الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

سعيدة بنبركة.. رحلت آخر أخوات المهدي دون أن تعرف شيئا عن قبر شقيقها الشهيد

 
محمد نجيب كومينة
 
رحلت سعيدة بنبركة، آخر أخوات الشهيد المهدي بنبركة، دون أن تعرف شيئا عن قبر أخيها الذي اختطفه مجرمون في 1965، ولم يظهر له أثر جسديا بعد ذلك، لكن أثره السياسي ظل قويا وضاغطا، وسيظل مالم يتم الكشف عن مصيره، وعن تفاصيل جريمة حرمت المغرب من أحد قادته الأذكياء والنشيطين منذ نعومة الأظافر.
 
رحيل سعيدة بن بركة
توفيت، يوم الأربعاء 24 مارس 2021، بمدينة بلفور الفرنسية، سعيدة بن بركة، شقيقة الشهيد المهدي بن بركة، عن سن يناهز 100 سنة.
وقال البشير بن بركة، في تدوينة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، إن عمته سعيدة "حتى النهاية، حافظت على وعيها الكامل، وشاركت معنا ذكرياتها وتعلقها بذكرى إخوتها وأخواتها، الذين سبقوها. لقد استحضرت المهدي بشكل خاص، الذي لن تعرف مصيره".

هذا الفتى الصحراوي الأصل، المولود في الرباط، والمتحدّر من عائلة من كلميم ذات امتدادات في باقي الأقاليم الصحراوية وموريتانيا ومالي...، برز كقائد وطني في فترة الحماية، ثم كقائد تقدمي بعد الاستقلال، عمل ما في وسعه لتنمية ودمقرطة بلاده، ولتوحيد الفضاء المغاربي، حيث كان من أصغر من وقعوا على وثيقة الاستقلال، وكان عضوا في الوفد الذي فاوض من اجل الاستقلال، وكان رئيس المجلس الاستشاري الذي استحدث قبل وضع الدستور وإجراء أول انتخابات، ترشح لها، وكان من الفاعلين الأساسيين في تنظيم مؤتمر طنجة لبلدان المغرب العربي المنظم سنة 1958 لمساندة الثورة الجزائرية، وخلال هذا المؤتمر، قدم للمؤتمرين خريطة مغاربية تضمّنت الصحراء الشرقية (تندوف وبشار...) ضمن الأراضي المغربية، التي تحتلها فرنسا كما تحتل مويتانيا وتحتل الأرض الجزائرية، وتضمنت أيضا أراضي سيدي إفني والساقية الحمراء ووادي الذهب المغربية، التي كانت تحت الاحتلال الإسباني.

وقتئذ كانت القيادات الوطنية والدولة المغربية تعتقد أن تحرير الجزائر من الاستعمار سيؤدي تلقائيا إلى إعادة رسم الحدود واسترجاع الأراضي، التي قضمها الاستعمار الفرنسي وألحقها بالجزائر الفرنسية ظلما وعدوانا، وكان الاتفاق مع الحكومة الجزائرية المؤقتة، بعد ذلك، في هذا الاتجاه، قبل أن يعلن الانقلابيون في الجزائر عن تشبثهم بالحدود الموروثة عن الاستعمار ويغدروا بالمغرب وبتونس وليبيا، الذين أمدوا الثورة الجزائرية بالدعم الممكن وبسخاء أخوي لم يتم تقديره...