بعد منع الاحتجاج ضد الماء الملوث.. من يمنع مكتب الماء من الاستهتار بحياة مواطني مدينة اليوسفية؟
الكاتب :
"الغد 24"
نورالدين الطويليع
تزامنا مع استعداد سكان مدينة اليوسفية للخروج في وقفة احتجاجية ثانية، غدا الثلاثاء 15 سبتمبر 2020، بعد وقفة يوم الجمعة الماضي التاريخية، وقبل يوم واحد، أصدر باشا مدينة اليوسفية قرارا بمنع هذه الوقفة لأنها، حسب ما جاء في القرار "تشكل تهديدا للأمن والنظام العامين والصحة العامة... وخرقا للإجراءات التي سنتها السلطات العمومية للحد من تفشي الفيروس".
وفي الوقت الذي عبر مواطنو مدينة اليوسفية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن احترام القرار، رغم الإحباط الذي شعروا به، فقد طالبوا، في الوقت نفسه، من الجهات الرسمية الضغط على المكتب الوطني للماء الصالح للشرب من أجل التوقف عن تزويدهم بالماء الملوث، الذي يجلبه إليهم من محطة التصفية "سبت المعاريف"، وإرجاع مياه بحيرة "سبت الخوالقة" الباطنية، التي دأب السكان على الاستفادة منها منذ عقود.
وفي هذا السياق، قال أحد المواطنين إن مكتب الماء يتعامل مع معاناة السكان بلا مبالاة ظاهرة، وووصل به الاستخفاف بمطالبها إلى حد إعراض مديره الوطني عن الرد على مكالمة برلماني الإقليم، وأضاف المتحدث ذاته أن المواطنين يقدرون جهود السلطات العمومية للحد من تفشي فيروس كورونا، لكنهم يواجهون "فيروسا من نوع آخر" يتمثل في لعنة الماء الملوث، الذي جعل المواطنين يشدون الرحال إلى البوادي لجلب مياه الآبار، بعدما فتك ماءُ المكتب الملوثُ بصحتهم.
وفي تصريح ظريف، وبسخرية سوداء، هنأ مواطنٌ آخر سكانَ مدينة اليوسفية على العودة إلى عهد الستينيات والسبعينيات، في إشارة منه إلى ازدهار تجارة بيع الماء المحمول في البراميل على متن العربات المجرورة، في الأحياء الشعبية، مضيفا أنه لم يبق أمام السكان من خيار آخر سوى اقتناء القنينات، وانتظار كل صباح لملئها بالماء الشروب من هذه البراميل، وفي هذه الحال، سيكفون أنفسهم شر الماء الملوث، وسيساهمون في محاربة البطالة عبر خلق مناصب شغل لن تكلف أصحابها سوى صنع عربة مجرورة وشراء حمار...