قناة دار التوحيدي تستضيف الدكتور ناصر بوشيبة للحديث عن تاريخ العلاقات المغربية الصينية

في الحلقة الرابعة من برنامج "الثقافة بشكل مختلف"، الذي تبثّه قناة دار التوحيدي، على موقع التواصل الاجتماعي "يوتوب"، نلتقي مع شخصية استثنائية، ستكون لها بصمتها الخاصة في المغرب وفي الصين، وفي العالم العربي، إنه الدكتور ناصر بوشيبة، الذي تعرّف عليه الجمهور المغربي خلال زيارة الملك محمد السادس إلى الصين ولقائه بالرئيس الصيني شي جين بينغ، في ماي 2016، فخلال استعراض المشاريع الاستثمارية موضوع الاتفاقيات الثنائية، التي سيوقعها المغرب والصين، في العاصمة بيكين، ظهر في الواجهة شخص فارع الطول، متين البنية، إنه مغربي، وهذا المغربي هو الذي كان يقدم للصينيين، أمام الملك محمد السادس، وباللغة الصينية، مضامين اتفاقيات الشراكة المغربية الصينية، ولم يكن ذلك المغربي سوى الدكتور ناصر بوشيبة، الذي غذى في المشاهدين والمتابعين المغاربة لأطوار ومراسيم حفل التوقيع على اتفاقيات الشراكة، قدرا هائلا من الفخر والاعتزاز بهذا المغربي الذي يتحدث الصينية بطلاقة، مثلما يتحدث العربية بطلاقة، كما سيلمس ذلك مشاهدو هذه الحلقة...

 

 

هذه الحلقة الرابعة من برنامج "الثقافة بشكل مختلف"، حلقة خاصة ومتميزة، سيتحدث فيها الدكتور ناصر بوشيبة، الذي كان "طلب العلم في الصين"، واستقر بها مدة 22 سنة، إلى حدود اليوم، عن تاريخ العلاقات المغربية الصينية، وهو في الآن نفسه عنوان كتابه، الذي ألفه بالصينية، وتُرجم إلى العربية والفرنسية...

يقول الدكتور بوشيبة: إن أي حديث عن تاريخ العلاقات المغربية الصينية لابد أن يستحضر جدنا ابن بطوطة، وكتابه الشهير "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، كتبه عند عودته من الصين بأمر من السلطان المريني بعاصمة المغرب آنذاك مدينة فاس، والذي يعتبر بالنسبة للباحثين الصينين بمثابة كنز من المعلومات حول فترة تاريخية يحيط بها الكثير من الجدل في الصين، تتعلق بفترة حكم أسرة يوان، خلال عهد حفيد جنكيز خان، الإمبراطور قوبلاي خان، الذي وحّد الصين... وبحكم أن هذه الأسرة من القبائل الشمالية المغولية، وهي غير أسرة حان، التي تنتمي إليها الأغلبية الصينية، فقد ثار الكثير من الجدل حول هذه الأسرة، رغم أن المعطيات المتوفرة عن هذه الأسرة محدودة، ولذلك فالمعطيات الواردة في كتاب ابن بطوطة مهمة جدا، وننكب عليها، حاليا، مع الباحثين الصينين، بالبحث عن هذه الفترة الدقيقة من تاريخ الصين، والحافلة بالأحداث...

ويضيف الدكتور ناصر بوشيبة بكثير من الطلاقة والتلقائية: إن الأبحاث الحديثة لباحثين مغاربة وصينيين تثبت أنه كان هناك رحالة صيني اسمه وان طاي وان، وصل إلى المغرب، كما يذكر ذلك في كتابه، وهناك كذلك رحالة مغربي آخر وصل إلى الصين قبل ابن بطوطة بحوالي مائة سنة، وهو معاصر للرحالة والمستكشف الإيطالي ماركو بولو، وأتى في كتابه على ذكر الصين، وعلى ذكر الإمبراطور قوبلاي خان، وأعتقد أنه وصل إلى الصين عن طريق الحرير البحري، الذي كان يربط بين الخليج العربي وسيريلانكا والهند والصين، مرورا بماليزيا والمالديف، والبيّن أن المغاربة كانوا نشطين جدا في الخليج ومنه كانوا ينطلقون لاستكشاف العالم...

وبخصوص ظروف تأليف كتابه المتميز، الذي يحمل عنوان "تاريخ العلاقات المغربية الصينية"، يقول الدكتور بوشيبة: الكتاب يعود إلى فترة دراستي في الصين، عند كتابة أطروحة الماجستير والدكتوراه، حيث اكتشفنا ندرة المراجع، التي تُعنى بالعلاقات المغربية الصينية... وفي إطار التواصل والتعاون بين الجالية المغربية المقيمة بالصين، خاصة الطلبة والباحثين، كنا نشجع الباحثين المغاربة أن يوجّهوا أبحاثهم إلى العلاقات المغربية الصينية لكي نستفيد من تجربة هذا البلد، ولكن للأسف كنا نصطدم بندرة المراجع، ما جعل الأمر يكتسي صعوبة لافتة، ولذلك، وبعد الزيارة التاريخية للملك محمد السادس في ماي 2016 إلى الصين، والتي أعطت دفعة قوية للعلاقات المغربية الصينية، استثمرت الفرصة للانكباب على الكتابة في تاريخ العلاقات الثنائية، خصوصا أنني كنت أتوفر على بعض المراجع وعلى العهود والعقود والاتفاقيات التي تم إبرامها بين المغرب والصين، منذ أول اتفاقية تجارية سنة 1958، وساعدني في ذلك إمكانياتي للولوج إلى الأرشيف الصيني، سواء الأرشيف الحكومي الرسمي أو أرشيف جريدة "الشعب" الصينية، وكذا وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا"، وهذا كان عاملا مساعدا في جمع المادة الأساسية لهذا الكتاب، الذي كتبته باللغة الصينية، والذي كان الهدف هو تمكين الطلبة والباحثين والمهتمين من مادة متاحة حول العلاقات بين المغرب والصين...

 

يبقى السؤال الأساسي هو ماذا يمكن يستفيد المغرب من الصين؟

إنه سؤال محوري ومهم جدا نقترح عليكم مشاهدة الحلقة كاملة لاستكشاف عناصر الجواب، من خلال الحديث الشيق للدكتور بوشيبة، الذي سيقدم لنا، في هذا الصدد، بيانات مهمة جدا، كما سيضع النقط على حروف الأحكام المسبقة التي تروج حول جودة المواد والبضائع الصينية... إنها حلقة غنية ومثمرة جديرة جدا بالمشاهدة...

يشار إلى أن برنامج "الثقافة بشكل مختلف"، على قناة "يوتوب"، هو من إنتاج دار التوحيدي، فكرة وتقديم أحمد المرادي، والصوت لمهدي هنوش ومحمد سفياني، فيما الإخراج لزبير إبراهيمي، استضاف، في حلقته الأولى، الكاتب والحقوقي عبد السلام بوطيب، للحديث عن روايته "الشجرة الهُلامية"، فيما استضافت الحلقة الثانية المناضل الحقوقي والشاعر محمد السكتاوي للحديث عن باكورة إصداراته الشعرية، وهو ديوان "الشرفات الأربعون"، أما الحلقة الثالثة، فاستضافت الدكتورة عائشة العلوي للحديث عن كتابها المشترك مع الحقوقي عبد الحميد الكام، الذي يحمل عنوان "العدالة الاجتماعية بين الاستبعاد والإنصاف الاجتماعي"، فيما الحلقة الرابعة، التي نحن بصددها، استضافت الدكتور ناصر بوشيبة...