الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

"120 مليون سائح".. نظام الجنرالات يحوّل الجزائر إلى أضحوكة في أقاصي الدنيا وأدانيها

 
محمد نجيب كومينة
 
يبدو أن أطرافا في النظام الجزائري وجنرالاته ترغب في جعل الجزائر أضحوكة في أقاصي الدنيا وأدانيها، وفي جعل كل جزائري عاقل يشعر بالعار.
 
مناسبة هذا القول هو ما صدر عن وزير السياحة الجزائري وما تولّت الأبواق البليدة ترديده بلا حشمة ولا خوف من العار، ويفيد أن الجزائر حطمت كل الأرقام القياسية العالمية ببلوغها 120 مليون مصطاف خلال السنة الحالية، أي 120 مليون سائح انتقلوا إلى مراكز الاصطياف الساحلية وغير الساحلية من الجزائر داخليا ومن الخارج، وهو رقم لا يتجاوز عدد السواح بالمغرب فقط، وهو المقصود بفبركة الأرقام، بل يتجاوز الوجهات السياحية العالمية الأولى المعروفة كفرنسا وإسبانيا وإيطاليا والولايات المتحدة والصين والإمارات وغيرها...
 
وهذا ما يعني أن معجزة حصلت في الجزائر في العهد التبوني الشنقريحي تتجاوز كل المعجزات التي عرفتها البشرية منذ بدء الخليقة، خصوصا إذا علمنا أن الجزائر تتوفر على بنيات استقبال وبنيات سياحية محدودة جدا، وأن السائح الجزائري يفضل الوجهات الخارجية، وفي مقدمتها تونس حاليا مادامت الحدود الجزائرية المغربية مغلقة، بينما لا تغري الوجهة الجزائرية السواح الأوروبيين والأمريكيين والآسيويين الذين لم تنطل عليهم خدعة سرقة التراث المغربي رغم كل شيء، وهناك صعوبة ولوج التراب الجزائري أيضا.
 
لابد من التذكير، في هذا السياق، بما قاله الرئيس الجزائري السابق، عبد العزيز بوتفليقة، في معرض تبريره لاستمرار الحدود الجزائرية المغربية مغلقة، حين أشار إلى أن فتح الحدود جعل 5 ملايين جزائري يزورون المغرب، بينما لم يبلغ عدد المغاربة الذين زاروا الجزائر 500 سائح. وكان هذا الفارق طبيعيا في ذلك الوقت، لأن الجزائر كانت تمر بعشرية سوداء وندرة وانعدام بنيات سياحية، رغم أن البلد الجار والشقيق لا يخلو من مؤهلات سياحية، وليست لها سياسة سياحية. وإلى اليوم، لايزال الأمر على ما كان عليه.
 
120 مليون سائح تضاف إلى كل الحماقات الأخرى، التي يراد بها استغباء الشعب الجزائري، من قبيل الأحاديث النبوية المختلقة، ونسبة تبون لأبي بكر الصديق وشنقريحة لخالد بن الوليد، ووجود الجزائر السابق على وجود الأرض، والقصص المختلقة عن وجود دولة جزائرية قبل سنة 1962، وغير ذلك مما يفصح عن الهشاشة النفسية والخلل العقلي والتفاهة الفكرية والسياسية والخوف من المستقبل...