في الإطار جمال المحافظ رئيس المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال
المركز المغاربي للإعلام والاتصال يسجل تراجع البلدان المغاربية الخمسة في مؤشرات حرية الصحافة
الكاتب :
"الغد 24"
سجل المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال، في بيان أصدره بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، تراجع البلدان المغاربية الخمسة في مؤشرات حرية الصحافة...
واعتبر بلاغ صادر عن المركز المغاربي، الذي يرأسه الإعلامي الدكتور جمال المحافظ، أن حرية الصحافة ضرورة لبناء فضاء مغاربي ديمقراطي...، مجددا نداءه الحار إلى وقف كل الحملات العدائية التي تمرر عبر وسائل الاعلام، والتي لن تساعد بأي حال من الأحوال في بناء فضاء مغاربي مشترك...
وللأهمية، ندرج في ما يلي النص الكامل لهذا البلاغ، الذي توصّل موقع "الغد 24" بنسخة منه:
في الثالث من ماي من كل سنة يتم الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يشكل فرصة لمطارحة واقع وآفاق أوضاع الصحافة والإعلام والبيئة المحيطة بأداء وسائل الاعلام لرسالتها النبيلة، والمطالبة بوضع حد للانتهاكات والمضايقات التي تطال الصحافيين خلال القيام بواجباتهم مع توفير السبل الكفيلة بحمايتهم وضمان سلامتهم وصيانة استقلاليتهم المهنية.
لقد اختار المنتظم الدولي "عالم المعلومات كمنفعة عامة" شعارا للاحتفال بهذا اليوم العالمي، الذي شرع في تخليده منذ سنة 1993 بعد قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة استنادا لتوصية اعتمدتها الدورة 26 للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، ترجمة لـ"اعلان ويندهوك" الصادر عن الصحافيين الأفارقة سنة 1991 حول "تعددية وسائل الإعلام".
وتعتبر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) أن اختيار موضوع "المعلومات كمنفعة عامة" هذه السنة يأتي ليبين أهمية الحصول على المعلومات الموثوق بها وللفت الانتباه إلى الدور الضروري الذى يقوم بع الصحفيون المهنيون المتمتعين بالحرية في انتاج هذه المعلومات ونشرها والتصدي لهذه للمعلومات الخاطئة وغيرها من المحتويات والمضامين الضارة.
فالتحولات المتسارعة والتغيرات التي طرأت منذ "اعلان ويندهوك" ولاسيما مع ظهور الانترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي أفضت – حسب المديرة العامة لليونيسكو أودري أزولاي – إلى "تمكيننا من الانتفاع في الوقت الحاضر بفرص مدهشة ورائعة للتعبير عن آرائنا والوقوف على المستجدات والتواصل مع الاخرين"، لكنها أدت كذلك إلى بروز بعض المصاعب والتحديات ومنها تفاقم المغالطة الاعلامية وترويج خطاب الكراهية وانقلاب نماذج العمل الاعلامي وتركيز السلطة في أيدى عدد قليل من الشركات الخاصة.
ويأتي تخليد اليوم العالمي لحرية الصحافة في ظل تداعيات جائحة كوفيد 19 التي ارخت بظلالها السلبية على مختلف مناحي الحياة، وساهمت في اللجوء المكثف لوسائل الاعلام والاتصال ووسائط التواصل المتنوعة، خلال فترة الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي وما رافقها من تدابير واجراءات احترازية للحد من تفشي جائحة فيروس كورونا التي تتطلب توفير المعلومات المؤكدة ومن مصادرها الحقيقية حيث ساعدت الصحافة المستقلة على فهم الازمة الناجمة عن هذه الجائحة واضطلع الصحفيون بالتغطية الاعلامية الميدانية للأحداث المتعلقة بهذه الازمة على الرغم المخاطر الكبيرة التي يواجهونها.
ومن المقرر أن يسلط الضوء بهذه المناسبة على الخطوات الكفيلة بضمان استمرارية وسائل الاعلام من الناحية الاقتصادية والاليات الكفيلة بضمان شفافية شركات الإنترنت فضلا عن تعزيز قدرات الدراية الاعلامية والمعلوماتية التي تمكن من الاقرار بأهمية الصحافة وتثمين دورها والدفاع عنها والمطالبة بها كجزء حيوي من المعلومات كمنفعة عامة. وفي هذا السياق، ذكرت منظمة اليونسكو التي دعت إلى تجديد وتأكيد الالتزام باحترام الحق الأساسي في حرية التعبير وبالدفاع عن العاملين في الاعلام، أن عددا من وسائل الاعلام تواجه حاليا مشكلات كبيرة جراء الخسائر المالية الناجمة عن الجائحة، وازدادت في المقابل، مواقع الانترنيت قوة على قوتها، اذ أجبرت تدابير الحجر الصحي والاغلاق الشامل العاملين في مختلف القطاعات على مزاولة أعمالهم عبر الشبكة العنكبوتية وانتشرت بالتالي المعلومات الخاطئة والشائعات بشكل واسع ، وأفضى هذا الأمر في بعض الحالات إلى عواقب وخيمة.
وعلى المستوى المغاربي يلاحظ أن البلدان الخمسة لم تعرف تحسنا في مؤشرات حرية الصحافة، بل عرفت تراجعا وإن بشكل ودرجات مختلفة، وذلك حسبما ما جاء في تقرير منظمة مراسلون بلا حدود لحرية الصحافة حول العالم لسنة 2021 الذي بوّأ تونس المرتبة 73 على المستوى العالمي بتراجع درجة واحدة عن سنة 2020، وتليها على صعيد المنطقة موريتانيا في المرتبة 94، ويليهما كلا من المغرب 136 والجزائر 146 ثم ليبيا 165.
وبهذه المناسبة يناشد المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال، كافة الأطراف بالمنطقة إلى العمل على توفير كافة الظروف الكفيلة بتداول المعلومات كحق من حقوق الانسان المتعارف عليها دوليا واطلاق حريات الاعلام والافراج عن الصحافيين المعتقلين والمتابعين بسبب آرائهم وتوفير كافة الضمانات للصحافيات والصحفيين لأداء واجباتهم المهنية في ظل أجواء الحرية التي تعد الرئة التي تتنفس بها الصحافة الحرة، مع صيانة حق الجميع في حرية التعبير عن آرائهم وانشغالاتهم مع حفظ كرامة الإعلاميين والالتزام بآداب وأخلاقيات المهنة والنزاهة الإعلامية.
كما يجدد المركز الذى طالما نبه إلى الأهمية التي تضطلع بها وسائل الإعلام المغاربية، ندائه الحار إلى وقف كل الحملات العدائية التي تمرر عبر وسائل الاعلام، والتي لن تساعد بأي حال من الأحوال في بناء فضاء مغاربي مشترك، باعتباره خيارا استراتيجيا، راهنت وتراهن على قيامه الأجيال المتعاقبة بالبلدان المغاربية التي تشكل وحدتها أفقا ضروريا لمواجهة مختلف التحديات والمعضلات التي تعانى بالمنطقة.