الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

الشاعر أمال حجي في قصيدة جديدة: مَقْهَى النَبْتَة المَسْكُونَة بِالبَهْجَة

 
أمال حجي
 
(أُعانِق "بَنات الحانَة" وَأُجِرّهُنَّ إِلَى مَقْهَى "النَبْتَة المَسْكُونَة بِالبَهْجَة" يَحْرُسها صاحب "الوَشْم الأَجْمَل". تَأْتِينِي "الفَراشَة القُزَحِيَّة" تَسْتَنْجِد بـ"الحَمامَة آلَتَيْ لَمَّ تَرْغَب يَوْماً فِي الطَيَران" تَحْوَلّ مَجْرَى الرِيح قَبْل أَن تَخْتَفِي مَسْحُوبة داخِل دُخّان حشائش المَكان)
 
بِبَيْتي العَتِيق:
أَنْسَحِب من كَأْس نبيذي تَعُوم فِيهِ ذُبابَة عَمْياء.
فَوْق طاوِلَة عَلَى مَقْرُبَة من شُرْفَة تُطِلّ عَلَى الفَراغ.
أَجُرّ خُطاي لِلمُطْلَق نَحْوَ الحانَة المُجاورة لبَيت عِبادتنا.
أُعانِق "بَنات الحانَة" مَن نَفْس نوع ما فِي بَيْتِي العَتِيق.
أَحْضُنهُنَّ بِشِدَّة إِلَى أَن تَصِحنَ من بُطُونهنَّ.
يَكْثُر الصِياح،
فَأَجُرّهُنَّ إِلَى مَقْهاي المُفَضَّلَة،
"مَقْهَى النَبْتَة المَسْكُونَة بِالبَهْجَة"
يَحْرُسها صاحِب "الوَشْم الأَجْمَل" (*).
تَأْتِينِي "الفَراشَة القُزَحِيَّة" (*)
بابتسامتها المُسْتَكِينَة، العَذْراء،
ابتسامة العِرْفان تَمْسَح دَمعَنا
لَدَى الفَراشَة "أَرِيج" (*) الهوَى وَلَوْن الصَمْغ وَهِمَّة الخيزران.
لَدَى "رَقِيقَة العَظم" غُنا الطَيْر حَطَّ سَعْدهُ عَلَى غُصْن البيلسان.
تخْرج الفَراشَة إِلَى الغُرْفَة المُتاخِمَة، تَسْتَنْجِد.
تُنادِي عَلَى "الحَمامَة التي لَم تَرْغَب يَوْماً فِي الطَيَران" (*).
تُحَوِّل مَجْرَى الرِيح.
فِي اتجاهَ عَيْن البَهاء وَجَذبَة الاسْتِسْلام.
تُنادِينا بِأَعْلَى جَوْفها.
فتحيى كُلّ الطُيُور من حَوْلنا.
قَبْل أَن تَخْتَفِي مَسْحُوبة داخِل دُخّان حشائش المَكان!
_____________
(*) شخصيات حقيقية