الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
(صورة أرشيفية)

مذكرة تهديدية.. شركة "ألزا" الإسبانية تريد تحويل مستخدميها إلى "عبيد" في بلادهم المغرب!

 
بات في حكم المؤكد لدى مستخدمي حافلات "ألزا" أن شركة النقل الحضري الإسبانية تضيّق على العمل النقابي وتعادي الحريات النقابية وتعتمد سياسة تكميم الأفواه في محاولة يائسة لتحويل مستخدميها إلى عبيد حتى لا يفضحوا تجاوزاتها وخروقاتها التي أصبحت على كل لسان، وليس آخرها البلاغ التهديدي، الذي يعتبر في حد ذاته جريمة ضد حقوق الإنسان كما هي متعارف عليه عالميا، والذي صدر يوم الاثنين 20 دسمبر 2021!

قراءة بسيطة في البلاغ التهديدي، الذي صدر في صيغة "مذكرة إخبارية"، تفضح الدرك السحيق الذي انهارت إليه الحريات النقابية والحريات الشخصية على حد سواء، إذ إن مضامينه تريد أن يكون مستخدمو هذه الشركة الإسبانية، التي رضعت عدوانها على المستخدمين والمواطنين من العداء الذي تكنّه السلطات الإسبانية للمغرب وللمغاربة... فالبلاغ التهديدي يمنع على المستخدمين، دون وجه حق، نشر أي معلومات أو صور أو فيديوهات عن الشركة وحافلاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، أو الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام...

وبذلك، يأتي هذا البلاغ التهديدي كمؤشّر إضافي على الإرادة الراسخة لإدارة شركة "ألزا" الإسبانية في التضييق الممنهج على حقوق وحريات المستخدمين بمختلف مدن المغرب، التي تهيمن فيها على قطاع النقل الحضري، فضلا عن حملات الطرد التعسفي ضد مستخدمين وضد منتسبين أو مسؤولين نقابيين، في مخالفات صريحة للقوانين المغربية، ولمدونة الشغل التي تمتّع العمال بحقوقهم ومكتسباتهم النقابية...

فمنذ دخول هذه الشركة الإسبانية إلى المغرب ومستخدموها يعانون من شتى أنواع التضييق والتمييز وعدم احترام القانون والإجهاز على حقوقهم ومكتسباتهم، فضلا عن عدم احترام دفتر التحملات...

وإضافة إلى هذا وذاك، تأتي خروقات شركة "ألزا" في ما يتعلّق بساعات عمل المستخدمين، وأجورهم، فضلا عن أجور العطلة المرضية...
 
لقد بلغ السيل الزبى من تسلط إدارة شركة "ألزا" الإسبانية، ليس فقط ضد المستخدمين، بل أيضا ضد زبنائها، الذين أصبحوا يشبّهون الركوب في حافلاتها بمثابة جحيم أرضي، فهي في معظم الأحيان لا تحترم توقيتها، وتتسبب تأخراتها المتعددة وأحيانا الطويلة في مشاكل لا حصر لزبنائها العمال والطلبة وعموم المواطنين...، فضلا عن حالات الاكتظاظ، التي تشكل خرقا سافرا للتدابير الوقائية، التي تتخذها السطات المغربية في مواجهة انتشار جائحة كوفيد 19، حتى أن عددا من النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، بمجرد ما طالعوا مضامين البلاغ التهديدي للشركة، حتى علّقوا، على سبيل السخرية، أن شركة "ألزا" تتقصّد الاكتظاظ لتساهم في نشر فيروس كورونا في وسط المغاربة، الذين يستعملون حافلاتها، على غرار ما تقوم به السلطات الإسبانية في مطاراتها، مما جعل المغرب يقرر اختيار البرتغال، بدل إسبانيا، لترحيل المغاربة العالقين بأوروبا، إذ سجلت وزارة الصحة المغربية، رسميا، أنه "تبيّنَ من خلال ملاحظة مدى احترام إجراءات السفر أن السلطات الإسبانية المعنية لا تعمل على المراقبة بالشكل المطلوب والصارم للحالة الصحية للمسافرين أثناء عملية الإركاب عبر المطارات"، كما سجّلت "رصد عدة حالات وإصابات بفيروس كوڤيد 19، عند وصولها أو عبورها من المغرب، قادمة من إسبانيا في إطار رحلات خاصة"، لتخلص وزارة الصحة المغربية إلى القول إن "هذه الوضعية للسفر من إسبانيا إلى المغرب، تشكل خطرا على صحة المواطنات والمواطنين المغاربة، وضربا للمكتسبات الصحية التي حققتها بلادنا"...
 
إن ما تقوم به السلطات الإسبانية ضد المغرب، لا يختلف عمّا تقوم به شركة "ألزا" الإسبانية ضد مستخدميها، وضد زبنائها المغاربة، ولم يبقَ لها، اليوم، إلا تكميم أفواه مستخدميها، وتحويلهم إلى صمّ بكم وعُمي، وإلى خانعين لتشكل منهم "مجتمعَ عبيدٍ" مغاربة...

ترى من يحمي شركة "ألزا" الإسبانية في المغرب لتُطلق أيديها لتعسفاتها ضد المستخدمين وضد المواطنين المغاربة؟!