الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
الملك الراحل الحسن الثاني والمرحوم علال الفاسي

الملك يبوح للراضي: كنت أريد التخطيط للسياسة وعلال الفاسي ينَظّرُها ويُبَرّرُها ولكن الدويري أغلق هذه الرغبة

 
حسن عين الحياة
 
في كتابه "المغرب الذي عشته" يكشف الاتحادي عبد الواحد الراضي عن فترة سياسية لفها الضباب، تتعلق بخروج حزب الاستقلال من الحكومة، مع بداية حكم الملك الراحل الحسن الثاني.
وقال الراضي، إنه خلال شهر يناير 1963، حدث أن غادر حزب الاستقلال الحكومة، وحسب أطروحة سادت آنذاك، أُرغم (الحزب) على مغادرة الحكومة، وتقريبا تمّ طرده. "والسبب المعلن أن الملك ارتأى إجراء تعديل حكومي، فطلب من السيد امحمد الدويري أن يترك حقيبة المالية ويتحمل حقيبة الأشغال العمومية".
وقال الراضي، أذكر أن جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله حدثني شخصيا، لاحقا جدا في إحدى المناسبات، أظن في 1991 وفي سياق مختلف تماما حين كنا على متن الباخرة، عن تلك الواقعة. قال لي "إنه قرر إجراء التعديل الحكومي (آنذاك) ورأى أنه من الأفضل أن يغير حزب الاستقلال من صيغة حضوره داخل الحكومة، وأنّ على الدويري أن يعود إلى وزارة الأشغال العمومية". وأضاف قائلا: "كنت أرغب في أن يلعب المرحوم علال الفاسي دورا في تلك المرحلة. كنت أتطلع إلى أن أخطط للسياسة، وعلال الفاسي ينَظّرُها ويُبَرّرُها!". كان الملك حسب الراضي يتمنى آنذاك أن يشكل ثنائيا تقليديا، الملك يضع المحددات السياسية ويرسم التوجهات الكبرى، والزعيم علال يشيد إطارها النظري، الفكري والإيديولوجي وربما الأخلاقي بحكم المكانة الدينية والرمزية التي كان يتبوّأها المرحوم علال الفاسي كزعيم وطني وقائد سياسي وحزبي. ثم أضاف الملك قائلا: "ولكن الدويري أغلق هذه الرغبة ورفض مغادرة وزارة المالية. اعتبَر الأمر إهانة. وكنت حاولت إقناعه بجميع الوسائل ولم يقتنع، وذلك إلى درجة أنني استدعيته مرة وأوقفته أمام قبر الوالد رحمه الله – وكان قبر الوالد مازال مانقلتوش إلى مسجد صومعة حسان- فقلت له "قِف هنا. محمد الخامس كان والدي البيولوجي، وأنت كان والدك الروحي. وهو الذي أعطاك المِنحة لكي تتابع دراستك. وإذن، بهذه العلاقة التي بيننا، وبروح الوالد، بأن هذا الذي أردتُ أن أقوم به ليست فيه أي إساءة لِكْ. ولكن ذلك لم يؤثر فيه، ومضى إلى الحزب.. ودافع عن فكرة الخروج من الحكومة. إِمَّا اعطيوْنا ذاك الشي اللي بغينا ولا نْخُرجوا من الحكومة!".
وهنا يعلق الراضي، خرج حزب الاستقلال من الحكومة فعلا... ولم تتحقق رغبة الملك في الرهان على علال الفاسي كخطاب وكقيمة.