تحليل للجنرال المتقاعد يعرب صخر: أكتوبر 2024 وانعطاف الأحداث
الكاتب :
العميد الركن المتقاعد يعرب صخر
العميد الركن المتقاعد يعرب صخر
أجرت إسرائيل، منذ ثلاثة أشهر، مناورات التزود بالوقود في الجو للطائرات القاصفة البعيدة المدى، استعدادا "مسبقا" لضرب إيران.
لكن الرفض الأميركي والضغط على إسرائيل بعدم توسعة الحرب، إضافة إلى إنهماكها على جبهة حزب الله.. كل ذلك حال دون ذلك، أو تم تأجيل الضربة لظروف أنسب.
أما الآن، فقد طرأت أربعة مستجدات:
1- وقوع إيران في فخ استدراجها للرد، بعد أن ماطلت وتهربت وتملصت ثلاثة أشهر. وأتى ردها بمئتي صاروخ على إسرائيل، بعد تململ بيئة المحور منها، لتراخيها وتنصلها، على إثر النكسات الكبرى، التي أصابت ذراعها الأقوى حزب الله واغتيال أمينه العام نصر الله.
2- وصول الجنرال مايكل كوريللا قائد القوات المركزية الأميركية (سنتكوم) إلى إسرائيل وهرعه إلى غرفة عمليات الجيش الإسرائيلي؛ ما يُفهم منه أنه لتنسيق أو لتحديد الرد على الرد.
3- تزامنا: وصول طائرات الإرضاع الجوي الأميركية (التزود بالوقود في الجو).
4- اطمئنان إسرائيل من الجبهة الشمالية مصدر القلق الأهم لها، بعد تمكّنها من ضعضعة وتبديد وخلخلة بنيان حزب الله، وتثبيته ضمن حدود وقواعد فرضتها عليه، يحاول في ما تبقى له كيف يداري نفسه ويلملم أطرافه، إن استطاع.
وهذه فرصة سانحة لإسرائيل على كافة الصعد؛ والأهم فيها أن أمها أميركا الآن رضخت وخففت عنها الضغط، لا بل ويبدو أنها ستشاركها؛ وإن لم تهاجم معها فهي بالتأكيد سوف تدافع عنها.
مع هذا السماح، تُطرح عدة أسئلة: هل سوف تقيّدها أميركا بحدود رد؟ فما هو مستوى الاستهداف وحدود الضربة؟ وهل تُزامِنُها مع استهداف باقي أذرع إيران في سوريا والعراق واليمن؟ أم تؤجلهم لما بعد أمهم؟ أم تؤجل أمهم لما بعدهم؟
الضربة حاصلة والرد آت؛ فهل تُزامِنه بعد يومين، في ذكرى 7 أكتوبر 2023؟
وهل الاستهداف سيكون:
- تنكيس رأس إيراني كبير، أو بضعة رؤوس كبيرة؟
- البرنامج النووي؟
- مصافي النفط ومصادر الطاقة؟
- المواقع القيادية للحرس الثوري؟
- المطارات العسكرية، مخابيء المُسيّرات، مواقع الصواريخ الباليستية ومنصات إطلاقها؟
- إحداها، بعضها، أم كلها؟
هذه المرة، لم أشأ التحديد، بل اكتفيت بالعرض، وتعمّدت عدم التوقع، وتركت لكم الاستنتاج.