الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
رشيد الفايق وعبد السلام البقالي.. السابقون واللاحقون

ملف مافيا العقار في فاس.. الشرطة القضائية تقترب من رئيس جماعة أولاد الطيب ومن العمدة

 
ذكرت مصادر محلّية أن الشرطة القضائية الجهوية، التي تنسّق مع الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، استدعت، بتعليمات من النيابة العامة، عدة مسؤولين بعمالة فاس في ملف مافيا العقار بجماعة أولاد الطيب، فيما يجري التحقيق مع المعتقلين، الذين جرى إيقافهم في عملية وُصفت بـ"الضخمة" في الجماعة المعنية...
 
وكانت الشرطة القضائية الجهوية اعتقلت عدة أشخاص قصد الاستماع لهم، فيما أفادت المصادر المحلية أنه جرى، أيضا، مداهمة مكتب رشيد الفايق، رئيس جماعة أولاد الطيب، وحجز أجهزة ووثائق جاري البحث فيها.
 
وكانت أنباء متضاربة تواترت حول صحة اختفاء رشيد الفايق، قبل أن يظهر محاميه، أول أمس السبت 29 يناير 2022، ليعلن أن "السيد رشيد الفايق في وضعية مريحة"، وليتأكد أن المنسق الإقليمي للأحرار يوجد حاليا في حالة سراح، وليس في الحراسة النظرية.
بيد أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية مازالت تواصل أضخم تحقيق لها في ملف التعمير بعمالة فاس، الذي كان أسفر، الأسبوع الماضي، عن اعتقال ثلاث سيدات لتقديمهن أمام أنظار النيابة العامة.
 
وبعد خرجة المحامي، ذكرت المصادر المحلية أن رشيد الفايق حرص على التواصل فعليا، خلال الويكاند، مع العديد من أنصاره، ليُظهر لهم أن الأنباء الرائجة حول وضعيته القانونية لا أساس لها من الصحة، وأنه حر طليق...
 
وتفيد الأنباء، التي تروج على أوسع نطاق في المنطقة، أن المنسق الإقليمي لحزب الأحرار ورئيس جماعة اولاد الطيب يواجه العشرات من الشكايات تتضمّن تهمًا خطيرة، تتعلّق بعدة جرائم تعمير في جماعة أولاد الطيب، وأن عناصر الشرطة القضائية تمكّنت من العثور على شيكات مسؤولين منتخبين، من بينهم "مسؤول بارز" في جماعة فاس، فضلا عن موظفين عموميين آخرين، الأمر الذي صدم أنصاره، وضمنهم عمدة فاس، عبد السلام البقالي، الذي تحوم شبهات حول علاقة مفترضة بهذا الملف الحارق، الذي سيكشف التحقيق فيه عن فضائح كبرى، ذات صلة بمافيا العقار وبجرائم ابتزاز مسؤولين، وُجدت بعض متعلّقاتهم ضمن الوثائق، التي حجزتها الفرقة الوطنية...، خصوصا أن رشيد الفايق كان موضوع العديد من الشكايات لدى الدرك الملكي والأمن الوطني والسلطات المحلية والقضاء الإداري...
 
يشار إلى أن رشيد الفايق يملك العديد من العقارات والآراضي والفيلات، التي يقول سكان إنه راكمها بعد وصوله إلى كرسي رئاسة جماعة أولاد الطيب. وباعتباره المنسّق الإقليمي لحزب رئيس الحكومة، قاد رشيد الفايق تحالفا حزبيا سداسيا في جماعة فاس، وهو من اختار عبد السلام البقالي، الذي استقطبه من حزب التقدم والاشتراكية، ليحظى بحمايته ويضعه على رأس المجلس الجماعي لمدينة فاس... وقد أثارت هذه القضية الكثير من الجدل حول هذه "القدرة"، التي يتمتّع بها رشيد الفايق، الذي (لعلّة ما؟!) تجاوز حدود التحالف الثلاثي، لينجح في إخضاع مسؤولي ثلاثة أحزاب من المعارضة (الاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، والتقدم والإشتراكية، والحركة الشعبية)، ليكونوا في "الصف"، ويضربوا "الطمّ"، ويربطهم بالأغلبية، ليبصموا على قرارات سيدهم ورئيسهم رشيد الفايق...
 
 
وبحسب مراقبين وفاعلين سياسيين محليين، فإن التحقيقات الجارية، التي تقودها الشرطة القضائية الجهوية، بتنسيق مع الفرقة الوطنية، لا يُستبعد، خلال الأيام القليلة المقبلة، أن تطيح بما أسموه "أخطبوط الفساد المتشعب في إقليم فاس"، والذي يضمّ العديدة من "الرؤوس الكبيرة" في المنطقة...