الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
شابان لبنانيان أمام الدمار الذي تسببت فيه حسابات ميليشيات حزب الله

الإعلامية اللبنانية الزميلة فاطمة حوحو تفضح من بيروت خدعة حزب الله في حرب تموز

خدعة حزب الله في حرب تموز
شهادات لبنانيين تفضح حقيقة النصر الإلهي
سلاح المقاومة في خدمة الولي الفقيه في إيران
 
من بيروت: فاطمة حوحو
 
في 12 تموز (يوليوز) 2006، وقعت الحرب اللبنانية ـ الإسرائيلية الثانية، كان اللبنانيون يعيشون على وقع الزلزال الكبير الذي حدث باغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري ورفاقه، وكانت ثورة الأرز التي جمعت اللبنانيين المطالبين بالعدالة والحرية والاستقلال في أوجها، إذ أدت الانتخابات النيابية عام 2005 إلى فوز كبير لهذه القوى، وتشكلت حكومة قوية رئيسها فؤاد السنيورة، الذي يعتبر من صقور هذه الثورة، الذي لم يكن يقدم أي تنازلات لأي فريق سياسي على حساب الدولة، بمن فيهم "حزب الله" المتباهي بسلاحه ويرفض وضع قرار السلم والحرب في يد الدولة لا في يده ولا يرغب بأن يكون الجيش اللبناني مدافعا عن الحدود، لأن ذلك يعني تسليم سلاحه المدعوم، وهذا يهدد وجوده ومخططاته التي كانت تطبخ بين قصري الشعب في دمشق والولي الفقيه في إيران.
قد يكون من الصعب على البعض من أحزاب اليسار العربي قبول هذه الحقيقة، فالمقاومة التي انتصرت في لبنان وأدت إلى انسحاب إسرائيل شكلت رمزا كبيرا ورافعة مهمة، إلا أن ما وراء الصورة الجميلة واقع غريب، فاللبنانيون دفعوا تضحيات كثيرة، بشرا وحجرا، وهم إن أجمعوا على أهمية تحرير الأرض من العدو الإسرائيلي، لم يجمعوا على تحرير لبنان من النظام السوري، الذي كان يتحكم بلبنان على مدى أربعين عاما قبل انسحابه في أبريل 2005، إثر انتفاضة الشعب اللبناني، فكانت مهمة حزب الله واضحة في إعادة التأثير السوري على الساحة اللبنانية وإن تطلب الأمر حربا مع إسرائيل، تأكل الأخضر واليابس وتضرب بناه التحتية وتعيده إلى عصور الميليشيات المسلحة عبر إحراج حكومة قوى 14 آذار، حيث تهمة الخيانة الوطنية حاضرة دائما، لتبرير المغامرات العسكرية لــ"حزب الله"، وهو ما تبين لاحقا خلال حرب استمرت 32 يوما، قبل أن تنجح الحكومة بطلب من "حزب الله" نفسه وقف إطلاق النار والقبول بالقرار الدولي 1701 الذي نص على مغادرة القوات الإسرائيلية للأراضي اللبنانية بالتوازي مع نشر الجيش اللبناني في الجنوب ومغادرة عناصر "حزب الله" المسلحة للأراضي الواقعة جنوب نهر الليطاني ونشر قوة دولية معززة في جنوب الليطاني يصل عددها إلى 15000 جندي أممي، ومنع مبيعات أو إمدادات الأسلحة والمعدات ذات الصلة إلى حزب الله، أو أي طرف آخر عدا ما تأذن به حكومة لبنان، ونشر قطع حربية بحرية دولية في المياه الإقليمية اللبنانية لمنع تزويد "حزب الله" بالسلاح عبر البحر.
والواضح هنا أن هذا الاتفاق "السياسي" ما كان أقر لمصلحة إسرائيل لولا تقدمها "العسكري"، مقارنة بتراجع "حزب الله" الذي أعلن "انتصاره الإلهي وقدسية سلاحه" واستعمله لاحقا في غزو بيروت من ضاحيتها الجنوبية في 7 ماي 2008، والواضح أن موافقة حزب الله على القرار 1701 لا يعني أنه كان منتصراً في الحرب كما روج في الإعلام، وإلا لما وافق عليه، بل لكان تابع الحرب لحين إقرار قرار يوقف الحرب يكون لمصلحته.
وها هو "حزب الله" اليوم مجرد ميليشيا تقاتل في سوريا ضد الشعب السوري، وفي اليمن ضد الشعب اليمني، وتثير النعرات المذهبية في البحرين والكويت ولبنان بالطبع، بينما الحدود الجنوبية مع إسرائيل هادئة، منذ 12 سنة، رغم تصريحات قيادات الحزب "المقاوم" عشرات المرات عن ردٍ عسكري بدءا من الرد على اغتيال قائدها العسكري عماد مغنية، الذي لم يحصل، وصولا لحرب يوليوز التي انتهت لمصلحة الطرف الإسرائيلي لا لمصلحة حزب الله، وما تعليق أمينه العام أن الحزب "يوافق بتحفظ على مشروع وقف إطلاق النار المقترح"، إلا دليل واضح على أن القبول مع التحفظ هو الاعتراف بالخضوع مكرهاً وبالتالي الهزيمة...
سمى حزب الله عمليته العسكرية بـ"الوعد الصادق"، التي أدت إلى أسر جنود إسرائيليين بحجة مبادلتهم للإفراج عن الأسرى اللبنانيين، مع أن وزراء الحزب كانوا قد تعهدوا خلال اجتماع حكومي بأن الوضع على الحدود لن يتوتر لإنجاح موسم السياحة في البلد، إلا أن خديعة الحزب للحكومة كان وقعها أقوى على معظم اللبنانيين بما لا يقاس، بفعل الخسائر الكبيرة التي مني بها، فقد تكبد لبنان خسائر كبيرة بشرياً ومادياً، حيث استشهد أكثر من 1000 شخص من المدنيين ثلثهم من الأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 4000 جريح وتدمير 15 ألف منزل و900 مبنى وخسائر بالبنى التحتية تخطت الـ7 مليارات دولار، فيما قدرت قيمة الأضرار التي لحقت بشبكة الكهرباء بنحو 180 مليون دولار إضافة إلى 75 مليون دولار لمعالجة المياه فضلا عن خسائر تدمير شبكتي الطرقات والجسور والمطار.
ومن نتائج "حرب تموز" أن الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله صار في استطاعته أن يلقي خطاباً يعلن فيه من يجب أن يكون رئيساً للجمهورية ومن يكون رئيسا لمجلس النوّاب. وأنّه مستعد للتساهل مع اللبنانيين، في شأن من يكون رئيساً لمجلس الوزراء، ضاربا بعرض الحائط الدستور اللبناني.
 
كيف يتذكر اللبنانيون اليوم هذه الحرب
 
 
الإعلامية بديعة بيضون:
 
الأموات لا يعودون وصورهم لن تعود أيضاً ولا يمكن التعويض عنها لا بإعادة البناء ولا بمال التعويضات
من بلدة بنت جبيل في الجنوب، كانت تسكن في الضاحية الجنوبية، تصف ما حصل معها يوم 14 تموز 2006، بالقول: "كان يوم خميس، وكان أول يوم يذهب فيه ابني إلى المدرسة الصيفية التي كانت قد بدأت في هذا النهار بالذات!. ودعت ابني باكراً جداً قبل الساعة السابعة صباحاً وبعدها مباشرةً كانت أختي، والتي كانت تسكن في الطابق السابع من نفس البناية في حارة حريك، تقرع الباب لتخبرني أنهم يقصفون المطار، وكان باستطاعتها مشاهدة ذلك من على بلكًون منزلها. قلت لها أبشري أكيد الآن سيقصفون مصادر الكهرباء ولن يكون عندنا لا نور ولا مياه، كنت بسذاجة تامة أظن أن الأمر سينتهي عند ذلك، وأن خسارتنا ستختصر على كميات الطعام الكبيرة التي ملأنا بها ثلاجاتنا، كوننا كنا ننتظر أخواتي وعوائلهن الآتين من الولايات المتحدة الأميركية لقضاء عطلة الصيف".
وتتابع: "اتصل أخي من منزله في شارع الحمراء، وطلب منا أن نترك منازلنا فورا ونذهب إلى منزله، وإلا سيأتي ويجبرنا على ذلك شئنا أم أبينا!. كان لابد أن أنهي قهوتي، وخرجنا بالثياب التي كنا نرتديها ولَم يخطر في بالنا أن نحمل أي شيء آخر على الإطلاق معنا!. جئت بابني من مدرسته قرب وسط البلد إلى بيت أخي، وجلسنا ننتظر وطال الانتظار. يوم السبت اتصلت شقيقتي باكية لتقول إن بيوتنا قد دُمرت وإن البناية التي كانت تتألف من عشرة طوابق باتت كلها كومة تراب وغاصت كلها تحت الأرض!".
وتضيف: "دون أن أخبر أحدا ركبت سياراتي وذهبت إلى حارة حريك، أوقفتها خارجاً على الأوتوستراد، ونزلت منها ليتجمع حولي مجموعة من الشباب المسلحين طالبين مني الرجوع والرحيل حفاظاً على سلامتي وخوفاً على حياتي. قلت لهم حياتي هي حياتي أنا وأنا وحدي من يقرر وأنني سوف أمضي في طريقي وليفعلوا ما شاؤوا!. كانت الطريق مليئة بالدمار وكانت الحجارة والتراب والرمال وقطع الباطون والحديد تلال تتشابك في مطارح وفِي مطارح أخرى تنفصل، تعلًو وتنخفض وكان التنقل شبه مستحيل وكان من غيّر ممكن التعرف حتى على البناية التي عشنا فيها أعوام ولا تحديد مكانها!".
وتوضح بيضون:
"أنا كنت قد بِعت منزلي قبل شهرين من حدوث الحرب وكان علي أن أتركه في شهر أيلول وهكذا فقدت كل ما أملك وكان موجوداً في داخله ولَم أتمكن من إنقاذ أي شيء على الإطلاق. كان والد ابني قد توفي قبل الحرب بأسبوع واحد وكان ابني قد اشترى خزنة صغيرة وضع بداخلها مقتنيات والده الخاصة من ساعة وخاتم وأقلام وصور واطمأن إلى ذلك، ولكن الخزنة لم يظهر لها أثر بعد أن دُمَّر المنزل بالكامل كله!".
وتلفت الإعلامية اللبنانية إلى أنه: "كانت هناك تعويضات على الممتلكات وكان المبلغ 8 آلاف دولار لا يهم إذا كان داخل المنزل أملاك بدولار واحد أو بمليون دولار. أُعيد إعمار المنطقة من قبل الدولة اللبنانية وبدعم وتمويل من عدة دول عربية لا أذكر تماماً أسماء هذه الدوّل! أنا لم أعد إلى حارة حريك وأختي باعت منزلها وشقة ثانية أيضاً ولَم تعد مع عائلتها أبداً وعاشت مع عائلتها عشر سنوات في منزل بالإيجار، حتى أصبح منزلهم الذي دُمَّر أيضاً في بنت جبيل صالحاً للسكن والذي ما زالوا يكملون بناءه منذ 12 عاما".
وتشير إلى أن أختها الكبرى "دُمَّر منزلها أيضاً والمبنى العائلي المشترك الذي نملكه أنا وإخوتي في بنت جبيل أيضاً وأيضاً تضرر. انتقلت إلى منزلي الجديد بعد شهر من الإقامة في بيت أخي وذلك خوفاً من أن تكون هناك احتلالات للمنازل غيّر المُكتملة وغير المسكونة. وبعد أن أخافني مالك البناية مؤكدا عدم قدرته على حماية المبنى إذا حصل ذلك، وعلى كل مالك أن يحمي منزله إذا شاء! اشترينا أنا وابني حصيرتين وفرشتين وعشنا ستة أشهر أنا وإياه ننتقل داخل المنزل من غرفة إلى أخرى حسب مكان شغل العمال حتى اكتمل البناء وبات المنزل صالحاً للسكن بشكل طبيعي ودون أي معيقات".
وتواصل بيضون ذكرياتها قائلة:
"عندما جاء غاليري المفروشات بما كنا قد اشتريناه، قال لي النجار سنقوم بتركيب الخزائن أولاً من أجل أن تضعوا بداخلها أغراضكم والثياب فما كان من ابني، والذي كان في السادسة عشرة من عمره آنذاك إلا أن رد عليه بعفويةٍ مُطلقة قائلا: " عمو ما تعتل هم الخزائن! نحنا ما في عندنا أغراض ولا في عندنا ثياب!. مرارة الخسارة وضياع كل ما يمثل الذكريات ويُعبِّر عنها، وهنا لا أتحدث عن الأدوات والمفروشات وما شابه، بل عن كل ما هو خاص وخاص جداً والذي لا يمكن إعادة شرائه أو استبداله أو تجديده أو استعادته لا ينسى ولا يغادر المرء أبداً! يتعايش المرء معه كما يتعايش مع الموت وفقدان الأحباء، يرافقك كل ثانية وكل دقيقة من حياتك وما دمت على قيد الحياة! الأموات لا يعودون وصورهم التي كنت احتفظت بها بالقرب من قلبك ذكرى لهم لن تعود أيضاً ولا يمكن التعويض عنها لا بإعادة البناء ولا بمال التعويضات!".
وتختم: "هذه حكايتي وقد جهدت جداً للاختصار، وأعتقد أنني لم أنجح بذلك على الإطلاق. وأفضل أن أختصرها بالجانب الإنساني وألا أدخل في المتاهات السياسية التي يعرفها الجميع وليست خافية على أحد وليقيني أن ليس لدي شيئاً جديداً أضيفه ولا ما أقوله"...
 
فؤاد صالح من بلدة كفرمان:
 
حرب تموز جعلت نظرة الناس لـ"حزب الله" كحزب مقاوم تتغير وأصبح المقاومون مجرد مجرمين يأخذون البلد إلى المجهول
 
كان فؤاد صالح أحد المقاومين في جبهة المقاومة اللبنانية قبل أن يسيطر حزب الله على الجنوب.
يقول صالح وقد اضطرته الحرب إلى ترك لبنان للبحث عن لقمة عيش عائلته في مالي: إن حرب تموز المفاجئة جعلت نظرة الناس لـ"حزب الله" عن كونه حزبا مقاوما تتغير وكانت الناس تتساءل عن علاقة هذه الحرب باغتيال رفيق الحريري وإقرار المحكمة الدولية للتحقيق في الجريمة، حيث إن أصابع الاتهام أشارت إلى ضلوعه فيها، مما دفع الكثيرين إلى اكتشاف مخططات الحزب ومن وراءه والتي تستهدف لبنان وصيغته، إذ رأى هؤلاء تحولا في سلوك المقاومين ليصبحوا مجرد مجرمين يأخذون البلد إلى المجهول، ومن هنا كان على حزب الله إرجاع صورته القديمة عبر افتعال حرب مع إسرائيل، حتى يتاح له تخوين الآخرين والتخلص ممن لا يجارونه الرأي في السياسة، أي تسليم البلد للنظام السوري وإيران.
ويضيف: "عندما بدأ الهجوم الإسرائيلي ما بعد عملية الأسر، والتي بعدها احتفل الكثير من الجنوبيين بأسر الجنود الإسرائيليين، وبعد بدء الهجوم شعر الجنوبيون بالأزمة وبدأت الأسئلة إلى ما ستؤول الأمور وأين سيذهب أهل الجنوب، بعد ما كان "حزب الله" افتعل خلافات مع بقية اللبنانيين بعد اغتيال الحريري، وكان أكثر الجنوبيين يلعنون "حزب الله" وأمينه العام حسن نصرالله بالعلن، مع بعض الخوف طبعا من ردة فعل بعض الموتورين من المنتسبين لهذا الحزب، بعد انتهاء الحرب ووعود حسن نصرالله بالتعويض المالي عن كل الأضرار عاد أهل الجنوب البسطاء لرفع رايات حزب الله، كما رايات النصر، وهم عائدون من التهجير القسري نتيجة الحرب، بعد أن كانوا بطريقهم نحو التهجير المجهول الاتجاه، يرفعون رايات الاستسلام البيضاء".
وأعتبر أن من أنقذ لبنان هو رئيس الوزراء بتلك الفترة فؤاد السنيورة، والذي اعتبره بعد الحرب نبيه بري برئيس المقاومة السياسية وهو حسب رأيي استحق هذا اللقب عن جدارة بغض النظر عن رأي الكثير من اللبنانيين فيه".
وأعتبر أن الناس حاليا تنظر إلى سلاح "حزب الله" نظرة خوف نتيجة سيطرته الكاملة على كل مفاصل الحياة بتلك المنطقة بشكل خاص وكل لبنان بشكل عام.
وفي تفسيره للتضامن اللبناني مع حزب الله رد ضاحكا "المعروف عن الجنوبيين بشكل خاص واللبنانيين بشكل عام، أنهم يعتبرون حسب المثل الشعبي "كل من ياخذ امي اناديه عمي"، أو مثل آخر يقول: "اليد التي لا تستطيع كسرها قبلها وادعي عليها بالكسر".
ويشير إلى أنه "قبل حرب تموز كان الجزء الأكبر من شيعة الجنوب متضامن مع الحريري و14 آذار، إن لم يكن علنا فسرا. يقولون من قتل الحريري هو حزب الله، لكن أخطاء 14 آذار جعلت حزب الله بإمكانياته المالية يستخدم سياسة "العصا والجزرة" ليجمع الناس حوله".
ويلفت إلى أنه عندما بدأت الحرب خاف الناس وكانوا يعرفون أن حزب الله لم يترك أحدا من اللبنانيين دون خلاف معه من السنة إلى الدروز وبالتالي كانوا يسألون إلى أين سيتم تهجيرهم ومن سيستقبلهم، لكن حزب الله حمل الجزرة ووعدهم بالتعويض عليهم، فالحرب كانت مدروسة، وفي ذلك الحين لو امتدت الحرب 10 أيام أخرى لانتهى حزب الله لأنه لم يعد لديه القدرة على الرد على إسرائيل رغم تبجحه بقصف حيفا حيث سقط فلسطينيون من أهالي الـ48 ضحية صواريخه، فكان يقصف من شرق صيدا".
وذكر بأن التعويضات دفعت بإشراف "حزب الله" الذي أدخل من هب ودب لقبض تعويض هدم أو إصابة وكثيرون كذبوا رغم وجود لجنة للتحقيق كشفت البعض وآخرين لم يجر انكشاف كذبهم، والكل يعرف الهرج والمرج الذي حصل نتيجة ذلك وجرى التحقيق مع اللجنة المكلفة في الفضائح فاحت رائحتها في لبنان بعد هذه الحرب".
 
الناشط السياسي حسن ديب
 
"حزب الله" لجأ إلى منظومة إعلامية تشوه الحقائق مستخدما أقلاما مدفوعة الأجر لإظهار عكس الحقيقة وإقناع الناس أنه انتصر ولم ينهزم
 
يعتقد حسن ديب أن "الذي يعرف خطورة الدخول في مغامرة مع إسرائيل هو حزب الله أكثر من غيره، وهو اليوم الأكثر ترددا وخوفا من غيره"...
ويضيف: "في نهاية حرب تموز، فقد حزب الله القدرة على التحكم بضرباته نتيجة شل مواصلاته، فلجأ للتعامل مع حافلات مدنيين مقابل مبالغ مالية لإيصال صواريخه ومؤنه إلى مقاتليه. غالبية الناس رفضت عملية إطلاق الأسرى، معتبرة أنها غير معنية بصراع من أجل القنطار، والتسهيلات التي قدمتها المخيمات الفلسطينية للمواطنين الباقين لعبت دورا بتهدئتهم، إضافة إلى التدخلات الخارجية التي سمحت بهدنة انسانية وعدم استهداف اليات المدنيين لشل الحركة بالكامل".
وأشار إلى أن "حزب الله" لجأ إلى منظومة إعلامية تشوه الحقائق مستخدما أقلاما مدفوعة الأجر لإظهار عكس الحقيقة وإقناع الناس بوجهة نظره: فلابد أن يكون منتصرا ورادعا لإسرائيل لتبرير وجود سلاحه ووجوده الامني. اخترع نظرية تدخل الله لنصرته انطلاقا من مفاهيم دينية، أي (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)، لإظهار التزامه الديني، وأيضا فهو مؤمن بولاية الفقيه، و(الفقيه، حسب نظرتهم، خليفة المهدي المنتظر، والذي توجد اتصالات معه، حيث إن المهدي أخبر ولي الفقيه بهذا الانتصار في اللحظات الأولى للحرب)، وهذا ما يحاول حزب الله عدم إظهاره للناس لكي لا يصبح أضحوكة".