تمغربيت عندو فالدم.. حكاية المؤذن الذي أغضب الملك والمُجوِّد للقرآن بطريقة مشرقية أقرب إلى الغناء
الكاتب :
حسن عين الحياة
حسن عين الحياة
لم يكن الملك الراحل الحسن الثاني، يقبل أن تتسلل نفحة مشرقية للمجال الديني في المغرب. فهو حارس هاذ المجال، وضابطه والآمر الناهي فيه.. ذلك أن وظيفته كأمير للمؤمنين وقتها، كانت تخول له أن يرسم الإطار الديني بما يراه يوافق الشرع، ويحافظ بشكل كبير على الخصوصية المغربية (تمغربيت).
وحسب الدكتور سعيد هبال صاحب كتاب "أصدقاء الملك"، كان الحسن الثاني ذات مرة في قصره بالرباط، فسمع آذانا على الطريقة المشرقية، فأغضبه ذلك كثيرا.
وتابع هبال في حديثه معنا، أن الحسن الثاني سأل بعض الذين يدورون في فلكه عن صاحب هذا الآذان، فقال له أحدهم، إنه منبعث من أحد المساجد القريبة.. ربما في مدينة سلا، أو غير بعيد عن القصر، فما كان من الملك الراحل سوى أن قال "هاذ السيد يجمع حوايجو ويمشي بحالاتو.. واش أنا مالي فالقاهرة.. هاذي راها الرباط والعدوتين". وتدخل من أجل أن يؤذن هذا المؤذن بطريقة مغربية.
لقد كان الحسن الثاني، لكثرة تشبثه بـ"تمغربيت" لا يتساهل مع أي نفحة مشرقية تتسلل إلى الحقل الديني المغربي، وقد فعل الأمر نفسه مع أحد المجودين للقرآن الكريم في الدروس الحسنية، الذي كان يتلو بطريقة مشرقية أقرب إلى الغناء، حيث أوقفه الملك الذي لم يقبل أن يتخلل إيقاع موسيقي القرآن، قائلا "أش هاذ لغنا كتغني.. الله يرضي عليك حبس علي هاذ الشي أنا ما باغي لا سيكا ولا نهاوند"، وكان القارئ بحسب هبال، يتلو بطريقة مشرقية أقرب إلى الغناء، فأحاله الملك الراحل إلى أن طريقته في القراءة تضم مقامين موسيقيين يتم توظيفهما في الموسيقى المشرقية بشكل كبير، هما "السيكا والنهاوند، وأمر بأن يتم قراءة القرآن بطريقة مغربية.