دول العالم تجتمع في مراكش لمواجهة ضد داعش و27 كيانا إرهابيا كلفت أفريقيا 171 مليار دولار
الكاتب :
"الغد 24" و(و.م.ع)
انطلقت، صباح اليوم الأربعاء 11 ماي 2022، في مراكش، أشغال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش، الذي ينظم لأول مرة بأرض أفريقية، بدعوة مشتركة من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، وكاتب الدولة الأمريكي، أنطوني بلينكن.
وسيسلط هذا الاجتماع الدولي الوازن، بحضور ممثلي أزيد من 80 بلدا ومنظمة دولية، الضوء على التحديات التي يفرضها الإرهاب بجميع أشكاله، وتموقع تنظيم داعش الإرهابي في القارة الأفريقية.
وخلال هذا الاجتماع، سيستعرض وزراء التحالف المبادرات المتخذة في ما يتعلق بجهود ضمان الاستقرار في المناطق التي تأثرت في السابق بهجمات داعش، وذلك في مجال التواصل الاستراتيجي، في مواجهة الدعاية إلى التطرف التي ينهجها هذا التنظيم الإرهابي وأتباعه، ومكافحة المقاتلين الإرهابيين الأجانب.
وكان ناصر بوريطة أجرى، أمس الثلاثاء، محادثة هاتفية مع كاتب الدولة الأمريكي، أنطوني بلينكن، الذي تم الإعلان عن إصابته بفيروس كوفيد-19، والذي أعرب عن أسفه لعدم تمكنه من المشاركة في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش، معلنا، في الوقت نفسه، أنه سيتم تمثيله خلال هذا الاجتماع من قبل مساعدة كاتب الدولة المكلفة بالشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند.
وخلال هذه المحادثة الهاتفية، أعرب بلينكن عن شكره للمغرب على احتضان الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش، كما أشاد بانخراط المغرب في مكافحة الإرهاب، ودور المملكة في النهوض بالأمن والاستقرار الإقليميين.
واضطر بلينكن إلى إلغاء جميع تنقلاته بعد أن ثبتت إصابته بكوفيد-19، الأسبوع الماضي، حيث يعقد كافة اجتماعاته بصيغة افتراضية.
وتقود مساعدة كاتب الدولة الأمريكي للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، وفدا أمريكيا رفيع المستوى إلى الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش.
وذكرت الدبلوماسية الأمريكية، في بيان صحفي، أن نولاند ستشارك في هذا الحدث الدولي "باسم كاتب الدولة الأمريكي أنطوني بلينكين".
ويضم الوفد الأمريكي المشارك في هذا الاجتماع، أيضا، مساعدة وزير الخارجية الأمريكية بالنيابة المكلفة بشؤون الشرق الأدنى، يائيل لمبرت.
وتأتي استضافة المغرب لهذا الاجتماع الدولي المهم، لتؤكد الالتزام الثابت للمغرب بالتنسيق الوثيق مع شركائه لاستئصال التهديد الذي تشكله داعش، وذلك بهدف تحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين، وكذا التصدي للإرهاب والتطرف في القارة، في ظل التحولات التي تشهدها أساليب واستراتيجيات هذا التنظيم الإرهابي، خاصة في أفريقيا.
وبناء على ذلك، سيشهد هذا الحدث الدولي المهم، حضور ممثلي أزيد من 80 دولة ومنظمة دولية، سيبحثون خلاله سبل مواجهة التهديدات التي تطرحها إعادة تموقع التنظيم بالقارة السمراء.
وسيتيح هذا الاجتماع الفرصة لتسليط الضوء على التحديات الأمنية التي تواجهها القارة، خاصة في ظل التوترات والنزاعات العرقية التي تشهدها بعض مناطق القارة، وخاصة منطقة الساحل، وهو ما يمكن استغلاله من قبل تنظيم داعش لجعل هذه المناطق منطلقا جديدا للعمليات الإرهابية ونشر الفكر المتطرف.
وسيشكل اجتماع مراكش، على هذا الأساس، مناسبة لبحث سبل العمل المشترك لمواجهة هذه الأخطار الإرهابية بشتى أشكالها، وكذا تعزيز الاستراتيجيات والقدرات الامنية لبلدان القارة، من أجل إضعاف قدرات تنظيم داعش ودحره.
وتأتي استضافة مراكش لهذا الاجتماع الدولي المهم، لتؤكد الثقة التي تحظى بها المقاربة المتفردة التي طورها المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف.
والواقع أن هاته الثقة الدولية ليست وليدة الصدفة، وإنما نتاج استراتيجية استباقية شمولية ومندمجة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف تجمع بين مختلف الجوانب القانونية والاقتصادية والاجتماعية والدينية، مما يجعل من المغرب بلدا رائدا وشريكا استراتيجيا لا محيد عنه على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وكان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بمحاربة الإرهاب، فلاديمير فورونكوف، قد أكد أن تعاون المملكة مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب "استثنائي"، وأن المغرب يعد شريكا متميزا في دعم وتعزيز مهمة مكافحة الإرهاب.
كما أشار المسؤول الأممي إلى أن التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف الذي يربط مكتبه بالمغرب، "يسهم بشكل أساسي في جهودنا المشتركة الوقائية لمنع ومكافحة الإرهاب في العالم".
وفي دسمبر الماضي، ترأس المغرب بشكل مشترك اجتماع التحالف الدولي ضد داعش من أجل إطلاق مجموعته للتفكير حول أفريقيا، والتي تشكل "جهدا إضافيا" في مواجهة التطور المستمر للوضع بالقارة. كما تولى المغرب، على الخصوص، الرئاسة المشتركة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب لثلاث ولايات متتالية، كما أن المغرب يحتضن مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتكوين في أفريقيا، كما نظم في يونيو 2018، اجتماعا للتحالف الدولي لهزيمة داعش المخصص للتهديد الإرهابي في أفريقيا.
وباعتباره داعما للسلام والأمن والاستقرار في أفريقيا، يسعى المغرب، عبر احتضان هذا الاجتماع، إلى لفت انتباه المجتمع الدولي بشكل عام والتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، بشكل خاص، إلى ضرورة مواجهة التهديد "المتنامي" للجماعات الإرهابية في أفريقيا.
فقد شهدت استراتيجيات "داعش" مجموعة من التغيرات يسعى من خلالها التنظيم إلى توحيد فروعه الإقليمية، حيث تم إدراج 27 كيانا إرهابيا متمركزا في أفريقيا ضمن قائمة عقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بصفتها جماعات إرهابية.
وإلى جانب تعريض أمنها واستقرارها للخطر، يكبد الإرهاب بلدان القارة الأفريقية خسائر اقتصادية ضخمة قدرت بنحو 171 مليار دولار خلال العقد الماضي، وهو ما تترتب عنه انعكاسات مباشرة على الاستقرار السياسي والاجتماعي للدول الأفريقية.
يشار إلى أن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش"، الذي تأسس في شتنبر 2014، يهدف إلى القضاء على هذا التنظيم الإرهابي، على مختلف الجبهات، وتفكيك شبكاته ومجابهة مطامعه العالمية.
كما يلتزم هذا التحالف الدولي بتدمير البنى التحتية الاقتصادية والمالية لتنظيم (داعش)، والحيلولة دون تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب عبر الحدود، علاوة على دعم استقرار المناطق المحررة من التنظيم.