الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

قراءة سيميائية لصورة الدعوة لمقاطعة البضائع الفرنسية

 
لحسن صبير
 
 
سبق أن أشرت، منذ 24 أكتوبر 2020، إلى دلالات صورة الدعوة إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية، في محاولة أولية لاستقراء سيميائيتها تراوحا بين لعبتي "التعيين والتضمين"، حتى من دون ربطها بمضامين الخطابات الخارجية عن مساحتها، وحينها خلصت إلى استنتاج ضمّنته في القراءة الأولية إياها، ومؤداه أن الثاوي خلف صورة المقاطعة هو إذكاء "الحروب الدينية" بمركزية الصليب على جسد الخريطة الفرنسية، ويؤكد هذا المنحى منتج خطاب الرئيس التركي، الذي أعاد هجومه على ماكرون، يوم أمس الخميس، بالقول إن "الغرب يريد إحياء الحروب الصليبية"، بيد أن المزيد من تفكيك الصورة يحيل إلى أكثر من صليب لعدم اتساق مساحات مكوناته، بله مذبب تدريجيا إلى الأسفل ليوحي أكثر بصورة سيف حاد مسنن الرأس...
 
فهل هي مجرد مصادفة أن يكون اتجاه حدة رأسه بالوضع الذي خط به تحديدا بمدينة "نيس" على الحدود الإيطالية الفرنسية؟... نحن نعلم أن الكثير من أدوات تواصل الأجهزة والشبكات الاستخبارية، من التي تبنتها التنظيمات الإرهابية، حيث تدرب معظمها في النشأة والتطور على كذا أجهزة، استخدام الصور والأشرطة وغيرهما (بن لادن والظواهري نموذجا) في تمرير الأوامر العملياتية لأذرعها...
إن كذا تفكيك وتأويل سيميائي يبرز أنه تم الاستخفاف في حينه بوسم شعار مقاطعة البضائع الفرنسية في تقديري.. لقد كان إنذارا مبكرا... هذه قراءتي...
 
وإن صحت احتماليات القراءة أعلاه، فالصورة، بما هي محتمل أمر عملياتي، لا تزال تخفي مضامين أخرى (خاصة الخط المتصل من الحدود البلجيكية الألمانية باتجاه إسبانيا)...