الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

ومضات جيلالي وساط: يطو

 
جيلالي وساط
 
رغم كل مجهوداتي لأسبق يطو كانت تسبقني.
حين أطل على مبنى البريد الصغير في حيّنا في نهاية الشهر، وأكون أقول مع نفسي: "اليوم أسبق يطو"، أجدها أمام المبنى وقد سبقتني.
تبتسم حين تراني وهي جالسة على مقعدها الصغير، الذي تجلبه معها، وتقول لي:
- نتا مالك ديما معطل.
وفي كل مرة، ونحن ننتظر دورنا، كانت تحكي لي: عن المرحوم زوجها، وعن مكائد زوجة ابنها، وعن الأقارب الذين لم يعودوا يسألون عليها، وأقرأ لها أحيانا وصفات الدواء.
وتضحك وتبكي، كان لها وشم على الجبين وعينان لوزيتان وشفتان رقيقتان.
اليوم سبقت يطو، لم تكن هناك!
وحين جاء دوري وهممت بالدخول، همس لي الحارس المكلف بالباب:
- يطو ماتت!