الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

رهانات العدالة والتنمية وخروج بنكيران واستثمار إساءات الرسول

 
رشيد لزرق
 
لا يزال حزب العدالة التنمية اللاعب الرئيس في حلبة السياسات، رغم أنه خسر بعض الدعم، من خلال إعطاء الانطباع بأنه يتحلى بالواقعية السياسية، فضلا عن الانقسام الذي عرفه من خلال التشرذم بين جناح العثماني وجناح بنكيران، إذ يحاول الحزب استثمار هذه الازدواجية السياسية، لكي تكون زاده في الانتخابات القادمة، عبر الأخذ بعين الاعتبار أن ثمة مناخا يتميز بالاستياء العام من السياسات الحزبية في البلاد، في ظل مناخ إقليمي متقلب مما قد ينعكس عليه سلباً.
لهذا يسعى البيجيدي لتعزيز مواقعه كلاعب سياسي رئيس في البلاد، ولكسب الثقة لدى الأطراف الدولية، خاصة مواقفه الملتبسة وجمعه بين الدعوي والسياسي.
إن الأوضاع الراهنة تخلق الكثير من حالات عدم اليقين عند العدالة التنمية، فليس هناك، أولاً، ضمانات بأن الحزب قادر على الحصول على المرتبة الأولى التي تخول له قيادة الحكومة، وثانياً، الضائقة الاجتماعية والاقتصادية، التي يمكن أن تقود إلى اضطرابات واندلاع حركات اجتماعية مما يجعل من الصعب على العدالة والتنمية أن تلعب دور مُهيمن أو بارز.
إن جو فقدان الثقة السائد من السياسات الوطنية اليوم، قد يعني أن الأوضاع الراهنة ستستمر من دون حل.
لهذا، فإن خروج بنكيران بقبعة الداعية هو استعداد لحملة انتخابية يقودها، واختياره لموقع الداعية هو نهج متعمد، أولا لجر الفرنسيين للتحاور مع العدالة والتنمية، بكونها ذلك الحزب المعتدل الذي لا يهدد المصالح الفرنسية، وكذلك الركوب على أي مظاهرات شعبية احتجاجا على تصريحات ماكرون. فلا يخفى على أحد استغلال العدالة والتنمية لما يجري، وحساباتها بالنسبة للشارع من أجل توسيع خزانها الانتخابي، وذلك بتوظيف تصريحات ماكرون، وعرضها باعتبارها مسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام، من منطلقات إيديولوجية، في وقت تتعمق مخاوف العدالة التنمية من تواصل ضعف خزانها الانتخابي ومعاقبتها شعبيا في الاستحقاقات القادمة بفعل تدني حصيلتها التدبيرية، أمام مطالب بمكافحة الفساد وتحقيق التنمية الاقتصادية...