بعدما صدمها الاعتراف الأمريكي.. صحافة الجزائر تنفث عنصرية وحقدا وكراهية ضد المغرب
الكاتب :
"الغد 24" و(و.م.ع)
عادل الزعري الجابري
بأقصى قدراتها، انخرطت أقسام التحرير المطيعة للنظام الأخضر-الكاكي، ليلة الخميس-الجمعة، في ترويج مادتها المتعفنة حول المغرب لدى جمهورها المنهك، وذلك بالموازاة مع تناقل مضامينها في وقت لاحق من اليوم من طرف شبكات التواصل الاجتماعي التي تم إحداثها وتعبئتها بهذه المناسبة.
فعقولها المدبرة الموجودة في قمرة قيادة قوة متهالكة، لم يغمض لها جفن. الموقف خطير: الولايات المتحدة الأمريكية تعترف رسميا بسيادة المغرب على صحرائه. ما الذي ينبغي فعله؟ الإعلان عن حداد وطني؟ إعلان العاشر من دجنبر يوما لـ"النكبة" على الطريقة الجزائرية؟ أو الامتثال إلى المعطى الذي يفيد أن الحقيقة مختلفة تماما عما تروج له على مدار الساعة آلة الدعاية المناهضة للمغرب، حول النزاع المفبرك من الألف إلى الياء حول الصحراء؟
كم هائل من قصاصات وكالة الأنباء الجزائرية والمقالات الصحفية اقترنت بتعليقات عنصرية ومعادية للسامية، إلى جانب إحالات حقودة ولغة بذيئة، ناهيك عن التحامل المرضي على وسائل التواصل الاجتماعي، لمهاجمة القرار الأمريكي وكيل الشتائم للمغرب، في حين أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تقم في الواقع سوى بالإعلان بأعلى صوتها عما يهمس به العالم بأسره حول الحقوق التاريخية المشروعة للمملكة على صحرائها.
فالأكيد أن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المملكة الكاملة والشاملة على أقاليمها الجنوبية يشكل فعلا سياسيا وازنا، لكن ينبغي رؤيته من منظور أوسع، على أنه استمرار أو تسلسل منطقي لزخم الدعم الدولي لكل ما حققه المغرب خلال العقدين الماضيين على درب تسوية هذا الملف.
وبالفعل في سنة 2007، اختارت المملكة نهج الواقعية، بدلا من البقاء أسيرة مقاربات مهتزة تنغمس وسط الطلاسم الدبلوماسية، والإعلانات بالغة التعقيد، والتعبيرات الفضفاضة، والنقاشات الجوفاء، وذلك بغية وضع حد لأزيد من أربعين سنة من الركود الذي خيم على ملف الصحراء المغربية. فبوضع مشروعه للحكم الذاتي على الطاولة، تمكن المغرب من الحصول على إجماع المنتظم الدولي باعتباره مخاطبا جادا وذي مصداقية في مسلسل تسوية هذا النزاع المفتعل. لكن الجزائر تقابل حسن نية واستعداد المغرب بالتخوين، الضغينة والعدوانية.
هو أيضا نفس النهج الذي تعتمده الجزائر العاصمة في مواجهة دعوات المغرب اللامتناهية للجلوس حول الطاولة قصد تطبيع العلاقات الثنائية، فتح الحدود وتجاوز الخلافات.
ولأن كل شيء له محاسنه ومساوئه، فإن حلقة الكركرات مكنت المجتمع الدولي بأسره من قياس مدى استراتيجية التوتر هاته التي تقودها الجزائر العاصمة في تدبير جوارها مع المغرب ومدى عدوانيتها.
لقد شاهد العالم بأسره كيف أن معبر الكركرات أضحى مركزا متقدما للجزائر العاصمة في حربها المعلنة ضد المغرب، منذ اعتماد القرار الأخير لمجلس الأمن رقم 2548، الذي كرّس سمو الحل المغربي للحكم الذاتي، وسجل دور الجزائر في الإبقاء على وضعية الجمود، لكن المغرب خبر كيف يدبر هذه الأزمة باحترافية وفعالية. هكذا، حظيت جهوده بالتقدير والترحيب بها كفعل مخلص.
وبنفس الروح القتالية وبكل ثقة، يقود اليوم حملة دبلوماسية، رصينة، مدروسة ومنفتحة، دافعها رؤية ملكية ريادية، لاستكمال وحدته الترابية، وإضفاء السلم على علاقاته مع جواره، وتدعيم تجذره الإفريقي، وبناء جسور علاقة ثلاثية بين إفريقيا والمنطقة المغاربية وأوروبا، والتي سيضطلع فيها المغرب بدور محوري. لقد تم رسم المسار، الوسائل متوفرة، ومن الطبيعي أن تتبع الإرادة السياسية.