الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

عبد اللطيف أگنوش: لماذا أتضامن مع الشرطي المعتقل على خلفية حادثة سير قاتلة؟!

 
عبد اللطيف أگنوش
 
من بين الأمور، التي لا يعرفها بالضرورة عموم المواطنين عن رجال الشرطة، أنه، غالباً، ولكن من دون تعميم بليد، رجل الشرطة اللي كيكون موضوع أبحاث داخلية أو محل شكوك من طرف رؤسائه ومن طرف المفتشية العامة للإدارة في بعض المرات، هو اللي كيعمل وكيشتاغل أكثر من باقي زملائه!! الراجل كيكون مهووس بالخدمة، ودائما ما كيبحث على "تَمّارة"!! وهاذا طبيعي ملّي كتقلّب على الخدمة لابد ما بعض المرات تقدر تخطأ وخّا غا أخطاء بسيطة!! بطبيعة الحال، راني قلت ليكم بدون تعميم إطلاقاً، ولكن هاذي حقيقة عاينتها ما يفوق 11 سنة أو أكثر!!
 
الشرطي "الحايط القصير" داخل المجتمع
 
هاذا باش نقول أنه، بالنسبة لي، رجل الأمن يمكن ليه يخطأ بحال جميع البشر، وغالبا عن طريق سوء التقدير… والإدارة العامة للأمن كتدير ما في وسعها وأكثر من أجل تنمية القدرات ديال رجالها عبر التكوين المستمر اللي كيكون على مدار الشهور والسنة…
 
رجل الأمن، بالنسبة لي، وبالرغم من أن ظهير مارس 2011 كيحميه وكيحمي العائلة ديالو وولادو، فهو "الحايط القصير" داخل مجتمعنا، وحتى في مجتمعات أخرى للإنصاف…
 
هو الموظف الوحيد الذي لا يحتج، ولا يناقش الأوامر سواء كان التبروري كيطيح أو كانت الشتا أو كان الحرّ او كان التسونامي گاع... الموظف الوحيد الذي لا حق له في قول "لا ماشي ممكن"، "لا ما نقدرش"، "لا مامساليش اليوم"… هو الرجل اللي عندو نفس الحقوق القانونية اللي عند أي مواطن، مع أنه لا نعامله كمواطن عادي… نطلب منه أكثر ما نطلبه من المواطن العادي، ونطالبه بأن يكون كيا أيها الناس…
 
كيگول لينا "من فضلك أوراق السيارة"، كنجاوبوه "وا گولها بلا تنفاخ"، وقلال الترابي منا كيجبد مشقوفو ويگول ليه "اللي ماعندو سيدو عندو لالّاه"، وكيبدا يتكلّم في التلفون بلا ما يحشم وبلا مايرمّش!
 
قرينة الدفاع عن النفس والدفاع عن الآخرين
 
المرشح اليميني المتطرف Éric Zemmour خلال الحملة الانتخابية للرئاسيات طالب في برنامجه أن يتمتع رجل الأمن بما يسمى La présomption d’autodéfense et la défense d’autrui في حالة وقوع حادثة بحال هاذي اللي وقعات للبوليسي ديالنا، باش القضاء ما يعاملوش كمجرم إلى أن يثبت العكس! لأن قرينة البراءة في حالة رجل الأمن كتبان ليا حشومة وما كافياش ووصمة عار في جبين المجتمع! والأحداث الأخيرة التي لا فائدة من ذكرها شاهدة على ما أقول لأنني كنحشم نتكلم عليها في مغرب اليوم!
 
شخصيا ما شفتش المسطرة المتعلقة بحادثة الدارالبيضاء ديال البوليسي المعتقل حاليا على ذمة التحقيق، ولكن كنگول أشنو فيها إذا هاذ البوليسي توبع في حالة سراح؟! مالو غادي يهرب لماريكان ولا لأوكرانيا؟!
 
على أي هذا رأيي، وهانا عبّرت عليه لأنه كان ضارّني الحال، واللي ماعجبو حال، يشرب البحر، وبلا ما نسبّو يا الله!
 
عاداكم تولّيوْا تاكلوا بعضياتكمْ في الشارع العام!
 
إذا كان عدم الامتثال لأمر شرطي ومخالفة قوانين السير اعتداء على قوانين ومؤسسات الدولة واستفزازاً للذوق العام (incivilité )، فكيف لا تكون استفزازاً واعتداءً على من انتدبناه خصيصاً لحماية هذه القوانين والمؤسسات، وحين يتدخل لدفع الضرر ووقعت كارثة ما، نحمّله المسؤولية كاملة ونعامله كمجرم كامل الأوصاف؟!
 
هاذي خوكم عااااجز نفهمها، وحقربّي! ولذلك أقول يجب على المشرع أن يعيد النظر في هاذ لَقْوادة ديال القانون في اتجاه حماية أكبر لرجل الأمن… القوانين الحالية اللي ورثنا جلها من فرنسا ما بقاتش كافية، في حين أن القوانين الفرنسية مشات بعيد، والشرطة ديالهم مازال ما قانعاش!
 
إيوا أسيادنا عوّلوا من اليوم البوليسي يشوف الجريمة "المشهودة" (En flagrance ) ويدوّر وجهو ويدير بالمثل المغربي "لا عين شافت لا قلب وجع"، والمثل لاخر ديال عديمي المسؤولية "سبّق الميم ترتاح"، وذيك الساعة كولوا بعضياتكم في الشارع العام!