هل من الضروري إبقاء مادة "التربية الإسلامية" في الامتحان الإشهادي للسادس ابتدائي؟
الكاتب :
مصطفى لمودن
مصطفى لمودن
من خلال الجدول المرفق تظهر المواد التي سيمتحن فيها تلاميذ المستوى السادس ابتدائي في وحدة "التربية الإسلامية" في نهاية شهر يونيو المقبل، وقد سبق أن اقترحت إلغاء هذا الجزء من الامتحان (المقترح والرابط في المؤطر)..
وللتذكير، فلهذه الوحدة ست مواد (أنظر الجدول)، وسيتم تقديمها مع امتحان اللغة العربية خلال مدة زمنية تصل إلى ساعة ونصف!
يشمل امتحان العربية أسئلة حول القراءة وفهم نص يشتمل على ما بين 150 و170 كلمة، وأخرى حول التراكيب، والصرف والتحويل، والإملاء، وشكل بضع كلمات، والكتابة (أي الإنشاء والشكل) في ثمانية أو عشرة أسطر، يمثل 30% من النقطة. وينطلق كل ذلك من قراءة النص المشار إليه وضرورة فهمه.
وطبعا كل ذلك مع مادة التربية الإسلامية، التي تبدأ بـ"نص الانطلاق"، وهو يتضمن ظاهرة اجتماعية لها علاقة بالدين، كتوجه طفل مع أبيه إلى المسجد، وسماعه خطبة الجمعة إلخ...
المواد التي سيمتحن فيها التلاميذ حسب "الأطر المرجعية"، التي نشرتها الوزارة، لخصها "موقع تربوي" (مشكورا) في الجدول رفقته، وتهم ثلاث سور من القرآن، مع أسئلة مرافقة، من قبيل تحديد ظاهرة تجويدية أو أكثر..
لقد تم الاكتفاء في تحديد دروس العربية التي سيمتحن فيها التلاميذ بأربع وحدات دراسية من ست، أي حُذف ثلث المقرر الأخير.. وفي حدود 40 أو 50% تقريبا من مادة "التربية الإسلامية"..
يمكن استنتاج الكثير من خلال عناوين مواد التربية الإسلامية، والتساؤل المطروح، هل فعلا يتحقق المبتغى من تدريس كل هذه المواد؟ وهل من الضروري إجراء الامتحان بهذه الصيغة؟ وكيف يمكن إنجاز الإجابة عن هذا الامتحان المزدوج خلال ساعة ونصف؟!
مؤطر: دواعي حذف مادة "التربية الإسلامية"
أقترح على وزارة التربية الوطنية حذف مادة "التربية الإسلامية" من الامتحان الإشهادي للسادس ابتدائي إذا كانت مصرة على إجرائه في أواخر شهر يونيو المقبل..
أولا، أرى أنه لا حاجة أصلا لهذا الامتحان كله الذي يجرى على مستوى كل مديرية (إقليم)، علما أن تلاميذ هذا المستوى يجرون أربع مراقبات (امتحانات) سنوية في جميع المواد، وللغرابة يجرون ثماني امتحانات سنوية في "التربية الإسلامية"! هذا يكفي، ويبدو لي ليست هناك أية فائدة من الامتحان الموحد.
يشمل هذا الامتحان العربية والفرنسية والرياضيات والتربية الإسلامية. وقبل سنوات حذفت الاجتماعيات والنشاط العلمي من هذا الامتحان..
وللتذكير، فالتربية الإسلامية تشمل ست مواد، بعدما كانت سابقا ثلاثا فقط..
أرى أن هناك مبالغة في تضخيم دروس التربية الإسلامية، ولا يحقق ذلك الكثير من الإيجابيات على مستوى السلوك أو المعرفة.. بل يكون على حساب مواد أخرى مغيبة أصلا بالمدرسة المغربية مثل التعامل مع التقنية والحاسوب والإنترنيت ومواد الأنشطة الموازية كالمسرح والبستنة والتشكيل والرياضة..
مازال وضع المدرسة كما هي عليه في مجتمع يمور بالقضايا الهوياتية، يدعو إلى الاهتمام بتدريس الدين، وخاصة سور من القرآن والعقيدة والعبادات.. ولكن ليس إلى مستوى الاستغراق الحاصل الآن. مثلا كيف يتم تخصيص درسين لمريم أم عيسى من أجل الحديث عن "الكرامة" وعدم الخوض في الأعراض...؟ بينما يمكن استعمال نصوص أدبية تفي بالغرض لتركيز تلك القيم.
رغم محاولات "التلطيف"، فما تزال امتحانات التربية الإسلامية تعتمد على الحفظ، ويمكن التأكد من ذلك من خلال أرشيف الامتحانات الخاص بكل مديرية في المغرب..
أتمنى معالجة الأمر بعيدا عن "العواطف الجياشة" مراعاة لوضعية أطفالٍ لا يدرسون سوى نصف حصة، ومثقلين بهموم كثيرة... فايسبوك - 28 أبريل 2021