الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
سعد الدين العثماني ومحمد بنشعبون (صورة أرشيفية)

خطير.. شبكة التحالف المدني للشباب ترصد اختلالات تخترق عملية إجراء مباريات التوظيف العمومي

 
راسلت الشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب كلا من رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، ووزير المالية وإصلاح الإدارة، محمد بنشعبون، لتمدهما بمذكرة ترصد من خلالها مجموعة من الاختلالات، التي تمس عملية إجراء مباريات التوظيف بالنسبة لحاملي شهادات الماستر، وتناولت المذكرة ثلاثة محاور، محور يرصد نقاط قوة منظومة التوظيف العمومي بالمغرب، والمحور الثاني للحديث عن نقط الضعف إمعانا في رصد الاختلالات، والمحور الثالث للحديث عن الإجراءات التي يجب مراعاتها لأجل وضع تصور للإصلاح الشامل.
ورصدت الشبكة، في مذكرتها، نقاط الضعف في التوظيف العمومي في غموض يلف عملية انتقاء الماسترات، التي يتم اختيارها للاجتياز المباريات والتي تكون دائما ماسترات بعينها.
وسجلت الشبكة الإقصاء المستمر، الذي نهجته الحكومة السابقة والحالية بحرمان الآلاف من خريجي الماسترات من حق المشاركة في مباريات التوظيف حيث يتم استبعاد وحدات الماستر التي انتهى اعتمادها البيداغوجي من إدراجها ضمن التخصصات المطلوبة في المباريات التي يتم الاعلان عنها.
ووقفت الشبكة على معطى يتجلى في رفض انتقاء ملفات المترشحين الذين يسامي تكوينهم تكوين الماسترات المنتقاة، وبالتالي تدخل الإدارة العمومية في عملية تساهم في وصمها بالانحياز والبلقنة. 
وسجلت مذكرة الشبكة ضعف الحكامة والشفافية والتي تشمل الحرية الفردية الواسعة للآمرين بالصرف في اختيار أعضاء لجان المباريات، دون توفر إمكانية إشراك أفراد من خارج قطاع المباراة ضمانا للحياد والشفافية.
وأوضحت الشبكة أن ضعف عدد المناصب المالية المخصصة لحاملي شهادات الماستر لا تلبي حاجيات الإدارة ولا حجم الخريجين من الجامعات والمعاهد التي تقدر بالآلاف مما يسهم ذلك في ارتفاع نسبة العطالة في صفوف حاملي الشهادات العليا.
وأبدت الشبكة في مذكرتها غياب المعلومات الشاملة لسائر التوظيفات بالقطاعات العمومية وشبه العمومية ومؤسسات وشركات عمومية وأخرى تخضع لوصاية وزارات والتي لا تدخل ضمن المناصب المالية التي يشمل إحداثها في قانون المالية والتي لا تدبر بالشفافية اللازمة.
ورصدت الشبكة عدم احترام السن الأقصى في قانون الوظيفة العمومية والمحدد في 45 سنة في العديد من المباريات حيث تعمد العديد من الوزارات والمؤسسات إلى القفز عليه بوضع سن أقل مما يسهم ذلك في حرمان العديد من حقهم في اجتياز المباريات.
وسجلت الشبكة الفئوية في بعض المهن الحرة التي يشرف على تدبير مبارياتها من طرف القطاع العام مثل مهنة التوثيق ووسطاء التأمين... بما يجعل منها مهن محتكرة بشكل طبقي يغيب فيها تكافؤ الفرص والمساواة وتضيق النسبة المخصصة في الحد الأدنى وتأخير مبارياتها وغياب العدالة المجالية.
ووقفت شبكة التحالف على ضعف الهشاشة الاجتماعية للعديد من الفئات حاملي الشواهد العليا يحول دون تمكنهم من اجتياز عدة مباريات، حيث تتطلب العديد من المباريات التنقل إلى المدن الكبيرة والتي تحتاج إمكانيات مصاريف النقل والمبيت والأكل في غياب أي تسهيلات ينبغي أن توفرها الحكومة أوالجماعات الترابية والسلطات العمومية، وفي ذلك تطالب الشبكة بضرورة رفع المنطق المركزي في تدبير المباريات باعتمادها مجاليا.
وقدمت الشبكة في مذكرتها مجموعة من التوصيات لإنجاح التوظيف العمومي بما يضمن تنمية الرأسمال البشري للإدارة العمومية:
عبر إقرار مداخل إصلاح تشاركية الوضع والتركيب، ومنها خلق إطار تدبيري إداري، عبارة عن مؤسسة عمومية تسمى الوكالة الوطنية للمباريات والامتحانات العمومية، مهمتها ضمان إجراء المباريات بشكل نزيه وشفاف.
وتقترح الشبكة مسك سجل وطني لدى القطاع الوزاري المكلف بالتعليم العالي، يخص الماسترات المعتمدة داخل منظومة التكوين الجامعي، إمعانا في تفعيل مبدأ تكافئ الفرص. 
وتحديث قانون الوظيفة العمومية ليواكب مستجدات السياسة الترابية للجهوية المتقدمة ورهانات النموذج التنموي الجديد .
وتدعو شبكة التحالف إلى تحديث المنظومة القانونية المِؤطرة للتوظيف العمومي، بشكل يضمن الانفتاح على الرؤى الحديثة للتدبير الاستراتيجي للوظيفة العمومية...
وتعميما للفائدة ندرج في ما يلي النص الكامل للمذكرة...
 
مذكرة حول الاختلالات التي تمس عملية إجراء
مباريات التوظيف العمومي بالنسبة لحاملي شهادات الماستر
 
لا شك أن الحق في الشغل يعتبر من أسمى الحقوق المكفولة للإنسان، والحق في الشغل هو حق اقتصادي واجتماعي أساسي. وقد كرسه الدستور المغربي2011 بمقتضى الفصل 31 منه، الذي ينص على أنه: "تعمل الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية، على تعبئة كل الوسائل المتاحة؛ لتيسير استفادة المواطنات والمواطنين، على قدم المساواة، من الحق في: ... الشغل والدعم من طرف السلطات العمومية في البحث على منصب شغل، أو في التشغيل الذاتي...".
والشغل اسم جامع لمختلف الأعمال التي يقوم بها الفرد سواء داخل مؤسسة عمومية أو خصوصية، بغية الحصول على مقابل مادي يمكنه من مواجهة متطلبات الحياة وتحقيق التنمية المجتمعية. وإذا كان المغرب خطا خطوات مهمة في تقنيين وتجويد عملية التشغيل في القطاعين العام والخاص، فإن الشبكة تسجل مجموعة من الملاحظات والمآخذ حول هذه العملية، نجملها من خلال هذه المذكرة والتي ستنصب حول التوظيف العمومي خاصة. وذلك لأن الإدارة العمومية هي الساهرة على اختيار مجمل المتبارين المرشحين للولوج المناصب. لكل ما سبق، ووفق مقاربة ترافعية وبنيوية. سنتناول هذه المذكرة من خلال ثلاث نقط، نخصص أولها للحديث عن نقط القوة في عملية التوظيف في القطاع العام،إحقاقا لمبدأ الاعتراف بكل ما هو جيد داخل منظومة الشأن العام. فيما نخصص المحور الثاني للحديث عن نقط الضعف إمعانا في رصد الاختلال،لنخلص في المحور الثالث للحديث عن الإجراءات التي يجب مراعاتها حين وضع تصور للإصلاح الشامل.
 
المحور الأول: نقاط قوة منظومة التوظيف العمومي بالمغرب
 
لقد قطعت منظومة التوظيف في القطاع العام، عدة أشواط بصمتها مراحل للإصلاح والفشل. إلا أن ذلك لا يمنع من تسجيل الملامح الإصلاحية المنجزة،وهي:
♦ اعتماد التدبير الاستراتيجي للعملية التوظيف عبر آلية التدبير التوقعي للوظائف والكفاءات (الدليل المنهجي للتدبير التوقعي للوظائف والأعداد والكفاءات، الدليل المرجعي للوظائف والكفاءات المشتركة بين الإدارات العمومية، الدليل المنهجي لتصنيف وظائف الإدارة العمومية، المصفوفة الموحدة لوظائف الإدارة العمومية)؛
♦ منظومة متوسطة للتدبير الرقمي للمباريات العمومية (موقع التشغيل العمومي، الترشيح الالكتروني،...)؛
♦ تحديث المنظومة القانونية المؤطرة للمباريات العمومية (مرسوم رقم 2.11.621 بتاريخ 25 نوفمبر 2011 بتحديد شروط وكيفيات ♦ تنظيم مباريات التوظيف في المناصب العمومية، منشور رقم 14.2012 حول تدبير مباريات التوظيف في المناصب العمومية، مرسوم رقم 2.12.90 الصادر في 30 أبريل 2012 يتعلق بالشهادات المطلوبة لولوج مختلف الدرجات المحدثة بموجب الأنظمة الأساسية، قانون الإطار رقم 97.13 المتعلق بحماية حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة والنهوض بها، منشور رئيس الحكومة رقم 13.2017 حول تتبع مباريات التوظيف الخاصة بالأشخاص في وضعية إعاقة.
 
المحور الثاني: رصد نقاط الضعف في التوظيف العمومي بالمغرب
 
ما زالت مرحلة الفعل العمومي المتعلق بالتوظيف العمومي تثير النقاش المتجدد حول ماهية التوظيف العمومي، التي يراد بها الرفع من التدبير المندمج بالمغرب للموارد البشرية. والتي ستكون أحد أهم المداخل المتوفرة في يد الإدارة العمومية لتحقيق التنمية المستدامة، والمأخذ هي:
♦ غموض يلف عملية انتقاء الماسترات التي يتم اختيارها للاجتياز المباريات والتي تكون دائما ماسترات بعينها.
♦ استحالة الإعلان عن اسم ماستر انتهى اعتماده البيداغوجي في أية مباراة، بوصف أن المكلفين بالمباريات لا ينفتحون إلا على الماسترات التي لا زالت مستمرة التكوين. وهو ما يحرم طلبة الماسترات منتهية الاعتماد من اجتياز عدة مباريات ولو كان عدد الطلبة الحاصلين عليه والعاطلين كبيرا.
♦ التطرف في رفض انتقاء ملفات المترشحين الذين يسامي تكوينهم تكوين الماسترات المنتقاة، وبالتالي تدخل الإدارة العمومية في عملية تساهم في وصمها بالانحياز والبلقنة. هذه الأخيرة أي الإدارة، يجب أن تبقى بعيدة عنها بوصفها الإطار العام الشامل للخدمة العمومية المقدمة للمواطنين على قدم المساواة، وهو ما ينص عليه الميثاق المرافق العمومية.
♦ الحرية الفردية الواسعة للآمرين بالصرف في اختيار أعضاء لجان المباريات، دون توفر إمكانية إشراك أفراد من خارج قطاع المباراة ضمانا للحياد والشفافية.
♦ ضعف عدد المناصب المالية المخصصة لحاملي شهادات الماستر والتي لا تلبي حاجيات الإدارة ولا حجم الخريجين من الجامعات والمعاهد التي تقدر بالالاف مما يسهم ذلك في ارتفاع نسبة العطالة في صفوف حاملي الشهادات العليا.
♦ غياب المعلومات عن توظيفات تشمل قطاعات عمومية وشبه عمومية ومؤسسات أخرى تخضع لوصاية وزارات والتي لا تدخل ضمن المناصب المالية التي يشمل إحداثها في قانون المالية.
♦ عدم احترام السن الأقصى في قانون الوظيفة العمومية والمحدد في 45 سنة حيث تعمد العديد من الوزرات والمؤسسات إلى القفز عليه بوضع سن أقل مما يسهم ذلك في حرمان العديد من حقهم في اجتياز المباريات.
♦ تسجيل الفئوية في بعض المهن الحرة التي يشرف على تدبير مبارياتها من طرف القطاع العام مثل مهنة التوثيق ووسطاء التأمين... بما يجعل منها مهن محتكرة بشكل طبقي يغيب فيها تكافؤ الفرص والمساواة وغياب العدالة المجالية في التوظيفات بين كافة أبناء الشعب المغربي.
♦ ضعف الهشاشة الاجتماعية للعديد من الفئات حاملي الشواهد العليا يحول دون تمكنهم من اجتياز عدة مباريات لتقوية حظوظهم، حيث تتطلب العديد من المباريات التنقل إلى المدن الكبيرة والتي تحتاج إمكانيات مصاريف النقل والمبيت والأكل في غياب أي تسهيلات ينبغي أن توفرها الحكومة او الجماعات الترابية، فضلا على ضرورة رفع المنطق المركزي في تدبير المباريات حيث لازلت تدبر بمنطق مركزي من طرف الإدارة والقطاعات الحكومية والمؤسسات.
 
المحور الثالث: توصيات لإنجاح التوظيف العمومي
بما يضمن تنمية الرأسمال البشري للإدارة العمومية
 
مداخل الإصلاح يجب أن تكون تشاركية الوضع والتركيب، والتي نقترح منها:
♦ خلق إطار تدبيري إداري، عبارة عن مؤسسة عمومية تسمى الوكالة الوطنية للمباريات والامتحانات العمومية، مهمتها ضمان إجراء المباريات بشكل نزيه وشفاف.
♦ مسك سجل وطني لدى القطاع الوزاري المكلف بالتعليم العالي، يخص الماسترات المعتمدة داخل منظومة التكوين الجامعي، إمعانا في تفعيل مبدأ تكافئ الفرص.
♦ الانفتاح على الاختبارات متعددة الإجابة إمعانا في اختبار المرشحين حول مداركهم العامة والشاملة في مجالات تخصصهم.
♦ تحديث قانون الوظيفة العمومية ليواكب مستجدات السياسة الترابية للجهوية المتقدمة ورهانات النموذج التنموي الجديد.
♦ تحديث المنظومة القانونية المِؤطرة للتوظيف العمومي، بشكل يضمن الانفتاح على الرؤى الحديثة للتدبير الاستراتيجي للوظيفة العمومية.
♦ الانفتاح على الجامعة المغربية للاطلاع على التكوينات الدراسية العمومية، ومحاورها التدريسية، وذلك بهدف توسيع دائرة الماسترات المنتقاة في كل مباراة.