اللقاح الروسي يفجر فضائح بالجزائر.. وزير الصحة يرفض تلقي جرعة سبوتنيك 5 والشك يتسلل للجزائريين
الكاتب :
إنصاف الراقي
إنصاف الراقي
سيظل المغرب دولة سباقة على مستوى القارة الإفريقية، في تطعيم المواطنين، باللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد، كنوع من الوفاء بالتزاماتها أمام الشعب، خاصة بعدما أعطى الملك محمد السادس الانطلاقة الفعلية لعملية التلقيح يوم الخميس 28 يناير 2021، والتي ظهر من خلالها الملك، في مكتبه بقصر فاس، يأخذ الجرعة الأولى من اللقاح. وهي العملية التي اعتبرها المغاربة، خاصة نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، لحظة تاريخية، ستظل راسخة لدى الأجيال القادمة، باعتبارها عنوان لالتحام الملك والشعب، خاصة في الشدائد، وفي بعدها التضامني.
وإذا كان المغرب قد توصل بالشحنة الأولى من اللقاح الصيني "سينوفارم" وبعدها الشحنة الأولى من اللقاح البريطاني "أسترازينيكا" وبكميات وافرة، وشروعه في التطعيم، بسلاسة، وحرفية، في أغلب المدن المغربية، فإن الجزائر، التي أطلقت اليوم السبت 30 يناير 2021، حملة التلقيح ضد كورونا، بعد توصلها بعدد قليل جدا من اللقاح الروسي (500 ألف جرعة من لقاح سبوتنيك5)، تعيش غليانا في صفوف المواطنين، الذين شككوا في نجاعة اللقاح الروسي، حيث أدركوا أن الرئيس عبد المجيد تبون، الغائب عن البلاد بشكل يثير الشك، قد توسل روسيا من أجل "كمشة لقاحات" لدر الرماد في عيون الجزائريين، الذين يرون الجار المغرب، قد سبقهم بأيام في عملية التطعيم المجاني، التي يستفيد منها الآلاف يوميا.. لكن حجم الغليان الذي أخذت حرارته تتسلل إلى مواقع التواصل الاجتماعي، برز أكثر في الفضيحة التي فجرتها عملية التلقيح المحدودة والحبلى بالشك.
تصورا أنه في الوقت الذي دشن الملك محمد السادس انطلاق عملية التلقيح بنفسه، لم يجرؤ مسؤول سياسي ولا عسكري في الجزائر على تلقي جرعة من لقاح "سبوتنيك5" الروسي أثناء تدشين انطلاق حملة التلقيح، ولم يظهر، تبون، رئيس البلاد الغائب أو إن صح التعبير "المُغَيَّب" وهو يأخذ الجرعة نفسها الموجهة للشعب، مما أثار استغراب الجزائريين، حول نجاعة اللقاح.
وما زاد الشكوك أكثر، هو أن عملية التلقيح التي أطلقها عبد الرحمان بن بوزيد، وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، على هامش أولى عمليات التلقيح ضد "كورونا" بالبليدة صبيحة اليوم السبت 30 يناير 2021، لم يدشنها بنفسه، واكتفى بالدفع بأحمد جمعي مدير الصحة في البليدة، للتطعيم كأول مسؤول حكومي يتلقى اللقاح، مما زاد الشكوك أكثر حول امتناع المسؤوليين الحكوميين وعلى رأسهم وزير الصحة من تلقي التطعيم. لكن ما يبعث على السخرية أكثر، هو أن إطلاق القادة في الجزائر عملية التلقيح من "البليدة" باعتبارها من الولايات الأكثر تضررا بالجائحة، فجرت فضيحة أخرى، وهي أن هذه الولاية المتضررة "يا حسرة" لم تتوصل إلا بـ"100 جرعة" فقط.