للتواصل معنا
البريد الإلكتروني: [[email protected]]
آن الأوان لتشكيل خلية مغربية إسبانية مشتركة للتفكير في مستقبل سبتة ومليلية والجزر المحتلة
مسعود بوعيش
الحمد لله على أنني عشت، ضمن جيلي وأنا في ريعان شبابي، أجواءَ انطلاق المسيرة الخضراء يوم 6 نونبر 1975 لاسترجاع الصحراء المغربية..
أتذكر جيدا ما حكاه لي جدي من جهة أمي رحمه الله وما سمعته من أفواه بعض الشهود المجاهدين رحمهم الله أبناء قبيلتي (أجزناية) المشاركين ضمن مجاهدي القبائل الريفية المغربية الأخرى في الحرب التحررية ضد الاستعمار، وخاصة معركة "أنوال المجيدة" سنة 1921 بقيادة أمير الجهاد آنذاك البطل المغربي محمد بن عبد الكريم الخطابي طيب آلله ثراه..
أعيش اليوم أجواء أخرى من الحضور الإعلامي الوازن لوضع مدينة سبتة السليبة ومدينة مليلية المحتلة والجزر الأخرى التي ما زالت محتلة من طرف إسبانيا منذ القرن الخامس عشر الميلادي...
نتذكر تحركات الحكومة الإسبانية في عهد نظام فرانكو بعد إعلان المملكة المغربية بتاريخ 16 أكتوبر 1975 عن تنظيم المسيرة الشعبية السلمية إلى الصحراء...
وإذا استطاع بلدانا آنذاك تجنب إراقة الدماء بفضل ما توصلا إليه في اتفاقية مدريد الموقعة يوم 14 نونبر 1975، فإنه بمغادرة آخر جندي إسباني لصحرائنا في نهاية شهر فبراير 1976، طوينا صفحة أخرى من صفحات مقاومتنا احتلال إسبانيا لأقاليمنا الجنوبية بعد استرجاع طرفاية وسيدي إفني سنتي 1958 و1968..
نعيش ونتابع اليوم 18 ماي 2021 تحركات الحكومة الإسبانية وزيارة رئيسها إلى مدينة سبتة السليبة بعد تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين الغير النظاميين إليها...
في ظل الأجواء المتوترة المستجدة، التي تعيشها المدينتان السليبتان بأقاليمنا الشمالية، نقول لكم: آن الأوان، أيها الديموقراطيون الإسبان لتفعيل مقترح المغرب الذي عرضه عليكم الملك الراحل المغفور له الحسن الثاني عند استقباله لعاهل إسبانيا السابق الملك خوان كارلوس.. هذا المقترح الذي يدعو إلى تشكيل خلية مشتركة للتفكير بيننا في مستقبل سبتة ومليلية والجزر المغربية السليبة...
تعالوا أيها الديموقراطيون الإسبان، يسارا ويمينا ووسطا، لنصنع جميعا ما يعزز العلاقات التاريخية بيننا وبينكم وما يرسخ التعاون والسلم والاستقرار بين شعبينا وشعوب البحر الأبيض المتوسط...
نتأسف جدا لتداعيات سياستكم الخارجية اتجاهنا وسقوط القاصرين والقاصرات من أطفالنا وأطفال غيرنا في مصيدة الهجرات الغير النظامية... ثقافتنا السياسية الجديدة في العهد الجديد والتزاماتنا الدولية اتجاه اتفاقيات حقوق الطفل، بنود صريحة من دستورنا الجديد يفرض علينا حماية حقوق الأطفال أكثر من الراشدين القادرين على التمييز واتخاذ القرار... التزاماتنا المشتركة تفرض علينا حماية القاصرين هنا وهناك...
تعالوا أيها الديموقراطيون لتعزيز التعاون الدولي في مواجهة آفة الاتجار في المخدرات الصلبة والاتجار في البشر ومحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة التي تهددنا في غرب البحر الأبيض المتوسط..
لنا تاريخنا العريق ولكم تاريخكم العريق... ما راكمناه من تعايش وتعاون بحكم الجوار الجغرافي والتفاعل الحضاري يشكل أرضية صلبة لتعزيز وتطوير ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا...
نعرف تاريخكم عبر القرون، لا تحاولوا تجاهل تاريخنا ومصالحنا العليا الحيوية في الجنوب والشمال...
لا خيار لنا ولكم إلا الحوار والتفكير المشترك في حاضر ومستقبل شعبينا...
فاعل حقوقي
