لعنة الجماهير تطارد الملياردير أخنوش.. هاشتاغ الرحيل: الاستقالة أو الإقالة
الكاتب :
"الغد 24"
مراد بورجى
مقال 2/1 قبل الخطاب..
خسر جمهور الوداد كأس العرش لموسم 2020-2021.. لكن جمهور الوداد ربح رهان منع رئيس الحكومة، عزير أخنوش، من حضور المباراة لتسليم الكأس للفائز، في غياب ولي العهد الأمير مولاي الحسن والأمير مولاي رشيد، المتواجدين في فرنسا صحبة الملك محمد السادس، في زيارة عائلية خاصة.
كبير تجار المحروقات السي أخنوش تخوّف من غضب الجماهير ولم يتجرأ على دخول المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، الذي أجريت فيه، يوم الخميس الماضي، المباراة النهائية، التي انتهت بفوز نهضة بركان على الوداد البيضاوي...
غياب السي أخنوش عن المباراة كان من "بركات" الهاشتاغ "الميمون"، الذي اقترب من ثاني مليون... وهذا بخلاف ما كان عليه الحال عندما حضر مقابلة نهائي كأس العرش للموسم 2019-2020، بين الجيش الملكي والمغرب التطواني، بملعب أدرار بمدينة أكادير، وقام بتسليم الكأس للفريق العسكري الفائز.
لقد أضحت المدرّجات، أحيانا، "تيرموتر" لما يعتمل في أحشاء البلاد والعباد، وبدأت كثير من الإلترات تستمد بعض شعاراتها وبعض أناشيدها من العمق المغربي ومما يعيشه المغاربة من أوضاع اجتماعية... ولازالت الأغنيتين الشهيرتين "في بلادي ظلموني" لجمهور الرجاء، و"قلب حزين" لجمهور الحمر تتردد في العديد من المناسبات حتى اليوم.
في سنة 2020، ظهر عزيز أخنوش متباهيا، راضيا مرضيا ب"بركات" قِفاف "جود"، التي "جاد" بها على المفقّرين والمستضعفين، والأموال التي لا تُعد التي اتهم بصرفها في انتخابات 8 شتنبر لاستمالة الناخبين بوعوده الكاذبة حتى استولى على كرسي رئاسة الحكومة لم يكن يعلم بارون المحروقات والأوكسيجين والعقار والفرانشيز والفلاحة والإعلام...، أنها ستكون سبب انكساره...
في موسم 2021 وسنة 2022، ضاق الشعب ذرعا بتبخّر كل تلك الوعود، التي قال لهم فيها أخنوش "تستاهلوا أحسن"، وبدأ منسوب الغضب الشعبي يشتعل منذ انفجار الزيادات الصاروخية في الأسعار، وفي مقدمتها المحروقات، واكتشف المغاربة أن أخنوش وراء كل ما هو سيء وفاشل في البلاد، وأن له تواطؤا قويا في اندلاع النار في أسعار المحروقات، وأنه هو وراء خروقات واختلالات وإخفاقات العديد من المخططات، ما دعا قضاة المجلس الأعلى للحسابات يخصّصون 400 صفحة من تقريرهم لسنة 2018، لمحاكمة تدبيره لوزارة الفلاحة والصيد البحري، وأنه هو وراء "الشبهات" في تعامل وزارة الفلاحة مع مكتب دراسات معين في مجموعة من الصفقات الخاصة ببرنامج "أليوتيس"، وشبهات في ثلاث صفقات تم بموجبها منح 37 مليون درهم لمكتب الدراسات، واختلالات في صندوق التنمية القروية والمناطق الجبلية، واختلالات وثغرات في مخطط "المغرب الأخضر"، واختلالات في مكتب "أونسا" الذي لا يُراقب الكثير من المنتجات التي يستهلكها المغاربة رغم خطورة المخالفات المسجلة، وشبهات تتعلق بـ"كوطات الريع" في صيد الأسماك، فضلا عمّا سجله مجلس المنافسة بخصوص المحروقات من "مُمارسات مخالفة لقانون حرية المنافسة والأسعار"، إضافة إلى لجنة الاستطلاع البرلمانية، التي خلُصت إلى أن تحرير الحكومة لأسعار المحروقات جنت من خلاله شركات المحروقات أكثر من 1700 مليار سنتيم...
في موسم 2021 وسنة 2022، كانت مدرّجات ملعب الأمير مولاي عبد الله تسري فيها "روح المغاربة"، التي تعيش اليوم حالة غضب تنتشر وتتضاعف لدى أوسع الفئات الشعبية، وهذه الحالة يعبّر عنها المغاربة، اليوم، الذين يرفعون "هاشتاغ" الرحيل، وهنا بالذات، إذا كان جمهور الوداد حزن لخسران المباراة، فأنه يحقّ له أن يتباهى بأن له دورا في عدم حضور أخنوش، شبيها بِدوْر "هاشتاغ" الرحيل، الذي جعل باطرون الحكومة يفهم جيدا أن المغاربة ضده، وأنه هو والمتحلّقون حوله لن ينفعهم أن يتحدثوا بأي كلام للتطبيل لـ"إنجازات" شبه منعدمة، لا تقنعهم حتى هم، فينفجرون غضبا وينفعلون فيشتمون المغاربة، فيزيد الرفض الشعبي لأخنوش ولفريقه، ليس في ملاعب الكرة فحسب، وإنما في كل مناحي حياة المغاربة!!!