الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

أي تاريخ إسلامي تريدون تسويقه للعالم؟!

 
منعم وحتي
 
إن المناطق التي انتشر فيها الإسلام في آسيا بشكل سلمي حضاري وبقيم التجارة العادلة، وبطرق تأسست على اقتناع الناس وليس على حد السيف، تعتبر الآن نموذجا في تمثل القيم الإنسانية بجانب التمدن الحضاري، لهذا تجد في دول مثل ماليزيا وبروناي...، شعوبا متسامحة ومتعايشة مع الغير على اختلاف الديانات والأعراق، مع تمسكها بهوية الإسلام كدين سمح...
 
إلا أن المناطق التي عاشت الغزوات والدم والإكراه والإكراه المضاد، بقيت لقرون طويلة وإلى الآن لا تتقن إلا فن قطع الرؤوس، وبقيت تشوه منطق العيش المشترك، وكل عائلة/قبيلة تتسيّد الحُكمَ تُفْنِي نَسْلَ عائلاتِ الحُكم السابقة...، ولكل مرحلة فقهاء افتائها المستعدين لتأويل النصوص على قاعدة تبرير نَحْرِ السابقين...، بل حتى في اللغة والتأويل تجد المدارس تتناحر على حد سيف اللسان، وبنفس المنطق، كما حدث بين الكوفة والبصرة...
 
آن لنا أن نختار في هذا التاريخ المرير الذي وَرَّثُوهُ لنا عنوةً، بين لغة الدم ولغة السماحة.. وشعوب الكون ستحترمنا على قدر خياراتنا.. أقول شعوب الكون لا حُكامه.
 
ملحوظة 1: لماذا تأصل عند بعض المتدينين أن أبسط طريقة لتشويه صورة شخص هو أن تصفه بالمرأة.. إن منتهى احتقار ذات النساء قابع في عمق هؤلاء بلبوس دين السيف والدم...
 
ملحوظة 2: إن مواجهة سطوة حكام فرنسا، ولا أتكلم عن شعبها، تبتدئ من تعرية طابعها الكولونيالي وليس الديني، ولمن يدفعنا لعدم الاطلاع على اللغة الفرنسية، أجيبهم أنه حتى التمكن من لغة العدو مرتكز قوة، وكما قال كاتب ياسين، فـ"الفرنسية غنيمة حرب".