الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان

انطلاق قمة العشرين بالرياض.. الرئاسة السعودية فتحت الأمل للإنسانية ورسمت طريق التعافي من الجائحة


تحتضن الرياض، اليوم السبت 21 نوفمبر 2020، فعاليات قمة مجموعة العشرين G20، وهي أضخم تجمع لزعماء اقتصادات العالم الكبرى، برئاسة السعودية، في ظرفية دقيقة واستثنائية، بل ولم يسبق لها مثيل في تاريخ "العشرين"، ويتعلق الأمر بجائحة فيروس كورونا المستجد، وما يطرحه من تحديات كبرى على قادة دول مجموعة العشرين من أجل الخروج بنتائج من شأنها تجسير الانتقال من "الأزمة" إلى "التعافي"...
 
تمثل رئاسة المملكة العربية السعودية لقمة مجموعة العشرين، التي تنعقد بالعاصمة الرياض على مدى يومين السبت والأحد، انتصارا دوليا باهرا للسعودية، أولا، وللدول العربية، ثانيا، وللدول الإسلامية، ثالثا، وستفتح أمام العالم مرحلة جديدة يكون فيها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في الواجهة لقيادة مجموعة العشرين نحو تحقيق أهدافها الكبرى، التي جاءت متوافقة مع الرؤية الاقتصادية السعودية 2030، بما في ذلك تحقيق الاستقرار الاقتصادي الكلي، والتنمية المستدامة، وتمكين المرأة، وتعزيز رأس المال البشري، وزيادة تدفق التجارة والاستثمار.
 
وغني عن القول إن قيادة "العشرين" تأكيد على ما باتت تحظى به المملكة العربية السعودية من ثقة عالمية متنامية، منذ إعلان رؤيتها، التي تتوافق مع اولويات مجموعة العشرين، في مجالات التنمية البشرية والعلوم والاقتصاد وتبويء الشباب دورا متميزا في استغلال ابداعاتهم نحو التقدم ومواكبة التطور في مختلف المجالات لتبقى الدول العربية والاسلامية في ركب الحضارة والابداع، وعموما سيكون هناك شأن كبير، وفق تقديرات المراقبين، لرئاسة السعودية لمجموعة العشرين وقيادتها نحو مستقبل أفضل.

وبناء على ذلك، وبصفتها رئيس G20 في عام 2020، ستلعب السعودية دورا حاسما في قيادة وتنسيق أجندة مجموعة العشرين في مواجهة وباء كوفيد-19 لحماية الأرواح ولتيسير سبل العيش ولإنعاش وتأمين الاقتصاد العالمي، بكل ما يعني ذلك من العمل، أولا، على إتاحة وصول الدول للاختبارات وعلاجات ولقاحات كوفيد-19، وبالتالي إعادة الاقتصاد العالمي إلى مسار النمو الصحيح والاستقرار على المدى الطويل.
 
يشار إلى أن "مجموعة العشرين" تضم 20 من أهم اقتصادات العالم، تشكل 85% من الناتج الإجمالي العالمي، لمناقشة أهم القضايا الاجتماعية والاقتصادية على الصعيد العالمي، ويتم التناوب على رئاسة المجموعة بين الدول الأعضاء، حيث تتولى السعودية، لأول مرة، وبنجاح باهر رئاسة المجموعة في 2020، التي ستختتم غدا الأحد 22 نوفمبر 2020.
 
وتتكون مجموعة العشرين من 19 دولة، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وهي كالآتي: الأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند وأندونيسيا وإيطاليا واليابان والمكسيك وروسيا والمملكة العربية السعودية وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية وتركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، وقد دعت السعودية كلا من إسبانيا والأردن وسنغافورة وسويسرا كدول مستضافة في عام 2020.
 
كما دعت السعودية، أيضا، المنظمات الدولية التي ساهمت تاريخياً في عمل مجموعة العشرين وتشمل: منظمة الأغذية والزراعة، ومجلس الاستقرار المالي، ومنظمة العمل الدولية، وصندوق النقد الدولي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والأمم المتحدة، ومجموعة البنك الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة التجارة العالمية. ودعيت في 2020 عدة منظمات إقليمية؛ منها صندوق النقد العربي، والبنك الإسلامي للتنمية، ورابطة دول جنوب شرق آسيا، والاتحاد الأفريقي، ومجلس التعاون الخليجي، والشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا.
 
وتميزت الرئاسة السعودية بتحقيق الكثير من الإنجازات، من ضمنها أن السعودية هي التي أطلقت، باعتبارها رئيسة للمجموعة، المبادرة التاريخية والحضارية القوية الرامية إلى تعليق مدفوعات خدمة الدين، التي أتاحت للدول الأشد فقرا والأكثر ضعفًا سيولةً من المقرضين الثنائيين الرسميين، حيث أتاحت المبادرة تأجيل سداد 14 مليار دولار أمريكي هذا العام وحده من الديون المستحقة والاستفادة من هذه المبالغ لتوظيفها في مواجهة الجائحة وآثارها الاجتماعية والاقتصادية. وقد استفادت 46 دولة منخفضة الدخل من هذه المبادرة. وتعمل بنوك التنمية متعددة الأطراف على تقديم 75 مليار دولار خلال الفترة من أبريل إلى ديسمبر 2020 للدول المستحقة للاستفادة من المبادرة التاريخية، وذلك كجزء من التزامها الأكبر بتقديم مبلغ 230 مليار دولار للدول النامية ومنخفضة الدخل كاستجابة لهذه الجائحة.

وبذلك تميزت الرئاسة السعودية لمجموعة العشرين بكثير من الجرأة والفعالية والمردودية والإنتاجية في مواجهة الجائحة، باتخاذها إجراءات سريعة وغير مسبوقة، مهدت الطريق لتشكيل عالم أفضل لما بعد جائحة كوفيد-19.