للتواصل معنا
البريد الإلكتروني: [[email protected]]
كان حسن دقيقا في ملاحظاته، عميقا في تحليلاته، صارما في مواقفه، واضحا في آرائه... وكان، وهو في الواجهة الجماهيرية الحبلى بالمخاطر، مثال القائد الجريء والمحاور الودود مع ممثلي الفصائل، ومثال المسؤول الذي يقدر الأشياء حق قدرها بعيدا عن كل تهور غير محسوب، ولكن أيضا دون وجل أو تردد
أبان الرجل الفيلسوف عن مهارة في الخطابة دون صخب، وقدرة على الحجاج والإقناع، وصلابة في الدفاع عن مواقف فصيل الطلبة الديمقراطيين، وعن حنكة في تدبير الخلافات داخل الحركة الطلابية من منطلق المبادئ المؤسسة للاتحاد الوطني لطلبة المغرب: الجماهيرية والتقدمية والديمقراطية والاستقلالية
اعتبرنا أن الأهم هو التفاوض مع مكونات الحركة الطلابية، وخاصة الطلبة الاتحاديين، لضمان تمثيلية محترمة داخل المجلس الوطني واللجنة التنفيذية. وهي المهمة التي أنجزها رفاقنا على أحسن وجه. هكذا انغمس حسن في لجة الحركة الطلابية المتجددة وأعرض عما سواها من الدنيا والآخرة
من بين الأوراش التي كنا نشتغل عليها مجلة "الشباب الديمقراطي"، التي كان محسن مديرها المسؤول، وكان حسن السوسي ومحمد الهجابي وشوقي بنيوب من بين هيأة التحرير. كنا نتعاون جميعا على إعداد موادها، وتحرير كلمة العدد، التي تعتبر توجيها سياسيا عاما لفصيل الطلبة الديمقراطيين داخل الجامعة
ليلة ذلك اليوم (02 دجنبر 1981)، اعتُقل عيوش، وبعده بيومين اعتقل السوسي، ثم بوعيش. في ذلك اليوم أوصيت حسن ألا يذهب إلى المطبعة كي لا يُعتقل قال لي مبتسما، وهو يحمل مواد العدد الجديد لمجلة "الشباب الديمقراطي": "لابد من إخراج العدد"، أجبته مازحا "بنلتقي في لعلو". ابتسم مرة أخرى وانصرف
في أجواء الحزن والتوجس، أضاءت بيتنا طفلتي الأولى، اخترنا لها اسم فدوى. فأقمنا حفلا بسيطا لم يحضره إلا الرفاق والرفيقات، وقليل من الأهل يتقدمهم أخي عبد النبي. قالت لي فاطمة بعد الحفل بأيام معدودة: لابد أن يتذوق حسن ومحسن مأدبة العقيقة. وكانت قصعة كسكس من "سبع خضاري" دخلت السجن