الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
الدكتور ناصر بوشيبة رئيس جمعية التعاون الأفريقي-الصيني للتنمية في المغرب

الدكتور ناصر بوشيبة لـ"شينخوا": انضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية كرّس مبدأ "رابح رابح"

 
تحل، اليوم الخميس 11 نوفمبر 2021، الذكرى العشرين لانضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية، وهي فترة بيّنت حجم المساهمة الكبيرة للصين في النمو العالمي على مدار العشرين عاما الماضية.
 
وكانت الصين وقّعت بروتوكول الانضمام لمنظمة التجارة العالمية في العاصمة القطرية الدوحة في 11 نوفمبر عام 2001، وبدأ سريان البرتوكول اعتبارا من 11 ديسمبر 2001، بعدما أصبحت الصين تتمتع بالعضوية الكاملة في هذه المنظمة، وأضحت سوقا تجارية لمنتجات أكثر من 120 دولة، كما أن المنتجات الصينية باتت مطلوبة وأساسية لدى أكثر من 120 دولة عبر العالم، إذ أصبحت شريكة تجارية موثوقة ويُعتمد عليها لدى هذه الدول، سواء على مستوى التصدير أو على مستوى الاستيراد...
 
انضمام الصين رسميا إلى منظمة التجارة العالمية سنة 2001
 
وقد قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، في كلمة رئيسية افتراضيا ألقاها في حفل افتتاح الدورة الرابعة من معرض الصين الدولي للاستيراد عبر رابط فيديو مساء الخميس الماضي، رابع نوفمبر 2021، إن الصين ستدعم بثبات التعددية الحقيقية، وستتقاسم فرص السوق مع العالم، وستعزز الانفتاح على مستوى عالٍ، وستحمي المصالح المشتركة لجميع الدول.
 
رابط كلمة الرئيس الصيني شي جين بينغ
 
لقد شكّل انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية، وتجربة 20 سنة من المعاملات التجارية الدولية، قيمة مضافة في مسار تعزيز وتطوير التجارة العالمية في العالم، والانخراط في المنظومة التجارية العالمية، وخلق عولمة رشيدة تفيد كل دول العالم، وتخلص العالم من الانغلاق والتحجر الاقتصادي، بما يساعد في حركة انسياب البضائع أكثر وتسهيل نشاط القدرات الاقتصادية لكل دول العالم، وفتح مجالات كبرى للعديد من الدول، منها المغرب...
 
وفي هذا الصدد، أجرت وكالة أنباء الصين "شينخوا" مقابلة في غاية الأهمية مع الباحث المغربي الكبير الدكتور ناصر بوشيبة، رئيس جمعية التعاون الأفريقي-الصيني للتنمية في المغرب، حول هذا الحدث الكبير، الذي أكّد أنه يعزّز النهج الصيني المتقدم والمتحضر، القائم على مبدأ "رابح رابح"، وقال إن "انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية كان الهدف منه بناء وضع مربح للصين ودول العالم، وخضع لعملية تحضيرية جوهرية طويلة الأمد".
 
رابط تصريح الدكتور ناصر بوشيبة
 
ففي أواخر تسعينيات القرن الماضي، يوضح الدكتور بوشيبة، أطلقت الحكومة الصينية سلسلة من الحوارات الصادقة مع العديد من الدول، وكان الغرض منها هو كيفية تمكين أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان من الانضمام إلى النظام الاقتصادي العالمي بشكل مسؤول، وفي الوقت نفسه، إتاحة الفرصة أمام الشركات في البلدان الأخرى للاستفادة من السوق الصينية الضخمة...
 
وأضاف الباحث المغربي أن حقائق الواقع أثبتت أنه في سياق التنمية الاقتصادية والاجتماعية السريعة في الصين، ساهمت المفاوضات الودية والالتزامات الصادقة بين الحكومة الصينية والدول الأعضاء بمنظمة التجارة العالمية في جعل انضمام الصين للمنظمة يعود بزخم تنموي وفرص مواتية على العديد من البلدان.
 
واستشهد الدكتور بوشيبة بالمثل العربي "لا يعجز القوم إذا تعاونوا"، ليؤكد أن تنمية الصين تحتاج إلى مساعدة من العالم، وأن ازدهار العالم يحتاج إلى مساهمة من الصين.
 
وخلال الـ20 عاما الماضية، حققت الصين نموا سريعا وأصبحت أكبر دولة مُصدّرة في العالم، وثاني أكبر دولة مستوردة في العالم، وثاني أكبر متلقٍ للاستثمار الأجنبي المباشر في العالم.
 
وأشارت وزارة التجارة الصينية، في أكتوبر الماضي، إلى أن الصين لا تزال ثاني أكبر مستورد في العالم لمدة 11 عاما متتالية، مضيفة أنه في الفترة من يناير إلى سبتمبر عام 2021، استوردت الصين سلعا قيمتها ما يقرب من 2 تريليون دولار أمريكي، بزيادة 32.6 في المائة على أساس سنوي.
 
وفي النصف الأول من عام 2021، شكلت واردات الصين من السلع حوالي 12 في المائة من الإجمالي العالمي، كما ساهمت البلاد بنسبة 15 في المائة من زيادة الواردات في جميع أنحاء العالم خلال هذه الفترة، حسبما ذكرت البيانات الصادرة عن منظمة التجارة العالمية.
 
في السياق نفسه، أكد محمود ريا، مدير موقع "الصين بعيون عربية" الإخباري اللبناني، أن الصين من حقها أن تحتفل بشكل كبير بالذكرى العشرين لانضمامها لمنظمة التجارة العالمية، وهذا حق نابع من الإنجازات الكبرى، التي حققتها الصين من خلال هذا الانضمام، "ليس فقط الاستفادة التي حققتها هي من علاقاتها مع الدول الأخرى، من خلال منظمة التجارة العالمية، ولكن أيضا ما قدمته الصين للعالم في هذا المجال".
 
وسلط الضوء على أن الصين من خلال انضمامها عام 2001 إلى منظمة التجارة العالمية حركت الاقتصاد العالمي ودخلت إلى عمق هذا الاقتصاد وأدخلت دول العالم إلى قلب الصين.
 
فمنذ انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية، تعهدت الصين ببذل جهود حثيثة مع الدول الأعضاء الأخرى بالمنظمة في الحفاظ على النظام التجاري متعدد الأطراف ومبادئه ودفع تطوير التجارة والاقتصاد على الصعيد العالمي.
 
ولدى تأكيده على وفاء الصين بالتزاماتها، قال ريا إنه خلال هذه السنوات العشرين نفذّت الصين كل المتطلبات المفروضة عليها بموجب قواعد منظمة التجارة العالمية، بل ونفذت أكثر مما هو مطلوب منها في كثير من المجالات.
 
وضرب مثالا على ذلك بقوله إنه "عندما يُطلب منها أن تفتح 100 قطاع اقتصادي، نجد أن الصين قد فتحت أمام التجارة وحسب قواعد منظمة التجارة العالمية حوالي 120 قطاعا، وعندما يُطلب منها أن تكون الضريبة على السلع المستوردة لا تتجاوز 9.8 بالمائة، نجد أن الصين قد خفضت هذه الضريبة إلى حوالي 7.4 بالمائة".
 
ورأى أبو بكر الديب، الخبير الاقتصادي المقيم في العاصمة المصرية القاهرة، أن الصين "تعتبر حائط صد ونقطة حماية من الأزمات الدولية"، إذ لعبت دورا كبيرا في تجاوز الأزمة المالية في عام 2008 كما تساعد دول العالم على الخروج من أزمة كوفيد-19 وتداعياتها الاقتصادية.
 
وأشار إلى أن الصين مدت يد العون للعديد من الدول في أفريقيا والوطن العربي، مؤكدا أن الصين رفعت مبدأ "الكل رابح" في تعاملها مع الدول سواء في أفريقيا أو الوطن العربي أو آسيا أو غير ذلك. وأضاف أنها "تتعامل مع مبدأ "الكل رابح"، الكل يتعامل والكل يكسب والكل يربح... رأينا ذلك في مبادرة الحزام والطريق، التي طرحتها الصين.
 
وشاطره الباحث المغربي ناصر بوشيبة الرأي، قائلا "لذلك، حرصت كل الحرص على تشجيع رواد الأعمال من الدول العربية والأفريقية على إيلاء المزيد من الاهتمام للسوق الصينية من خلال منصات التبادل الدولية، التي أنشأتها الحكومة الصينية، والمشاركة في مختلف المنتديات والمعارض الدولية، التي تُقام في الصين، وتطوير العلاقات بشكل نشط مع رواد الأعمال الصينيين".
 
وأوضح الدكتور بوشيبة أن "هذه التبادلات ستفتح مجالا أرحب لتطوير التعاون من خلال الاستفادة من السوق الواسعة وفرص الأعمال غير المحدودة الناتجة عن انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية".