الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

بوسرحان الزيتوني: 27 مارس.. غدا ليس يوما آخر.. وكل عام والمسرحيون بألف خير

 
بوسرحان الزيتوني
 
بعد أيام، قبل وبعد 27 مارس، سيفيق المسرحيون على ذات اليوم الذي ألفوا العيش فيه، الحلم فيه، انتظار الانكسار فيه.
 
يسبّون في همس ويبتعدون بنفس عن كل ما قد يحرمهم من دعم وجاه، فهم، مقابل السماح في حقوقٍ، ينحنون لحق بديل يكون كالصدقة، وهو في الحقيقة رشوة من أجل الصمت!
 
سنفيق، كما اعتدنا، غداة الاحتفاء باليوم العالمي للمسرح، غير عابئين لا بالأسئلة ولا بالأجوبة... لقد ازداد الوضع سوءا، وازددنا جبنا وانهزاما.. وتقلصت مساحات الصوت، وتلاشت ذبذبات دقات القلوب المحبة لمسرح ممكن في مغرب ممكن.
 
غدا لن يكون بالتأكيد يوما جديدا في حياة مسرحنا، فقد كثرت منعطفات الانكفاء نحو الذات ومجالات الانغلاق في الخواطر والمونولوغات.
 
كثر الواقفون خلف الشبابيك يراقبون من غير مشاركة، يسبّون في همس ويبتعدون بنفس عن كل ما قد يحرمهم من دعم وجاه، فهم، مقابل السماح في حقوقٍ، ينحنون لحق بديل يكون كالصدقة، وهو في الحقيقة رشوة من أجل الصمت.
 
غدا ليس يوما آخر...
 
بالأمس تعرّض مسرحيونا للتكفير، وتعرض الفن والفنانون للنعوت القذرة، وسارعت قنوات الفقهاء لنشر لحمنا، وسارع الناس، الذين يستمتعون بالأعمال الفنية، يلعنون!
 
هو ذات الغد الذي عشناه بالأمس وسنعيشه في الغد.. نقدم عرضنا القديم أو القديم جدا، ونقول كلامنا القديم والأقدم، ونوقّع كتبنا التي تعاود مناقشة جديدِ قديمِنا وقديمِ جديدِهم.
 
بالأمس تعرّض مسرحيونا للتكفير الصريح، وتعرض الفن والفنانون للنعوت القذرة، وسارعت قنوات الفقهاء لنشر لحمنا على قنواتهم، وكثر الآكلون في لحمنا، وسارع نفس الشعب، الذي يستمتع بعشرات الأعمال الدرامية الفنية، يلعنون... لا أحد، إلا قلة نادرة، من حرك شفتيه مستنكرا.
 
تم إغلاق مجال النقاش العام. يئست المؤسسات التمثيلية فصمتت. وسيستمر الوضع على ما هو عليه، أو يصبح هو ما يراد له، وفي كل مرة سيَقبَل المسرحيون بما سيُقرَّر لهم. وتزداد أقليتهم جاها وأغلبيتهم فقرا وانعزالا...
 
__________
مخرج مسرحي