ندوة صحفية لوزراء خارجية "مجموعة فيسغراد + المغرب" عقب اجتماعهم الوزاري الأول
بعد بريطانيا.. المغرب يحقق اختراقا جديدا لوسط أوروبا ممثلا في مجموعة "فيسغراد"
الكاتب :
"الغد 24"
إدريس جنداري
بعد نجاحه في الانفتاح على البوابة الأطلسية واختراقه لعضو أساسي سابق في الاتحاد الأوروبي (بريطانيا)، المغرب يحقق اختراقا جديدا لوسط أوروبا ممثلا في مجموعة "فيسغراد"، التي تضم دولا أوروبية فاعلة (هنغاريا، بولونيا، التشيك، سلوفاكيا)، من خلال انعقاد الاجتماع الوزاري الأول لـ"مجموعة فيسغراد+ المغرب"، الثلاثاء 7 دجنبر 2021، حيث عبّر الجانبان عن "عزمهما القوي" على إعطاء دفعة جديدة لتعاونهما قصد مواجهة التحديات المشتركة.
هذه الاستراتيجية، تعتبر ناجعة لفك الحصار الذي تسعى مجموعة من القوى الأوروبية الاستعمارية إلى ضربه على المغرب لكبح جماحه وعرقلة تقدمه. وذلك ما أبانت عنه مجموعة من التقارير الاستخباراتية المتعاقبة التسريب، من إسبانيا وألمانيا خاصة، تؤكد أن جيران الضفة الشمالية للمتوسط لم يتخلصوا بعد من لوثتهم الاستعمارية، وأنهم ينظرون إلى المغرب كامتداد مباشر لهم، يجب أن ينفذ سياستهم الخارجية في علاقة بموضوع الهجرة، ويفتح أبوابه لسلعهم للترويج في السوق الداخلية والتصدير نحو الامتداد الإفريقي.. خارج هذه المهمات المحددة، مسبقا، لا يسمح للمغرب بتجسيد دور الشريك الكامل الذي له حقوق وعليه واجبات.
أحفاد إيزابيلا كانوا صرحاء إلى حدود الوقاحة حينما وضعوا للمغرب خطوطا حمراء لا يجب تخطيها في علاقة بسيادته الوطنية على الثغرين المحتلين والجزر والحدود البحرية. أما أحفاد هتلر فقد فاقت وقاحتهم كل الحدود حينما جهزوا كل عتادهم الديبلوماسي والاستخباراتي لضرب مصالح المغرب في الامتداد الإفريقي، وعرقلة الحسم في ما يخص وحدته الترابية.
ما الحل إذن؟ هل يقف المغرب مكتوف اليدين في مواجهة المؤامرات الخارجية بدعوى الرزانة وحساب المخاطر؟ أم إن الحل يكمن في تغيير الخطة السابقة، التي لم تجد نفعا مع حفدة المستعمر؟!
صانع القرار السياسي المغربي، نجح في تفعيل الذكاء الجماعي المغربي، الذي يتحرك أوقات الأزمات، واستفاد كثيرا من قواعد كرة القدم -التي هي حرب على رقعة الملعب تعتمد استراتيجية وخططا- وذلك حينما غيّر الخطة من الدفاع إلى الهجوم تطبيقا لمنطق: خير وسيلة للدفاع هي الهجوم!
قطع العلاقات الديبلوماسية وتجميد التعاون الاستخباراتي مع الإيبيريين والجرمان، بشكل متعاقب، لا يمكن استيعابه من خارج هذه الخطة الهجومية، وفتح البوابة الأطلسية مع الانفتاح على قوى أوروبية من خارج الحلف الاستعماري، في موازاة مع تفعيل العلاقات المغربية-الإسرائيلية، كل هذا لا يمكن استيعابه من خارج تغطية وحماية الخطة الهجومية من ردود فعل الخصوم التي ستكون هجومية بالتأكيد.
هذه المناورات في فضاء السياسة الخارجية المفتوح على كل المخاطر، لا يمكن أن ينجح فيها سوى طيّار محترف خبر الأجواء بمثل ما خبر فن الطيران! ويجب أن نعترف، بكل فخر، أن المغاربة قد نجحوا في هذه المناورة، بامتياز، وتركوا الخصوم مشدوهين لا يصدقون ما ترى أعينهم! وهذا تترجمه تقاريرهم الاستخباراتية المسربة كما تترجمه صحافتهم ويعبر عنه خبراؤهم...