النص طريقه إلى النشر بملحق "المحرر" الثقافي بعد أيام، حدث ذلك في منتصف السبعينات وقبيل اغتيال عمر بنجلون بفترة وجيزة، لكن، لو عدنا بشريط الوقائع قليلا الى الوراء، بعيدا عن جلسات سلخ الكائنات حيث الليالي التي تتمدد حتى طلوع النهار صحبة أحمد المجاطي ورفاقه، لوجدنا بويعلى يتسكع في الأمكنة الدوعاجية صحبة القاص الأمين الخمليشي، كما لو أنهما انبثقا كشخصيتين حيتين من بين صفحات رواية "ثائر محترف" التي كتبها مطاع صفدي في شبابه. أحيانا، بل غالبا ما يسخر محمد بويعلى مما يحدث حوله وهو يعلق على آخر أخبار السياسة والأدب حين يزور عبد القادر الشاوي مدينة الرباط، قادما إليها من الدارالبيضاء التي كان يشتغل بها أستاذا للعربية قبل اعتقاله، حينئذ يكتشف لغته التطوانية التي لم تنطفئ جذوتها على اللسان وبقيت حية بحمولاتها المتعددة، ولعله حينئذ كان يستمتع بدفء وألفة وكياسة أصدقائه ويخزن تفاصيل حياة لا تتكرر، سريعة الذوبان، وهو خلال ذلك يتأمل هدوء الشاوي وينصت لكلام إبراهيم الخطيب ذي اللكنة التطوانية المميزة، وفي اللحظة التي يشعل فيها هذا الأخير سيجاره الكوبي ويلقي نظرة على لمعان حذائه البوتين تختنق الغرفة بالدخان، الضحك يتعالى شيئا فشيئا وقد يلامس في لحظة ما السور الأثري القريب المطل على الشارع. إنه السور الذي يحرس حي الملاح والسويقة، ويتجنبه الروس البيض لسبب غير واضح.
 
++++++
 
لم يعرف عن المناشفة أن لهم علاقة ودية باجتهادات فريدريك إنجلز النظرية ذات المنحى المادي الصرف. هذا مجرد افتراض غير قابل للتعميم. لكن الروس "البيض" الذين سكنوا بين ظهرانينا خضعوا لمنطق الحماية واندمجوا بسرعة في منظومة الاستعمار. كانوا يبتغون الحماية والأمان وبعضهم كان يطمح للالتحاق بباريس بعد نهاية الحرب الريفية كما رًسم ذلك بدقة وبلغة سينمائية في فيلم (كازابلانكا) الذي أنتج أوائل الأربعينات، وعرفت مدن طنجة وفاس والقنيطرة والرباط موجتين قويتين من الهجرة منذ بداية العشرينات جعلت من الروس "البيض" جالية مهمة ولها مهارات مميزة في مجالات المسح الطبوغرافي والهندسة المدنية والفلاحية والميكانيك والتقنيات.. كانوا قد أسسوا لهم كاتدرائية أورثودكسية بالدارالبيضاء إلى جانب مسرح ونادي، بعضهم أسس شركة فلاحية لتصدير الزيتون والبرتقال في أحواز مراكش، أما في القنيطرة التي كان يطلق عليها اسم (بور ليوطي) فقد أسس حوالي 300 مهاجر روسي "أبيض" قرية "أوستينوفكا" مكونة من عدة بيوت ومرافق، لها نفس طراز البيوت في قرية "أوستينوفكا" الأصلية بروسيا، هي نفس البيوت التي استلمها الضباط الأمريكيون بعد إنزال الدارالبيضاء بفترة كما يتصور البعض. لقد تغيرت شروط العيش بالنسبة للروس البيض الهاربين من انتقام البلاشفة ومن جحيم الحرب الأولى التي تلت انتصار الثورة البولشفية في أكتوبر 1917، واضطروا إلى القيام بهجرة مضادة أخرى بعد انتصار الحلفاء الذي أعقبه الاستقلال بمضي سنوات قليلة، وربما يحتاج هذا الجزء المعتم من المصائر الغامضة لبعض "البيض" إلى تحقيق آخر يكشف "الصفقات" التي تمت بعد ربط العلاقات مع اتحاد الجمهوريات السوفياتية غداة الاستقلال وتبادل السفراء، لفهم الظروف التي جعلت جزءا كبيرا منهم يضطر للهجرة مرة أخرى للانضمام إلى الشتات الروسي في أوربا الغربية والولايات المتحدة.
 
ربما تهيأ له أن إبراهيم الخطيب قال ذات يوم أوائل السبعينات: كنت أرى مناشفة "بيض" قبالة الكنيسة الأرثوذكسية بالرباط لكن أولئك الذين تتجذر في عقولهم الستالينية يعتبرون الاهتمام بهم نوعا من خيانة ولذلك هم مهمشون وربما مهانون
 
في كتابها عن تاريخ الروس البيض بالمغرب، الصغير الحجم، والنادر، تقدم بولين شيريمتييف دومازيير، وهي الكونتيسة الروسية التي أسست قاعة "المرسم" (لاتوليي) لعرض الأعمال التشكيلية للفنانين المغاربة بالرباط، عرضا دقيقا وشهادة مفعمة بالحب لبلدها الثاني المغرب، ولـ"قصة" الروس البيض، واليوم، لا أحد ينكر الدور الذي قامت به هذه السيدة التي كانت تسمى براسكوفا بيتروفنا، قبل أن تحوله إلى بولين، في ترويج أعمال فنانين مغاربة من مستوى عال، وفي توجيه هذا الجهد الذي استمر حوالي عقدين من الزمن، نحو الاندماج في حركة ثقافية وفنية متسائلة على الدوام، ومبدعة.
 
++++++
 
أولا وأخيرا. ربما تهيأ له أن إبراهيم الخطيب قال ذات يوم، والمطر ينزل مدرارا في أحد شتاءات أوائل السبعينات:
ــ كنت أرى الروس قبالة الكنيسة الأرثوذكسية بالرباط حين أعبر الشارع من حين لآخر، إنهم مناشفة "بيض"، ورغم أنهم منفيون، فإن ملامحهم تعكس تلك الدعة والطمأنينة التي يتميز بها النبلاء، لكن، أولئك الذين تتجذر في عقولهم تلك الستالينية الصلبة يعتبرون الاهتمام بـ"المناشفة البيض" نوعا من خيانة، ولذلك هم مهمشون، وربما مهانون.
 
انطبعت معاني هذه الكلمات في الذهن وحلقت أيضا في سماء الرباط. ربما يعرف إبراهيم الخطيب أن ميكائيل فوفيتش تولستوي كان موجودا بيننا هنا، في الرباط، ولذلك لم ينطق بكلمة تعليقا على وضعه الهامشي. ربما التقاه صدفة في "الدوقة الصغيرة" وألقى عليه التحية دون أن يعرف من يكون. وربما لا. من يدري؟
________________
ملحوظة: النوافذ داخل النص من وضع هيئة التحرير