ماجدة أيت لكتاوي: في الحاجة إلى حماية الخصوصية والأمان السيبراني
الكاتب :
"الغد 24"
جزء من مداخلة الإعلامية ماجدة أيت لكتاوي في أشغال الندوة النقاشية، التي انعقدت، يوم الجمعة 6 ماي 2022، في الرباط، حول موضوع: "حرية الصحافة وسلامة الصحافيين"، والتي نظمها المنتدى المغربي للصحافيين الشباب، بشراكة مع اليونسكو-مكتب المنطقة المغاربية، في إطار الاحتفاء باليوم العالمي لحرية الصحافة.. هذا الجزء، الذي ننشره لأنه هو المتاح في الصفحة الفايسبوكية للزميلة ماجدة، يطرح قضية دقيقة غالبا ما نجد العديد من الصحافيات والصحافيين لا يولونها ما تستحق من أهمية بالغة...
ماجدة أيت لكتاوي
على الرغم من أن الصحافيين والصحافيات يُعتبرون أكثر الفئات استهدافا على الأنترنت، إلا أن المشكلة تكمن في أن الكثير منهم ليس لديهم المعلومات الكافية عن طرق القرصنة الرقمية ولا الهندسة الاجتماعية، وبالتالي يواجهون مشكلة في توفير الحماية اللازمة لصد الهجوم الرقمي الخبيث، ولا يعيرون انتباها لضرورة وأهمية الأمن السيبراني والخضوع لتدريبات للرفع من معارفهم وحماية معطياتهم ومصادرهم وحماية الأجهزة التي يشتغلون بها، ولا يعرفون الطريقة التي يجب عليهم وعليهن أن يتصرفوا وفقها في حال ما إذا تعرضوا للقرصنة أو الاختراق.
في خضم الحديث عن الخصوصية والأمان الرقمي أو السيبراني، قد نقول إنه "ليس لدينا ما نخفيه"، إلا أنه من الضروري لكل شخص أن يحمي خصوصيته ولأنّ الكثيرين لا يدركون خطورة خرق خصوصيتهم والحصول على معلوماتهم، وهنا سأسأل سؤالا بسيطا: إن كان أحد ما في هذه القاعة مستعدًّا أن يمنحني كلمة السر الخاصة ببريده الإلكتروني أو بأحد حساباته على منصات التواصل الاجتماعي.
فالخصوصية ليست حماية للشخص فحسب، بل لعائلته ومعارفه ومصادره إن كان صحافيًا، ذلك أن النشاط في العالم الرقمي ليس آمنا 100 في المائة، والتعرف على أساسيات الأمان الرقمي بالنسبة للصحافيين باتت ضرورة ملحة، على رأسها عدم ترك الحاسوب مفتوحًا والتأكد من تسجيل الخروج وعدم الرد على طلبات تتضمن كتابة معلومات شخصية أو النقر على روابط تصل برسائل من أشخاص لا تعرفهم. مع أهمية حفظ البيانات المهمة والحساسة على حاسوب لم يتم توصيله بالإنترنت بتاتًا.
لأن خطوات بسيطة يمكنها أن تمكّن الصحافيين والصحافيات من توفير الحماية اللازمة لصد هجوم رقمي، وتساهم في كشف الهجمات والاختراقات مبكرا.
في نهاية مداخلتي أود أن أقول، للصحافيات والصحافيين، إن أماننا الرقمي يعتمد على وعينا وعلى أنفسنا بالدرجة الأولى، وعلينا ألا نتقاعس في الاطلاع على المتغيرات التقنية والتطورات التكنولوجية بما يمكننا من حماية معطياتنا وأجهزتنا أولاً وتطوير مهاراتنا ثانيا...