هناك وهنا.. الصين ترفض بالمطلق دخول النفايات والرباح يحوّل المغرب إلى مزبلة للغرب
الكاتب :
"الغد 24"
جلال مدني
في الصين لأنه بلد يحترم نفسه ومواطنيه، ويتوفر على مسؤولين نزهاء، تكونوا على تربية القيم والأخلاق والمبادئ السامية المتأصلة في حزب ماو تسي تونغ، الحزب الشيوعي الصيني، وليس مسؤولين في حزب إسلامي إخواني منذور للتقية والكهوف والظلام وكل ما هو رجعي وبئيس لدى الأحزاب المتاجرة بالدين، في الصين العظيمة، رفضت السلطات، نهاية الأسبوع، رفضا قاطعا دخول 110 أطنان من النفايات الصلبة إلى البلاد.
هذا ما فعله مسؤولو جمارك مدينة يانتاي في مقاطعة شاندونغ في شرقي الصين، يوم الجمعة المنصرم. ورغم أن شركة محلية صرحت للجمارك بدفعتين من "جزيئات البولي فينيل كلورايد (PVC) المعاد تدويرها"، بيد أن التفتيش وجد أنها نفايات صلبة، ويكفي أن تكون النفايات صلبة حتى ولو كانت مفيدة، فيجري منعها من دخول البلاد، حفاظا على صحة السكان، لأن المواطنين في الصين لديهم قيمة، وشأن لا يُعلى عليه، ولأن في الصين حزبا شيوعيا عريقا عرف، عبر محطات مؤتمراته وتطورات كفاءاته ودراساته، كيف يحصن مسؤوليه من "تدويرات" الفساد والإفساد...
وحسب الإحصائيات، رفضت جمارك يانتاي أربع دفعات من النفايات الصلبة يصل إجمالي حجمها إلى أكثر من 270 طنا خلال الفترة من يناير إلى يوليوز 2020...
ولأن المغرب فيه حكومة "لقيطة" من أحزاب مُجمّعة مهزوزة، يمينا ويسارا، يقودها حزب إسلامي، فإن المواطن سيكون آخر "شيء" يمكن أن يفكروا فيه، وفي مصلحته، وفي صحته وسلامة حياته، إذ من طبيعة كل الأحزاب الدينية، "كل" دون استثناء، وفي مقدمتها الأحزاب الإسلامية، أنها تقوم على الانتهازية والوصولية والنفاق وانعدام القيم وانهيار الأخلاق، في حياتهم الخاصة والعامة... وهذه الطبيعة المتأصلة فيهم تجعلهم لا يقيمون وزنا للمواطن، لأن الولاء للوطن هو آخر اهتماماتهم، بقدر ما يكون الولاء للمرشد، للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين في قطر، وللخليفة المنتظر في تركيا...
ولذلك، من الطبيعي، أن يضع رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، يده في يد الوزير الوصي على البيئة، عزيز الرباح، ليفعلوا في البلد ما يريدون، ومما يريدون هناك تمرير ونشر قرار عزيز الرباح، وزير الطاقة والمعادن والبيئة، القيادي في حزب الإخوان المسلمين بالمغرب، في الجريدة الرسمية عدد 6905 بتاريخ 3 غشت 2020، والذي يحمل رقم 20.1339 الصادر في 14 يوليوز 2020 بناء على المادة 8 من المرسوم رقم 2.17.587 الصادر في 10 سبتمبر 2018، والقاضي بتحديد شروط وكيفيات عبور واستيراد النفايات من الدول الصناعية والمحظور تركها في الطبيعة أو حرقها في الدول المصدرة لها...
هذا القرار كان محط إدانة هيئات حقوقية ومدنية، في مقدمتها الهيئة المغربية لحقوق الإنسان، التي اعتبرت القرار انتهاكا سافرا للمواثيق الدولية والوطنية، وخاصة المادة 12 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التي تقر بتحسين جميع جوانب الصحة البيئية والصناعية، وكذا المادة 31 من الدستور المغربي، التي تنص على الحق في العيش في بيئة سليمة.
في بلد تديره حكومة تحترم نفسها ووطنها ومواطنيها، مثل الصين، وليس مثل المغرب، الذي تديره حكومة لا تقيم وزنا للوطن وللمواطنين، كان يفترض، على وجه السرعة، فتح تحقيق عاجل وشفاف في ملابسات إصدار القرار إياه المتعلق باستيراد النفايات والاستفادة المالية منها، وبمساءلة المتورطين في القرار ومتابعتهم تفعيلا لمبدأ عدم الإفلات من العقاب في تقيد تام باحترام القانون وحقوق الإنسان، مع إجراء خبرة تحليلية على المياه الجوفية والهواء والمياه الساحلية المغربية، ونشر نتائج البحث المتعلق بفحص العينات ومراقبة الجودة، وذلك أقل شيء يحتاجه المواطن تلبية لحقه الدستوري في المعلومة...
وزير الطاقة والمعادن والبيئة يرد أن القرار يقضي بتحديد لائحة "النفايات غير الخطرة"، التي يمكن الترخيص باستيرادها من الخارج، وأن هذا التحديد يأتي بعد استطلاع رأي وزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي.
في دولة تديرها حكومة تحترم نفسها ووطنها ومواطنيها يفترض أن "تنهر" مثل هذا الوزير، وتطلب منه الكف عن كل التبريرات، التي يتداعى إليها لشرعنة استيراد النفايات، كيفما كان نوعها، نظرا لخطورتها على صحة الإنسان والبيئة المغربية...
ولمجرد العلم، تضم لائحة عزيز الرباح حوالي 310 أنواع من النفايات، التي بات متاحا استيرادها من الخارج، من قبيل نفايات الرمل والطين، ونفايات الأنسجة الحيوانية والنباتية، ونفايات المواد البلاستيكية، والغائط والبول، بما في ذلك التبن النجس والسوائل المتدفقة، التي جرى جمعها ومعالجتها بصفة منفردة.
كما تضم اللائحة، أيضا، النفايات المتأتية من الجراحة والنفايات الكيماوية والمعدنية، والسوائل الخضراء المتأتية من استرداد سوائل الطهي، والكربون الأسود والسيليكون، والصباغة والطلاء، والأوحال المائية المحتوية على مواد خزفية والصمغ، ونفايات المطابخ والمطاعم المتحللة، إضافة إلى الألبسة والزيوت والمواد الدهنية.
يعني حكومة الإخوان المسلمين لا تكتفي بأن تهيء ظروف تحول المغرب إلى ولاية في الخلافة العثمانية بقيادة رجب طيب أردوغان، بل، أيضا، تجعل من المغرب "مزبلة" للغرب...