الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

طلقات.. ماتوا وحدين في كازا تزادوا 28 في طنجة لا هوما ولا العمدة ولا الحكومة غيولّيوا غيرْ خُبّيرة!

 
جلال مدني
 
عندما تشاهد فيديوهات فاجعة معمل النسيج في طنجة، وتستمع إلى صرخات الاستغاثة ولا من مغيث، وضمن هذه الصرخات من أخرسها الموت، تحس وكأنك ترى الموت بعينيك، تكاد تشمه بأنفك، يصبح للموت رائحة، وقد تكون ضحيته في أية لحظة، أينما كنت، قد يقبض روحك، لأن لا شيء مؤمّنا في معيشك اليومي، الطرقات، أعمدة الكهرباء، الأشجار، الجدران، مادام كل ما يخسرونه عليك لتبرير الفاجعة أن المعمل سري وأن صاحب المعمل اعتُقل...
 
خبر الحادثة
"الغد24": في حادث مفجع ينضاف إلى جرائم الوحدات الصناعية التي تشغل العمال في ظروف تنعدم فيها شروط السلامة، لقي 28 شخصا، على الأقل، مصرعهم، صباح اليوم الاثنين 8 فبراير 2021، بعدما حاصرتهم مياه الأمطار داخل وحدة صناعية للنسيج في مدينة طنجة، قالت السلطات إنها سرية، توجد بمرآب تحت أرضي لفيلا سكنية بحي الإناس في منطقة المرس، تعرضت لتسرب مياه الأمطار، مما تسبب في محاصرة عدد من العمال كانوا يشتغلون داخل هذه الوحدة الصناعية، التي تحولت إلى مقبرة جماعية، بعد تضرر التجهيزات الموصولة بالكهرباء، وحدوث تماس كهربائي صعق من في المعمل.

يستدلون على كون هذه الوحدة الصناعية للنسيج سرية لأنها توجد في مرآب تحت أرضي لفيلا سكنية في حي الإناس بمنطقة المرس في طنجة...

طيب.. هذا المعمل يشغّل حوالي 50 شخصا، وهناك شهادات أن عمالا ضمنهم مصرّح بهم في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وأن المعمل لديه رقم التسجيل الضريبي (بّاتانتْ)، ويتوفر على آلات لا يمكن تشغيلها إلا بما يزيد عن 380 فولط، كيفاش هاذ الشي كلو وكيقولوا "سري"؟!

زعما ذوك العاملات والعمال غير أشباح ولا اشنو؟ ما كيدخلوا ما كيخرجوا ما كياكلوا ما كينتجوا ما كتجي شاحنات ولا عربات لنقل المنتوجات ولا والو؟

زعما ذوك اللي مصرح بهم، ولو يكون عددهم محدود، ماعمر تحركت مصالح وزارة الشغل والإدماج المهني، ماعمر تحركوا مفتشي الشغل؟ وذوك صحاب الضريبة، زعما مصالح وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة ماعمرها تحركت ولا شافت هاذيك الضرائب ولا ذيك الحسابات السنوية اللي كتقدم ليها ربيع كل سنة؟ أوْ لاَّ وزير التشغيل ووزير المالية كيعرفوا غير يتحركوا ويعربدوا باش يطبقوا الفصل 26 على تعاضديات باش يتفسح المجال لحزب البيجيدي يزيد يتغوّل فيهم؟

وهاذيك مصالح الماء والكهرباء كيفاش زعما غير اللي طلب منها 380 فولط وأكثر تعطيها لو وصافي، ما تقلب أوراق ما تدقق في ملفات في رخص في وثائق ما والو؟

وهاذوك المقدمية والشيوخ اللي كيتكرفسوا في خدمتهم مساكن وكاع ما كيرتاحوا ما كيخلليوا تا قنت، لا شوارع ولا زناقي ولا كاراجات ولا كل الموجودات، حتى غير الموجودات كيقلبوا ويشمشموا عليها، كيفاش زعما هاذوا يالله كيحضيوا مناضلين ويحصيوا أنفاسهم في حركاتهم وسكناتهم، ويزيدوا عليهم مشاريع الإرهابيين نقولوا هاذوا ما عليهش، إيوا وهاذ القوم اللي داخلين خارجين وصوت هدير الآلات في المكان اشنو زعما هوما جنون الظاهر الغابر؟

الروح عندنا رخيصة... واحد جوج عشرين ثلاثين... الدنيا هانية... ماتوا وحدين في فيضانات كازا، نزيدوا عليهم هاذوا في طنجة، وينوض العمدة ديال كازا مع الذباب الحقير ديال حزبو الخوانجي يتهرّب من المسؤولية ويبغي يلصّقها في جهات أخرى، كيف ما بدينا كنلاحظوا دابا مع الذباب خارج ويلوح في الاتهامات هنا ولهيه باش يبعدوا المسؤولية على حزبهم الخوانجي، سواء على مستوى المجلس الجماعي أو على مستوى الحكومة!

ومن بعد غيديروا عملية تعويم، ثم عملية تنفيس، ثم،،، يجمعوا ويطويوا! وتبقى الفاجحة غير خبّيرة! واش اللي ماتوا في كازا رجعوا غير خبّيرة ولا لا؟ قولوا! حتى هاذوا غينتهي بيهم الأمر إلى خبّيرة!

ويجي نهار ويدّي ليل، وتجي الانتخابات، وتجي الوعود، ما عرفت هاذ العام واش غتكون بلا تهديد، وبلا تماسيح ولا عفاريت، ومشات ايام وجات ايام، وفين ايامك يا أفندي، أجي معانا نشوّرو في الصباح على السروية، ما يعگزنا شوم ولا شتا ولا شرگية، واش سمعتي وا أفندي وا رضوان، نهزوا عينينا ونحدقوا مزيان، طبقة فـ الديار وطبقة فـ المعامل، ونقولوا مجهودنا ما مْشى باطل، إنما اللي فيها خسارة، قلّْ منها واكْثرْ من تمارة: الحگرة والقهرة ونقص الايجارة، وساعة الخلاص إيمتى تجي خلاص، نميزوا بين ما شدّينا وما علّينا، ونهزوا عينينا ونحدقوا مزيان، طبقة فـ الديار وطبقة فـ المعامل، ونقولوا مجهودنا هنا مْشى باطل... والبرلمانيون في القبة، والفايسبوكيون في الفضاء الأزرق، والنقابيون والحزبيون، وكتّاب الإنشاءات، كلشي غيكتب: المسؤولية والمحاسبة، واللي يعيى من السهر، غيمشي يتكمّش في الناموسية، غيتغطى مزيان، ويغيب في شي نعسة فاعلة تاركة، وممكن تكون مصحوبة بشي أحلام داعرة، وفي الغد يشحد اللسان وينمّق شي كلمات، وبدون ما يحس غيلقى راسو رجّع الفاجعة إلى خبّيرة...