مسعود بوعيش: خواطر يوم فاتح أكتوبر 2024.. لقد تكسّرت موازين القوة والضعف!
الكاتب :
مسعود بوعيش
مسعود بوعيش
أنا حزين،
أنا تائه في الأحزان،
لقد تكسّرت كل الموازين، التي تدربت وتعلمت استعمالها لوزن التقدم والتراجع.
لقد تكسر ميزان القوى السياسي وميزان القوى العسكري..
أنا حزين بسبب حجم الضحايا من المدنيين العزل.
أشعر بالمسؤولية الفردية في ما جرى من انكسارات، وأشعر بالعجز في تعلم لغة الموازين الجديدة لقياس التقدم والتراجع.
هل يوجد ميزان لقياس الضعف؟ وهل هناك موازين الضعف في مقابل موازين القوة؟
هل تصلح هذه الموازين لقياس الانكسارات السياسية الراهنة في منطقة أنهكت شعوبها كل أنواع الانكسارات العسكرية؟
هل يجوز القول إن جيل الضباع قد سيطر على جيل منظمة التحرير الفلسطينية؟ وهل يجوز القول إن جيل الممانعين بقيادة ولاية الفقيه الإيراني سيطر على جيل أوسلو بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، التي وقّعت خطة أوسلو للسلام؟
لقد اغتيل السلام الأول يوم اغتيل الطرفان الموقّعان على سلام أوسلو: إسحاق رابين وياسر عرفات..
أنا حزين بسبب الاغتيالات المتواترة للسلام.
أنا حزين لكثرة الوكلاء المكلفين باغتيال المتفاوضين من أجل السلام، وبالتالي حزين من تزايد عدد الضباع المجندين وراء وكلاء الحرب لمناهضة السلام الدائم.
هل هناك أمل في المستقبل المنظور؟
الأمل الكبير، الذي يسمو فوق كل الآمال، هو انبعاث روح مسلسل أوسلو للسلام وعودة الطرف الفلسطيني والطرف الإسرائيلي إلى مائدة المفاوضات الثنائية.
ذهاب المتطرفين يشكل المدخل الرئيسي لبداية مفاوضات سياسية جدية وواقعية.
مفاوضات اليوم ليست هي مفاوضات الأمس..
موازين القوى السياسية التي أنتجت بالأمس خطة سلام أوسلو ليست هي موازين الضعف الحالية التي سنتتج خارطة سلام في خريطة جغرافية سياسية لشرق أوسط جديد..
الحالمون بالسلام الدائم بين جميع شعوب منطقة الشرق الأوسط يحزنون على ما جرى من دمار ثم يتجاوزون..
أصدقاء وصديقات القضايا العادلة تعلموا في مدارسهم السياسية الاصطفاف دوما بجانب أو وراء أصحاب وممثلي القضايا العادلة، وبالتالي تصدر الإنابة النضالية عن ممثلي القضية..
ما تبقى من جيل الأحلام الكبرى تعلم كيف يتجاوز حزنه ويستمر في الحلم، وتعلّم ألّا ينوب عن أصحاب القضية، وألّا يتطاول على الممثل الشرعي للقضية الفلسطينية.
ما زال هناك أمل في طي صفحة الحرب الدائرة في الشرق الأوسط وبناء السلام العادل المقبول من الطرفين: الإسرائيلي/الفلسطيني..
ومهما كانت التباينات في وزن حلمنا وامتداده، فإن إعلان ولاية الفقيه الإيراني التخلي النهائي عن قواتها بالوكالة في منطقة الشرق الأوسط، رَفَع من درجة المرارة إزاء هذا الغدر السياسي عن سبق إصرار وترصد، من جهة، وعزز لدينا القناعة السياسية بتوفر شروط جديدة وحظوظ زائدة لأنصار السلام الدائم لكل الفاعلين لصالح مستقبل شعوب المنطقة وقضاياها..