الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

الشاعر أمال حجي في قصيدة جديدة إلى رفيقه غويركات: هٰكَذا أَنْتَ، أو تَقْرِيباً، يا يُوسف!

 
أمال حجي
 
أَنْتَ، ابْن البَحْر، وَابْن مَوْجه.
مَوْجهُ تَغُوص فِي جَوْفه أَسْماك شَتَّى.
 
وَأَنْتَ من مَدِينَة الأَساطِير وَالعُمّال.
تُحِبّ السَمَك بِكُلّ أَنْواعه.
وَتَعْشَق السَرْدِين المَشْوِيّ
عَلَى نار هادِئَة!
مدهون بِمِلْح الحِكْمَة
يُغَذِّي لَحمهُ بِلَذَّة البَيان.
وبِشَطائِر مَن طَماطِم، وفلافل، وَباذِنْجان.
 
أَنْت تُحِبّ هٰذا وَغَيرهُ.
من مَحار الأَعْماق.
وَتَراتِيل الأَشْواق.
لَحّن الخُلُود فِي سِدْرَة العُشّاق!
 
أَنْت هٰذا وَغَيرهُ، وَذاك.
أَنْت بَطَل العُشّاق:
مُرْهَف الإِحْساس.
جَمِيل الرُوح.
لَعُوب فِي حُلْو الكَلام.
هٰكَذا، إِذا أَنْتَ.
أَتْعَبَتكَ السِنُونَ.
غَيْر إِنَّك دَوما تَبْتَسِم.
تُدارِي ذكرياتكَ المَجْنُونَة.
وَدائِماً، لا تَتَبَرَّم.
تَسْتَحِمّ فِي خَيالكَ البَهِيج.
تُلَمْلِم أَطْرافكَ.
تُطْلِق سَاقيكَ.
نَحْوَ سَحاب المُدام!
 
أنت، هكذا، أو تقريبا، يا يوسف!
لا أَدْرِي لِم خَرَجَ هٰذا الكَلام على البورق وَأَنْشُرهُ.
ما أَعْرَفهُ أَنَّ أَشْواقنا لا حُدُود لَها.
أَحْلامنا، مَعَ الخلّان،
من زَبَد البَحْر وَرَغْوَة الغَمام لا تَحُدها الحَواجِز.