المنتدى المغربي للصحافيين الشباب يصدر كتابا أبيض حول حرية الرأي والتعبير في المغرب

 

بعد مذكرته، التي أصدرها في الأسبوع الأخير من أبريل الماضي (2021)، والتي ترمي إلى حول حماية الصحافيات من كل أشكال الميز والتحرش، وتمكينهن من حقوقهن الشاملة، أصدر المنتدى المغربي للصحافيين الشباب، اليوم الاثنين 3 ماي 2021، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، كتابا أبيضَ حول حرية الرأي والتعبير في المغرب، تتويجا لسلسلة من اللقاءات وورشات العمل ومنتديات التفكير،  التي نظمها مع مختلف الفاعلين والمتدخلين في الحقل الإعلامي والصحفي.
وقال بلاغ للمنتدى، توصل موقع "الغد 24" بنسخة منه، إن هذا الكتاب الأبيض يصدر، دوليا، عشية احتفاء العالم باليوم العالمي للصحافة، ويتزامن، وطنيا، مع مرور عشر سنوات على دخول دستور 2011 حيز التنفيذ، الذي نصت أحكام الفصل 28 منه على حرية الصحافة والحق في التعبير، ونشر الأخبار والأفكار والآراء بكل حرية، وجعلت وضع القواعد القانونية والأخلاقية من صميم التنظيم الذاتي للمهنة، وهي الـمقتضيات التي قال المنتدى إنها وجدت ترجمة لها بصدور القانون رقم 88.13 المتعلق بالصحافة والنشر، والقانون رقم 89.13 المتعلق بالنظام الأساسي للصحفيين المهنيين، والقانون رقم 90.13 المتعلق بالمجلس الوطني للصحافة، بـما تضمنته هذه النصوص من إجراءات وتدابير تروم تطوير الممارسة الصحفية، وتسعى إلى ضمان حق الصحافيين في ممارسة حقهم في الرأي والتعبير.
وأوضح بلاغ المنتدى أن هذا الكتاب الأبيض يتميز بطابعه الموضوعاتي، إذ يتناول قضايا الممارسة الاتفاقية للمغرب تجاه حرية الرأي والتعبير، ويعالج الإشكاليات التي تثيرها القوانين المتعلقة بالحق في الحصول على المعلومات والصحافة والنشر والاتصال السمعي البصري، ويدرس النموذج الاقتصادي للمقاولة الإعلامية المغربية، بمنهجية علمية تستحضر المرجعية المعيارية الكونية، من خلال الاستناد على المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، والتعليقات العامة للجان الاتفاقية وملاحظاتها الختامية، وتوصيات مختلف الهيئات غير التعاقدية، كما أن محاور الكتاب الأبيض تستحضر قراءة متقدمة للنص الدستوري والقوانين المرتبطة بحرية الصحافة والرأي والتعبير...
بالإضافة إلى ذلك، يضيف البلاغ ذاته، حرص الكتاب الأبيض على رصد وتوثيق عينة مدروسة من الانتهاكات التي طالت حق الصحافيين المغاربة في الرأي والتعبير والصحافة، وذلك خلال الفترة ما بين 2011 و2020، وقد همت الحالات المدروسة، قضايا متصلة بالجنوح المتواتر نحو اعتماد الإطار القانوني المتصل بمجموعة القانون الجنائي أو بعض النصوص التشريعية الخاصة، بدلا من المتابعة وفق مقتضيات قانون الصحافة والنشر، فضلا عن اللجوء إلى تدابير اعتقال تتعارض مع توصيات الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي، من حيث طول مددها وضعف مبررات اللجوء إليها بدلا من المتابعة في حالة سراح خصوصا أثناء توفر كل ضمانات الحضور...
وأبرز البلاغ نفسه أن الكتاب الأبيض خلص إلى جملة من التوصيات التي يرى المنتدى أنه من شأن الأخذ بها أن يساهم في تطوير الممارسة الصحفية في المغرب، وفي تحسين مناخ ممارسة الحريات، مبرزا أن هذه التوصيات منها ما يرتبط بالتفاعل مع الآليات الدولية لحماية حقوق الإنسان، ومنها ما يتصل بعلاقة الصحافيين بالقانون رقم 31.13 المتعلق بالحق في الحصول على المعلومات، ومنها ما يتعلق بالتنصيص على آلية لحماية الصحافيين ضمن هياكل المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أو التدابير المرتبطة بإعلان حالة الطوارئ الصحية وعلاقتها بممارسة الصحافيين لعملهم، فضلا عن توصيات تهم قوانين الصحافة والنشر وقوانين الاتصال السمعي البصري، وأخرى تهم النموذج الاقتصادي للمقاولة الإعلامية المغربية...
واللافت أن المنتدى المغربي للصحافيات والصحافيين الشباب يمضي، منذ تأسيسه، بخطى واثقة نحو تحقيق أهدافه، التي تجعل منه مرآة تعكس نبضات أجيال شابة من المهنيات والمهنيين، تتطلع، بكثير من الجهد والاجتهاد، إلى أن يكون قيمة مضافة في مسيرة تطوير الممارسة الصحفية في بلادنا، خصوصا أنه لا يكف عن اتخاذ مبادرات متقدمة، تلاقي كل التجاوب، ليس فحسب من قبل الصحافيات والصحافيين،  وإنما، أيضا، من كل فعاليات المجتمع المدني، بشكل عام، والحقوقي بشكل خاص، وليس أدل على ذلك أن هذه المبادرة المتميزة، المتمثلة في إصدار كتاب أبيض حول  حرية الرأي والتعبير، تأتي بعد أسبوع فقط على مبادرة حقوقية، مواطنية وإنسانية، تتمثل في إصدار مذكرة ترمي إلى تعزيز مكانة الصحافيات في المغرب، وتمكينهن من حقوقهن الشاملة، وحمايتهن من كافة مظاهر التمييز والتحرش...

ولم يكتف المنتدى، في هذا الصدد، بـ"الأقوال"، وترديد الشعارات، وإنما أردفها بـ"الأفعال"، إذ جعل من المذكرة إياها أساس حملة مدنية ترافعية أمام الهيئات التشريعية والمؤسسات الوطنية والبنيات الحكومية المعنية بالإعلام والاتصال، إذ عقدت الهيئة المغربية للصحافيات الشابات المنبثقة عن المنتدى المغربي للصحافيين الشباب، بالفعل، عددا من اللقاءات مع عدد من الفرق البرلمانية بمجلس النواب ومجموعة العمل الموضوعاتية المكلفة بالمساواة والمناصفة بمجلس النواب...