الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

الصين تعتبرها قمعا سياسيا وتنمرا صارخا.. هذه حقيقة الحرب الأمريكية على تطبيق "تيك توك"

 
أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية، بقيادة رئيسها دونالد ترامب، في حالة ضعف مهول، تجاري وصناعي وتكنولوجي وسياسي، إذ كلما شعرت بالعجز أمام المارد الصيني، كلما التجأت إلى الحرب التجارية، مستعملة سلاح المنع والحظر... ويعتبر تطبيق تيك توك Tik Tok آخر فصل، ولا يبدو أنه الأخير، في سلسلة فصول الحروب الأمريكية ضد الصين، مما جعل هذه الأخيرة تعتبر الحرب الأمريكية بمثابة قمع سياسي، وعلى الصعيد التجاري، اعتبرتها تنمرا صارخا ضد بعض الشركات غير الأمريكية...

يعتبر Tik Tok تطبيق الفيديو الشهير بين المراهقين، يحظى بمئات الملايين من المتابعين الشغوفين في مختلف دول العالم، من الهند إلى أستراليا إلى كندا والولايات المتحدة إلى المغرب. وهذا التطبيق مملوكٌ لشركةٍ صينية، لكن مدير الشركة التنفيذي أمريكي الجنسية.

بدأت التحرشات الأمريكية الأخيرة يوم الاثنين 13 يوليوز الماضي، حين قالت السلطات الأمريكية إنها تبحث حظر التطبيق لأنها تعتبره تهديداً محتملاً لأمنها القومي.
 
وهذه الحجة لا تكاد تخفي أن المعركة الحقيقية تتمثل في التنافس بين الولايات المتحدة والصين في مجالات الذكاء الاصطناعي، وشبكات الجيل الخامس فائقة السرعة للمحمول، وغيرها من التقنيات. ورغم أن البلدين لديهما علاقات اقتصادية قديمة تسمح ببعض التعاون، لكن التوترات الأخيرة أظهرت بجلاء ضعف أمريكا أمام الصين، حينه تلتجئ إلى أساليب بعيدة عن التنافس المعقول، وتُشهر سلاح "الأمن القومي"، للإضرار بكل شركة صينية صعد نجمها وباتت الشركات الأمريكية المنافسة بعيدة عنها، كما هو الحال مثلا مع شركة التقنية الصينية Huawei، والعراقيل التي وضعتها أمريكا أمام انخراطها في بناء شبكة الجيل الخامس بالبلاد.
 
وبالعودة إلى حرب "تيك توك"، فقد أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الخميس، أمرا تنفيذيا يحظر أي تعاملات أمريكية مع شركة التكنولوجيا الصينية "بايت دانس"، مالكة تطبيق "تيك توك"، سيبدأ سريانه بعد 45 يوما، وهي خطوة مثيرة للجدل انتقدها خبراء دوليون على نطاق واسع.
 
وتم تنزيل التطبيق أكثر من 175 مليون مرة في الولايات المتحدة، وأكثر من مليار مرة على مستوى العالم، وفقا للأمر التنفيذي، الذي يدعي أن التطبيق يلتقط تلقائيا "مساحات شاسعة من المعلومات" من مستخدميه، مما يشكل مخاطر على "الأمن القومي" الأمريكي.
 
ومن الجانب الصيني، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ون بين، معلقا على القضية، إن الصين تعارض بشدة التنمر الصارخ من جانب الولايات المتحدة ضد بعض الشركات غير الأمريكية، وذلك في انتهاك لقواعد اقتصاد السوق ومبادئ منظمة التجارة العالمية الخاصة بالانفتاح والشفافية وعدم التمييز، وقال وانغ إنه "تنمر صارخ تعارضه الصين بشدة. وقد لاحظنا أن الأمر أثار أيضا موجة من الانتقادات والشكوك في الولايات المتحدة وعلى مستوى المجتمع الدولي". وشدد على أن الولايات المتحدة "تقوم بتلاعب وقمع سياسي تعسفي يمكن أن يؤدي إلى انهيارها معنويا والإضرار بصورتها".