بشكل مشترك في المغرب وتونس.. صدور الطبعة الثانية من "سراق الله" للباحث المغربي إدريس هاني
الكاتب :
"الغد 24"
صدرت في تونس، عن "دار الوطن" المغربية و"دار المقدمة" التونسية، الطبعة الثانية من كتاب "سراق الله.. الإسلام السياسي في المغرب (تأمّلات في النّشأة والخطاب والأداء)"، للباحث المغربي إدريس هاني.
وبحسب الناشرين، فهو أول كتاب يصدر بهذا الزخم من المعلومات والمعطيات التي لا يعرفها الكثيرون بمن في ذلك أبناء الحركة الإسلامية نفسها..
الكتاب، الذي يقع في أكثر من 600 صفحة من القطع الكبير، يعتبر "صاعقة قد يفضح ما لم يفضح من تاريخ هذه الحركة/الحركات الإسلامية السياسية، التي تدعي الطهر وتمارس عكسه"، يقول الناشران، ويضيفان أنه يضم معطيات ووثائق تنشر لأول مرة.. وفي ما يلي مقتطفات من مقدمة الكتاب لمؤله إدريس هاني...
مقتطفات من المقدمة
لابد من التذكير أن هذا الذي قدمناه ليس سوى مقبلات في مجمل ما نعرفه من أسرار هذه الحركة. وطبعا، أحتفظ بالأهم والأخطر من ذلك لمناسبة أخرى. ولم يكن في واردي أن أتحدث عن هذه الحقائق لولا أنني لمست أن ثمة سعي حثيث لتزييف هذا التاريخ وتمجيد ذلك الأداء. لقد راقبت تطور هذه التجربة منذ البداية، كما هو شأن كل التجارب الحركية التي يهمني أمرها. وكان لابد أن أدلي بدلوي لاسيما وأن أكثر من تحدثوا عن الحركة الإسلامية يخفى عليهم أكثر مما يعلمون. فأنا لا أستقي معلوماتي من آراء وتحاليل باحثين يتعاطون مع تصريحات الحركة أو الحزب الإسلاميين، ولا من خطابات قياداتها المليئة بالديماغوجية والأكاذيب والتبرير وتمجيد الذّات، بل عندي شواهد من قلب الممارسة، فضلا عن فهمي لسيكولوجيا هؤلاء وكيف يفكرون. لقد سبق وذكرت في مناسبة أخرى أنه لا نفهم الحركة الإسلامية إلا بعد أن نحيط بأبعادها ونتمكن من قراءة أفكار أبنائها؛ أي أن نصبح جزءا من الظاهرة لنتحسسها ونستوعب مشاعر أبنائها، ومن هنا لا قيمة للمعلومة إن لم نضعها في السياق المستوعب لمشاعر وطريقة تفكير هؤلاء.
لو كان همّي إحراج الحركة المذكورة أو حزبها السياسي لتحدثت عن أمور أخطر من هذه؛ ولكن يهمني أن أقدم بعض الإشارات والتنبيهات ليس إلاّ، لتدارك الوضع، لاسيما بعد أن أصبحت هذه المجموعة تكرس تاريخا زائفا عن حركة تأكّد عندنا كما ذكرنا في بداية حديثنا، بأنها هي نفسها لم تكن محيطة بأسرار نشأتها وتدبير شؤونها، فكيف بأجيالها اللاحقة التي رأت النور في حضن ظروف مختلفة ليس لها من ماضي هذه التجربة سوى أحجيات أشبه بألف ليلة وليلة. ومن هنا وجب أن نصحّح أولا وقبل كل شيء ما يتعلق بالنشأة الملتبسة والخطاب الملتبس والأداء الملتبس، هذه عناصر متكاملة ومتعاضدة. ولذا لست واثقا من الحديث عن الشفافية وغيرها بالنسبة لتجربة كلها التباس. يجب معرفة تاريخ النشأة والاعتراف بتواضع الفاعل الحركي فيه باعتباره تاريخا ممنوحا أيضا للحركة، ويجب تقويم الخطاب وجعله صريحا وجادا وشاملا غير تجزيئيا وخاليا من شوائب الأغراض الشخصية فضلا عن كونه عميقا ينسجم مع تعقيدات الواقع وتطور مدارك الناس والمجتمع. كما يجب تقويم السلوك السياسي والحركي وجعله سلوكا يليق بالأداء النوعي لحركة وحزب إنما أقنعا الناس بأنهما يملكان بديلا نوعيّا. ليس في التجربيتين ما يؤكد أنهما دخلا عصر الحداثة وتمثّلا قضاياها، بل هناك فقط شكل من تحديث أساليب البوليميك واللعبة السياسية. وهذه في الحقيقة من أقدم الممارسات السياسية التي يمكن معاينتها حتى في مجتمعات اللاّدولة. بينما هناك الكثير من مظاهر الرجعية والظلامية المخيمة على عقول أكثر أبناء تلك التجربة، وحتى وإن بدأ بعضهم يخرج من شرنقة هذا الوضع، فهو خروج شخصي لا يسري على الباقي. والأمل بطبيعة الحال لا زال معلقا على بعض المتنورين منهم والذين هم على رؤوس الأصابع، وأعتقد هم أقدر على لعب دور المنقذ لهذه التجربة، وإنقاذ الجيل الجديد من قواعدها الذين تستغل براءتهم وقلّة تجربتهم في بسط نفوذ قيادات كان ذلك شأنها بالماضي والحاضر، التنوير يمشي هنا على استحياء أيضا، ولكن المسؤولية على أنصاره داخل هذه التجربة في إحداث التغيير المنشود، ومحاول أن "يستبرئ" تاريخه الجلاّل، من النشأة المشبوهة، ويعيد تأسيس نفسه على قواعد فكرية واضحة وسياسات جادة، ولكن بأي ثمن؟
أرجو أن يعذرني القارئ على أي قسوة تنتاب هذا الكتاب في التعرض لبعض الحقائق، إذ يشفع لي أنّني حرصت قدر الوسع أن أحافظ على السير الطبيعي للموضوعية، ذلك لأنّ التعاطي من موقع المعايشة والتجربة مع المواقف والأحداث يجعل الموضوعية نفسها تكتسي بشكل من الحيوية والتفاعل مع الحقيقة. ويشفع له أنّه عمل قصدنا به إحقاق الحقّ ومناهضة التّزييف وإعادة كتابة التّاريخ الذي لم يكتب أو بدا عصيّا على الكتابة، إنّ غاية هذا الكتاب أن أضع عملا لتنوير الرأي العام بتاريخ ومضمون الإسلام السياسي في المغرب، خدمة للحقيقة والأجيال القادمة وتوثيق ما يجب توثيقه.
بعض محتويات الكتاب:
ـ ماذا نفعل في التاريخ وماذا يفعل التاريخ فينا؟
ـ حينما تصرّم زمن النبوغ المغربي
ـ التحولات التربوية
ـ التحولات السوسيوـ ثقافية
ـ من السلفية الوطنية إلى السلفية الشعبوية أو من ثقافة الإصلاح إلى ثقافة التكفير
ـ السلفية الشعبوية: حكاية انحطاط دراماتيكي
ـ من الهلالية إلى المغراوية
ـ موقف التكفيريين من ثلاثية ابن عاشر
ـ الإمام مالك والمالكيون
ـ المكونات الإسلامية اليوم والنمط العلمائي الافتراضي
ـ ما بعد الصياغة الجديدة للحقل الديني
ـ استقالة الريسوني كمؤشر
ـ نماذج من علماء الحركة الإسلامية
ـ الظاهرة الزمزمية وتكتيك تجنيس الفتوى
ـ الظاهرة النهارية أو "تكشيك" الحقل الديني
ـ ابن تيمية مغربا
ـ محمد بن عبد الوهاب في المغرب
ـ الوهابية وعهد المولى سليمان
ـ بين السلفية الوطنية والسلفية الوهابية
ـ بين سلفية حضرية وأخرى بدوية
ـ عبد الحي الكتاني نموذجا
ـ هل كان عبد الحي الكتاني وهّابيا
ـ الانتقال من السلفية الوطنية إلى السلفية الوهابية
ـ التكلفة الاجتماعية للتغلغل الوهّابي
ـ المرتكزات الفقهية والعقدية المغربية للتغلغل الوهّابي
ـ الوهّابية في بيئة مالكية
الفصل بين مالك والمالكية
ـ أسلوب التّدليس الدّعوي
ـ الحرب بين الصوفية والوهابية
ـ تقي الدين الهلالي رمز التّغلغل الوهابي في المغرب
ـ الارتباطبدوائر الوهابية في المشرق
ـ وهّابية غير مبيّئة
ـ قدر الوهّابية أن لا تكون مغربية
ـ تفرّعات الوهّابية بالمغرب
ـ تلامذة الهلالي
ـ الوهابية والحركة الإسلامية المغربية
ـ الوهابية وزعيم الشبيبة الإسلامية
ـ الحركة الإسلامية المغربية والتأثير السروري
ـ سياسة الاحتواء الوهابي للحركة الإسلامية المغربية
ـ المغراوي والحركة الإسلامية المغربية
ـ الوهابية تخترق الأيديولوجيا المغربية العاصرة
ـ الوهابية ومداخل البيزنيس
ـ ماذا خسرت الحركة الإسلامية بتوهّبها؟
ـ الحركة الاسلامية المغربية والوهابية
ـ الأنماط الجديد في التغلغل الوهابي
ـ ياسين والمغراوي...تحالف فاشل
ـ تغلغل الوهابية في المؤسسات الدينية الرسمية
ـ كيف اخفت الوهابية كل هذا الشذوذ
ـ شذوذهم الفقهي
ـ الفتاوى الجنسانية أسلوب جديد في التغلغل الوهّابي
ـ السياحة الجنسية
ـ حقائق عن مقتل عمر بنجلون
ـ الخطيب والشبيبة ومقتل عمر بنجلون
ـ شعور القيادة بعدم وفاء أتباعها
ـ نشأة ملتبسة وتاريخ مجهول
ـ التباس في النشأة والمآل
ـ الأكثر تقليدا لخطابات غيرها
ـ خطاب داخلي استئصالي وغموض فكرة الاعتدال
ـ هل حقّا خرج حزب العدالة والتنمية من رحم الشعب؟
ـ الخطيب كشاهد على منعطفات الحركة الإسلامية
ـ معارك ضد اليسار
ـ فشل إدماج الخطيب للحركة الإسلامية