الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
(صورة أرشيفية)

ردا على النظرة الاستعمارية لإسبانيا.. مغاربة يطلقون "هاشتاغ" للمطالبة بعودة سبتة ومليلية لحضن الوطن

 
أثار استدعاء وزارة الخارجية الإسبانية لكريمة بنعيش، سفيرة المغرب في مدريد، للاحتجاج ضد تصريحات رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، في المقابلة التي أجراها مع قناة "الشرق"، بخصوص سبتة ومليلية، غضب رواد مواقع الاتصال الاجتماعي، الذين عبروا عن غضبهم من النظرة الاستعمارية البائدة، التي تعامل بها حكام الجارة الإسبانية مع قضايا المغرب في سيادته الوطنية ووحدته الترابية.
ورغم أن الخارجية الإسبانية حاولت أن ترجع، في بيان صحافي، سبب غضبها إلى تصريح رئيس الحكومة، الذي قال فيه إن المغرب "ربما سيفتح الملف في يوم ما، ويجب أولا أن ننهي قضية الصحراء؛ فهي الأولوية الآن، وقضية سبتة ومليلية سيأتي زمنها"، فالمتابعون للعلاقات الإسبانية المغربية يدركون أن الحقيقة غير ذلك وأن السبب الحقيقي هو رفض المغرب، أن يصبح دركيا لحماية حدود جارته الشمالية، من جيوش مهاجري دول الجنوب، وإعلانه الحرب على التهريب المعيشي القادم من المدينتين السليبتين، وكذا تحديد المغرب لحدوده البحرية، ثم الضربة التي قسمت ظهر الدبلوماسية الإسبانية والمتمثلة في الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على كامل تراب أقاليمه الجنوبية، مع ما يعنيه ذلك من جلب استثمارات اقتصادية كبرى ستصيب الشركات الإسبانية في مقتل وهي التي تستفيد من الأسواق المغربية بالمنطقة لأسباب عدة.
وفي الوقت الذي أكد فيه بلاغ الخارجية الإسبانية أنها "تتوقع من جميع شركائها احترام سيادة ووحدة أراضي بلادها"، فمدريد تستكثر على المغرب إشارة رئيس حكومته أن موضوع سبتة ومليلية ظل معلقا منذ 5 إلى 6 قرون مضت وأن المغرب سيطالب بهما يوما، متناسية أن حق بلدنا في سبتة ومليلية والجزر المحيطة بهما لن تسقط بالتقادم.
وفي هذا السياق كتب عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي تدوينات منددة بالحنين الاستعماري للجارة الشمالية، إذ كتب عادل بنحمزة، القيادي الاستقلالي، في تدوينة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، أن المغرب لا يحتاج إلى أدلة في ما يتعلق بمغربية المدينتين، وأن بقاءهما في ظل الاحتلال الإسباني يعود بالدرجة الأولى لأخطاء تدبير خروج الإسبان من المنطقة الشمالية واتفاق إنهاء الحماية الإسبانية.
وأضاف عادل بنحمزة أن على إسبانيا أن تقطع مع الإزدواجية في مواقفها، وهي الدولة التي لها ماضي استعماري غير مشرف كأي حركة استعمارية، فكيف تدعي سيادتها على سبتة ومليلية وتستكثر على المغاربة المطالبة بأراضيهم المحتلة وفي نفس الوقت تطالب هي باستعادة جبل طارق من إنجلترا؟.
ودعا بنحمزة إسبانيا إلى التحلي بالواقعية وأن تنظر إلى المغرب نظرة جديدة مختلفة عن النظرة الاستعمارية البائدة، وأن تقر بأن المغرب شريك أساسي لكن دون أن تفقد الذاكرة وتقفز على حقائق التاريخ وأولها أن سبتة ومليلية مدينتان مغربيتان محتلتان.
وأشار القيادي الاستقلالي إلى أن إسبانيا تعيش عملية تحول معقدة من نظام الثنائية الحزبية إلى نظام الحكومات متعددة الأحزاب، وصعود تيارات شعبوية يسارية ويمينية، هذه العملية أفقدت إسبانيا رجال دولة من الوزن الثقيل الذين يعرفون تأثير قدر الجغرافية ويتصرفون بناء على ذلك.
من جهته، كتب محمد الواموسي، الإعلامي المغربي المقيم بباريس، على صفحته الرسمية على الفايسبوك، أن رئيس الحزب القومي الإسباني يقول إن "سبتة ومليلية مدينتان إسبانيتان في إفريقيا قبل وجود المغرب"، مضيفا: "هذا الشعبوي الصغير لا يعلم أن عمر المغرب يمتد إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد، وأن إسبانيا نفسها كانت تحت حكم المغرب لثمانية قرون، وأسماء بعض المدن الإسبانية شاهدة على ذلك".
من جانبه كتب خالد أشيبان، عضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، على حسابه بالفايسبوك، أن إسبانيا ليست منزعجة من تصريحات العثماني، بل هي ذريعة، لأنها منزعجة من ترسيم الحدود البحرية للمملكة المغربية، ومن قوة سلاح البحرية الملكية المغربية...".
واستهجانا لتحركات وتصريحات المسؤولين الإسبانيين، التي تناقلتها وسائل إعلامهم ومفادها أن الحكومة الإسبانية ستضغط على الحكومة الأمريكية الجديدة وعلى فريق جو بايدن الرئيس الأمريكي المنتخب، للتراجع عن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية عن مغربية الصحراء، أطلق رواد المنصات الاجتماعية "هاشتاغ" للمطالبة رسميا بعودة الثغرين المغربيين المحتلين سبتة ومليلية إلى حضن الوطن، وبضرورة معالجة أخطاء تدبير خروج الإسبان من المنطقة الشمالية واتفاق إنهاء الحماية الإسبانية بها.