الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

العثماني: علاقات المغرب وإسرائيل لا تمنع دعم القضية الفلسطينية واعتراف أمريكا انتصار تاريخي


أكد رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، أن الموقف المغربي الداعم للقضية الفلسطينية، ووقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه المشروعة لن يتغير، رغم إعادة تطبيع علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل.

جاء ذلك في كلمة للعثماني خلال ندوة رقمية بعنوان: "الاتحاد المغاربي: دور الشعوب والنخب في الإحياء والتجديد"، نظمها المكتب التنفيذي لمؤسسة الدكتور عبد الكريم الخطيب للفكر والدراسات، بشراكة مع لجنة العلاقات الدولية لحزب العدالة والتنمية، أمس الجمعة 11 دسمبر 2020.

وشدد العثماني، في مداخلته، على أن المغرب "سيظل دائما ثابتا على موقفه الداعم للقضية الفلسطينية". وفي هذا الصدد، توقف العثماني عند بلاغ الديوان الملكي، أول أمس الخميس، عقب اتصال الملك محمد السادس هاتفيا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، ليتلو على الحاضرين الفقرات التالية الواردة في البلاغ:
 
"وقد أكد جلالة الملك، حفظه الله، لفخامته بأن موقف جلالته الداعم للقضية الفلسطينية ثابت لا يتغير. وقد ورثه عن والده المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، أكرم الله مثواه.
 
وفي هذا الصدد، أبرز جلالته أن المغرب مع حل الدولتين، وأن المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي هي السبيل الوحيد للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع.
 
وبصفته رئيسا للجنة القدس، المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، فإن جلالة الملك ما فتئ يؤكد على ضرورة الحفاظ على الوضع الخاص لمدينة القدس الشريف، وعلى احترام حرية ممارسة الشعائر الدينية لأتباع الديانات السماوية الثلاث، وحماية الطابع الإسلامي للمدينة المقدسة وحرمة المسجد الأقصى.
 
كما شدد جلالة الملك على أن المغرب يضع دائما القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية، وأن عمل المغرب من أجل ترسيخ مغربيتها لن يكون أبدا، لا اليوم ولا في المستقبل، على حساب نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة".
 
ليتابع العثماني قائلا "نحن أيضا في حزب العدالة والتنمية نتبنى هذا الموقف، بتأكيدنا على رفض صفقة القرن، ورفضنا للانتهاكات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني".
 
من جهة أخرى، أكد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، أن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال مرسوم رئاسي، الاعتراف بمغربية الصحراء وسيادة المملكة على كافة أقاليمها الجنوبية، يعد "انتصارا تاريخيا للقضية الوطنية ولمغربية الصحراء"، مبرزا أن الأمر يتعلق أيضا بـ"انتصار لجهود صاحب الجلالة الملك محمد السادس في الدفاع عن قضية الصحراء المغربية".
 
وأوضح العثماني، في تصريح أدلى به لوكالة المغرب العربي للأنباء ونقله عنها الموقع الرسمي للبيجيدي (pjd.ma)، أن هذا الاعتراف "يشكّل تحولا مهما" على اعتبار أنها المرة الأولى التي تعترف فيها دولة غربية بهذا الوضوح بمغربية الصحراء، ولأن الولايات المتحدة ليست قوة عظمى فحسب، وإنما عضو دائم بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فضلا عن أن الإدارة الأمريكية قررت أن تُتبع هذا المرسوم الرئاسي بخطوة عملية من خلال فتح قنصلية للولايات المتحدة بالداخلة.
 
وبعد أن أشار إلى أنه تم فتح عدة قنصليات لدول شقيقة وصديقة بالأقاليم الجنوبية للمملكة، أبرز العثماني أن هذه الدول كلها إما إفريقية أو عربية، "واليوم لدينا دول من قارة أخرى هي القارة الأمريكية"، مؤكدا أن هذا الأمر "سيفتح الباب لمزيد من الدول للاعتراف بمغربية الصحراء، وربما لفتح قنصليات لها في الأقاليم الجنوبية".
 
وذكر العثماني أن الولايات المتحدة تشرف عادة على إعداد الصيغة الأولى لقرار مجلس الأمن قبل عرضه على ما يسمى بمجموعة الأصدقاء في قضية الصحراء المغربية، وبعد الاتفاق عليه في إطار هذه المجموعة المكونة من خمس دول يتم توزيعه وعرضه على مجلس الأمن الدولي، مبرزا أن "هذه الدولة التي تعد عادة قرارات مجلس الأمن اتخذت اليوم قرارا تاريخيا بالاعتراف بمغربية الصحراء، وهو ما سيشكل بعدها فاتحة لانتصارات أخرى للقضية الوطنية".