محمد أبوفكر يكتب بعد ربع قرن: بعضٌ من شوقٍ لسيدي محمد خويا عبد العزيز طليمات
الكاتب :
"الغد 24"
محمد أبوفكر
الاثنين 28 شتنبر 2020. التوقيت: 10 س و45 د. تصدير: يوم الأحد 27 شتنبر 2020 نمت ملء جفوني (الفترة الخامسة /النوم العميق، حسب سيغموند فرود)، في كتابه (تفسير الأحلام)، وأسلّ بيتا من قصيدة الشاعر البادع الباهر أبي الطيب المتنبي: واحر قلباه ممن قلبه شبم، يقول:
أنام ملء جفوني عن شواردها // وينام الخلق جراها ويختصم
أرفض التذكر والذكرى، مضت سنون يسهل عدها، والنطق بها، ورسمها بالكلمات، خمس وعشرون سنة، ربع قرن، لكن تذكرها بتفاصيلها، صعب صعب وصعب جدا، ساعاتها /أيامها /نهاراتها /لياليها /شهورها /سهرها /أتراحها /أفراحها، يقول محمود درويش في قصيدته الرائعة الماتعة "مديح الظل العالي":
كم كنت وحدك، يا ابن أمي
كم كنت وحدك
تعزز الولد/ الرجل في أهله صار عزيزا، أنت العزيز والمعزوز والمعزز والأعز، يا عزيزا وحبيبا ورفيقا لسعيدة.
الجميلان في زمن جميل: عبد العزيز طليمات وسعيدة الوادي
إلى أسرتك الكبيرة: زهور، أحمد، زكية، زبيدة، رشيد، عبد الجليل، عبد الواحد، إلى زوجتك الفاضلة: سعيدة الوادي، إلى ابنتيك: هند وسحر، غيابك/ حضورك، ظل بيننا حبا ينساب في عروقنا دما يغذي خلايانا، ينعشنا، ويرسم منك أملا نسير في طريقه...
كلنا نتذكر بعد الحادثة/الفاجعة، حين توقفت ساعة معصمك ضبطا على الساعة 14 و45 د، في ذلك المنعرج الخطير الذي خبرته لكثرة أسفاري إلى البيضاء والرباط، وحذرتك منه كما حذرتك من استخدام السيارة في سفرك الأسبوعي إلى الكلية، التي كنت تدرس بها، كنت تقطن معنا نفس المنزل، أنا والرفيقين رشيد السيدي ومحمد بنحمو...
بكيناك بحرقة/ شيعناك تشييعا لافتا من منزلك في جمع غفير من رفاقك وأصدقائك ومحبيك، ضاق بهم شارع علال الفاسي وجانباه، شيعناك إلى مقبرة الشهداء بباب دكالة، وسجّيناك دموعا حارقة وقلوبا مكلومة...
أتذكر لازمتك حين ألتقيك فتبادر (قال ليكم سيدي محمد خويا)، ولهذه اللازمة حكاية، حينما أحس أن قلبي يخفق رتيبا مترقبا حبيبة... تتراقص الحروف والكلمات أمامي في تناغم نادر، عازفة سيمفونية تسري وتتلبس الجسد كله، إنه إحساس لا قدرة للكلمات على رسمه صورة / صورا بلاغية....
هي حركات للعزيز الأعز عبد العزيز، قل من تلتقطها عيناه: حركة يده اليمنى تعيد ترتيب شعر رأسه الفاحم الناعم مرة تلو أخرى، طريقة سحب علبة السجائر المتكررة من جيب سترته الداخلي، طريقة مج سيجارته وإخراج دخانها، نوع قطع عرق السوس الصلبة التي يهواها / يمتصها بين الفينة والأخرى، طريقة حكيه النكت، حركات جفنيه المتسارعة...
عبد العزيز أحب الحياة وأحبته، استمتع بها واستمتعت به وهو لم يتجاوز سن الخامسة والأربعين بعد، أقول نيابة: نم مطمئنا يا عزيزا، هند وسحر في أمان، فزوجتك ورفيقتك قامت عوضا عنك بالواجب عمله وأكثر وكأنك حاضر بينهم ومعهم في كل لحظة وحين...
ختما لا ختاما، ستظل هنا حاضرا، هذه الكلمات والصور الناطقة لن تكفيك حقك، صدحت إحساسا وقولا كما عرفتك وعرفك رفاقك، كذلك كنت، وكذلك ستبقى في قلوب كل محبيك... نم قرير العين هناك...
في الصورة الصف الأول من اليمين: عبد الفاضل الغوالي، السعدية السعدي، نزهة طليمات، السي محمد طليمات (الوالد) محمد بسعيد أيت إيدر، حليمة الدباغ (الوالدة)، سعيدة الوادي (الزوجة) فاطمة غاندي (زوجة أحمد طليمات).. وفي الصفين الثاني والثالث: عبد الصمد المريني، محمد المريني، أحمد طليمات، رشيد طليمات، عبد العزيز طليمات، عبد الواحد طليمات، هند (الابنة)، غادة (ابنة أحمد طليمات)