الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

بوريطة يؤكد: "الانفصالية والإرهاب وجهان لعملة واحدة".. والبوليساريو والجزائر في قفص الاتهام


الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش، المنعقد، اليوم الأربعاء 11 ماي 2022، في مراكش، ليس اجتماعا عابرا، وإنما هو أكبر اجتماع وتحالف دوليين لاستئصال التهديدات الإرهابية كيفما كان شكلها ولونها، كما أنه يعكس الثقة التي تحظى بها المقاربة المتفردة، التي طورها المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف.
وكانت فرصة لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ليضع النقط على الحروف، ويكشف الروابط الخبيثة القائمة بين الإرهاب والانفصالية، معتبرا أنهما يشكلان "وجهين لعملة واحدة".
وقال بوريطة، في كلمته الافتتاحية بمناسبة الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش، إن "الانفصالية والإرهاب غالبا ما يكونان وجهين لعملة واحدة".
وحذّر بوريطة، في هذا السياق، من أن "نزعة مثيرة للقلق، تطورت دون أن تسترعي الانتباه اللازم، وهي الصلة بين الإرهاب والانفصالية".
وتابع بوريطة موضحا أن "التواطؤ على سيادة واستقرار الدول، بالإضافة إلى تضافر الوسائل المالية والتكتيكية والعملية، يفضي إلى إفراز تحالف موضوعي بين الجماعات الإرهابية ونظيرتها الانفصالية".
وأوضح بوريطة أن هذا المعطى قد تأكد من خلال تزايد عدد الأفراد الذين تحولوا من جماعات انفصالية إلى جماعات إرهابية أو العكس، مشيرا إلى أن "من يمول ويأوي ويدعم ويسلح الانفصالية يساهم، في الواقع، في انتشار الإرهاب ويقوض السلم والأمن الإقليميين".
وحذر بوريطة، خلال هذا الاجتماع الذي عرف حضور ممثلي أزيد من 80 بلدا ومنظمة دولية، من أن تشجيع الانفصال يعد بمثابة تواطؤ مع الإرهاب.
في السياق نفسه، أكد ناصر بوريطة أن المغرب يدعو إلى رد متعدد الأطراف في مواجهة التهديدات الإرهابية العالمية، وقال إن "المغرب، وأمام التهديدات العالمية كالإرهاب، ما فتئ يدعو إلى رد متعدد الأطراف، يعزز التضامن والأخذ بزمام الأمور والإدماج، من خلال تقاسم المعلومات، وتعزيز القدرات وتكوين رجال الدين".
وفي هذا الصدد، أبرز الوزير أن الرئاسة المشتركة المغربية لهذا الاجتماع الأول للتحالف العالمي ضد (داعش) في أفريقيا "توفر أرضية إضافية للمملكة من أجل تقاسم التجارب المستخلصة من استراتيجيتها الشاملة والمندمجة لمحاربة الإرهاب، والتي تمت بلورتها، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس".
وأشار بوريطة إلى أن افتتاح مكتب برنامج محاربة الإرهاب والتكوين في أفريقيا التابع لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب بالرباط "يمنح آفاقا يمكن أن تساهم أكثر في جهود تعزيز قدرات التحالف"، مضيفا أن هذا المكتب الأممي "يشكل صرحا جديدا في احتواء الإرهاب في أفريقيا لكونه يقترح برامج لتقوية قدرات بلدان القارة في عدد من المجالات الأساسية".
وبعدما ذكّر بأنه ستحل بعد بضعة أيام الذكرى الحزينة للاعتداءات الإرهابية بمدينة الدارالبيضاء في 16 ماي 2003، أكد بوريطة أن المغرب، ووفقا لرؤية الملك محمد السادس، وضع، منذ هذه الأحداث التي جرت فوق أرضها وضد شعبها، "استراتيجية فعالة، متعددة الأبعاد وشاملة لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، والتي مكّنت المغرب، من بين إنجازات أخرى، من تفكيك أزيد من 210 خلايا إرهابية منذ سنة 2002".
وأضاف رئيس الديبلوماسية المغربية أن الممارسات الجيدة التي تم وضعها من قبل أجهزة الأمن المغربية، وكذا المقاربة الاستثنائية التي اعتمدتها المملكة في مجال محاربة التطرف، توفر أيضا تجربة مشهودا لها بالنجاعة "بفضل التزامنا على المدى الطويل مع البلدان الأفريقية الشقيقة التي تواجه تنامي التهديد الإرهابي".
وأبرز بوريطة أن هذه المقاربة تعكس قناعة عميقة بقدرات إفريقيا على عكس الاتجاه، كما أكد على ذلك الملك محمد السادس أمام القمة الـ29 للاتحاد الأفريقي حين قال "لقد كنا دائما واثقين بأن إفريقيا تستطيع أن تحول التحديات التي تواجهها، إلى رصيد حقيقي من التقدم والاستقرار"...
وتداول مراقبون دوليون، والعديد من وسائل الإعلام الدولية، كلمة بوريطة، في افتتاح هذا الاجتماع، مبرزين مصداقية المعطيين، اللذين قدّمهما بوريطة للمشاركين في الاجتماع، يتعلّق الأول بواقع "تزايد عدد الأفراد الذين تحولوا من جماعات انفصالية إلى جماعات إرهابية أو العكس"، وضمن هذه الجماعات تأتي عصابات البوليساريو الإرهابية في صدارة اللائحة، فيما يشدد المعطى الثاني على أن "من يمول ويأوي ويدعم ويسلح الانفصالية يساهم، في الواقع، في انتشار الإرهاب ويقوض السلم والأمن الإقليميين"، وهذا ما يقوم به النظام العسكري في الجزائر الشقيقة، التي احتلها كابرانات مشبوهون احتلوا كل مؤسسات البلاد وباتوا يمارسون الحكم بالقمع الوحشي والإرهابي وبإحصاء أنفاس المواطنين الجزائريين، وكل من سوّلت له نفسه التعبير عن الغضب والاحتجاج وعن مواقف مخالفة، يسلطون عليه وحوش "مخابرات عبلة" الإرهابية...
لقد آن الأوان ليبادر المجتمع الدولي إلى تصنيف عصابات البوليساريو منظمة إرهابية وجب تقديم قيادييها ومموليها للمحاكمة على ما ارتكبوه من جرائم ضد الإنسانية...