الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
مهزلة.. تأملوا الصورة.. المدير الإقليمي يتهم مدير هذه الإعدادية بآسفي بأنه لم يلتزم بالبروتوكول الصحي

شهادات وصور.. مدير إعدادية وادي الذهب بآسفي حقق أنجح دخول مدرسي والمدير الإقليمي متلبس بالكذب


عندما طالعنا تدوينة فايسبوكية تحكي عن مئات التعبيرات التضامنية مع مدير ثانوية وادي الذهب الإعدادية بآسفي الذي تعرض لإعفاء من مهامه كمدير، قلنا هذه مبالغات افتراضية اعتيادية، لكن عندما دخلنا وتابعنا تعليقات الفايسبوكيين، آنذاك قلنا "من رأى ليس كمن سمع"، لأن ما رأيناه فاق التقدير، في التضامن وفي التنويه بنزاهة المدير عبد الفتاح بوسخان وإخلاصه وتفانيه في العمل...

وعندما توصلنا ببيانات نقابات التعليم في آسفي تفاجأنا بمضامينها التضامنية، التي ردت على عدد من المواقع الإلكترونية، التي سارت في اتجاه أن كورونا أدت إلى إعفاء مدير إعدادية وادي الذهب، الذي قالت، استنادا إلى قرار الإعفاء الذي أصدره المدير الإقليمي، إنه لم يلتزم بالبروتوكول الصحي، الذي وضعته وزارة التعليم، ومما جاء في رد النقابات على هذا الطرح، أن المدير الإقليمي "استغل جائحة كوفيد 19 لتصفية حساباته الضيقة، عبر تهم مجانية، لُفقت بهتانا وكيدا في حق مدير إعدادية واذي الذهب المعروف باستقامته وتفانيه في العمل بشهادة جميع المتدخلين (نقابات، جمعيات، أساتذة...)".

مرة أخرى، وفي البداية، قلنا إن هذه العبارات تعكس فقط حماسا نقابيا في التضامن مع  مدير إعدادية وادي الذهب، وعندما شرعنا في التحقيق في هذا القضية، بالذات، وجدنا العجب العجاب، كنا أمام مفاجأة حقيقية، مدعومة بالصور، تكشف أن المدير الإقليمي قام بعملية تضليل وتدليس، ومارس الكذب، الذي يجب أن يُحاسب عليه إداريا، لأن المسؤول الذي يمارس الكذب، يمكن أن يمارس كل الموبقات، التي تخطر على البال والتي لا تخطر على البال، لأنه مسؤول يخون الأمانة والثقة، التي وُضعت فيه، من أجل تصفية حساب بئيس وحقير.. المفاجأة أننا توصلنا بشهادات من أمهات وآباء ومن أطر تربوية في هذه المؤسسة التعليمية، تؤكد لنا أن المدير عبد الفتاح بوسخان، كان في المقدمة في كل التحضيرات العملية، لضمان دخول مدرسي بالتزام كامل وصارم بالبروتوكول الصحي، الذي وضعته الوزارة... ولم يكن ذلك غريبا على مدير ظل باستمرار يتعامل مع تلاميذ المؤسسة وكأنهم بناته وأبناؤه، إلى درجة أنه كان يشرف بنفسه على عمليات تعقيم التلاميذ (أنظر الصورة)، بل أكثر من ذلك انخرط بنفسه في المساعدة في عمليات التعقيم، من أجل أن تتبوأ ثانوية وادي الذهب الإعدادية بآسفي مكانة في الصدارة ضمن المؤسسات التي حققت نجاحا مشهودا في الدخول المدرسي...
 
 
وحسب الشهادات، التي توصلنا بها، وبالتأكيد ستصلنا أخرى وسنعود إليها بدورها، فقد أجمعت على أن الدخول المدرسي بالثانوية التأهيلية وادي الذهب بآسفي تميز بالصرامة في تطبيق البروتوكول الصحي، الذي يواكب استئناف الموسم الدراسي 2020-2021، والذي يأتي في ظروف استثنائية نتيجة تفشي وباء كورونا المستجد.
 
وأجمعت الشهادات على أن كل مكونات ثانوية وادي الذهب الإعدادية، من أطر إدارية وتربوية وجمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، تجندت لتنزيل مضامين المذكرة الوزارية 39-20 المتعلقة بالإجراءات والتدابير الاحترازية المواكبة للدخول المدرسي الحالي.
 
وكان المدير عبد الفتاح بوسخان يقف بنفسه على سير الأمور، وينخرط فيها بصفة عملية، ويساهم في التعبئة والتحسيس من أجل أن يكون الجميع، ابتداء منه شخصيا، ومن أطر إدارية وتربوية إلى مساعدين تقنيين ومنظفات وتلميذات وتلاميذ، ملتزمين، اختيارا وطواعية، بالتقيد بالتدابير الاحترازية، من خلال احترام التباعد الجسدي، لضمان مسافة الأمان، وارتداء الكمامات، والنظافة والتعقيم، وذلك لضمان سلامة الجميع.
 
وبالفعل تجند الجميع، منذ بداية سبتمبر 2020، لتوفير كل الوسائل والآليات لتحقيق دخول مدرسي ناجح، إذ جرى رسم علامات التشوير والممرات بكل مرافق المؤسسة لإرشاد وتوجيه المرتفقين، وتوفير وسائل التعقيم والصيانة والنظافة، وتعقيم المكاتب والحجرات، واقتناء العدة الكفيلة بتحقيق هذه الغاية، من معقمات ودواسات التعقيم ومحرار ومناديل ورقية وغيرها، لاستقبال التلاميذ والمربين والآباء والأولياء في ظروف جيدة تراعي شروط البروتوكول الصحي...
 
وفي هذا الصدد، لدينا شهادات من الأسر والأطر، وبالصور، تكشف أن الدخول المدرسي في ثانوية وادي الذهب الإعدادية، حقق نجاحا باهرا ومشهودا، والصور شاهدة، إذ تحقق النجاح المرجو لكل الإجراءات التحضرية الاحترازية، وجرى استقبال التلميذات والتلاميذ في ظروف جيدة وملائمة، وسجلت الإعدادية احتفالية جميلة بنصر جميل، إذ كان الجميع ملتزما بالتعقيم، وارتداء الكمامات، وتحقيق التباعد الجسدي أثناء الدخول والخروج، وفي الحجرات، حيث جرى تفويج القسم الواحد إلى فئتين في حجرتين مختلفتين، وتناوب المربون على تأمين تواصل ناجح، خلال ذلك، مع المتعلمين، في حين حرصت الإدارة على توزيع استعمالات الزمن على التلاميذ، وأرقام مسار والأقنان السرية، مع تعبئة استمارات تهم هواتف التلاميذ وأوليائهم للاتصال بهم كلما اقتضت الحاجة ذلك...
 
وشملت الشهادات، التي توصلنا بها، مختلف جوانب العملية التربوية، مع تفاصيل كثيرة عن هذا الدخول المدرسي الناجح، الذي كان المدير عبد الفتاح بوسخان يستحق عليه التهنئة والتنويه، وليس هذا القرار التعسفي، الذي كشف عن وجود مسؤولين يستعملون الجائحة لتصفية حساباتهم البئيسة...

بل أكثر من ذلك، إضافة إلى ذريعة عدم الالتزام بالبرتوكول الصحي، التي دحضناها بالشهادات والصور، هناك ذريعة أخرى مرتبطة بالجائحة، يقول فيها المدير الإقليمي في قرار الإعفاء "عدم إخبار المديرية الإقليمية بالحالات المسجلة بمرض كوفيد 19 والحالات المخالطة لها"، وهذه فضيحة كبرى، لا تكشف عن جهل هذا المسؤول الإقليمي، بل تكشف عن حقد أعماه حتى أصبح يطلق الكلام على عواهنه، خصوصا وأن الأدلة على ذلك موجودة وواضحة:

أولا، لم تسجل المؤسسة أية حالة مصابة أو مخالطة.

ثانيا، ما حصل بهذا الخصوص أن مدير الإعدادية تواصل مع السلطات المحلية، بعد رصد أربع حالات لتلاميذ كانوا مشمولين بالحجر الصحي، وأتمّوا الفترة المخصصة لهم في الحجر داخل منازلهم، فكان جواب السلطة المحلية أن لا خوف على المؤسسة من خطر ولوجهم داخلها.

ثالثا، هذه المعلومات كلها تم إخبار المديرية الإقليمية بها، عن طريق الرقم المخصص لهذا الغرض، بل وأرسل المدير أسماء التلاميذ المعنيين عبر الرقم ذاته...

هذا من جهة، ومن جهة ثانية، فإن تشكيك المدير الإقليمي في التلاميذ، رغم شفائهم، هو الذي يعتبر جريمة، تقتضي محاسبته عليها، لأن هذا الأسلوب هو استهتار وتصرف لاتربوي مع تلاميذ كانوا مصابين وتعالجوا، فهذا التصرف يخلق البلبلة في المؤسسة، ويجعل التلاميذ في حالة خوف من الاقتراب من المتعافين، وهؤلاء سيصبحون، بهذا التصرف الأرعن، في حالة نفسية مريضة وكأن بهم جذاما معديا، في حين هم تشافوا من الفيروس...
 
ونتوقف عند هذا الحد، حتى لا نطيل أكثر فأكثر، لأن الشهادات، التي بين أيدينا مليئة بالكثير من التفاصيل الأخرى، التي سنعود إليها في مقال مقبل، لأن السكوت عليها هو تواطؤ مع قرار تعسفي، اتخذه المدير الإقليمي لتصفية حساب وضيع، يجب أن يكون الرأي العام على بينة منه، وكذلك وزارة التعليم، لتكون على علم بهذه النوعية من المسؤولين، والوعي بمخاطر وجودهم على العملية التعليمية التربوية، هؤلاء يجب أن يحاسَبوا ليكونوا عبرة لمن هم على شاكلتهم على امتداد خارطة الوطن...