والسّي عمر منذ أن تقاعد، أي منذ ما يزيد عن عشرين سنة، لم يُفارقه مذياعه الذي من نوع "كتبية"، وطيلة كل هذه المدة ظل يستمع إلى جميع نشرات الأخبار، ولم تكن تهمه لا الحروب، ولا الثورات، ولا أنشطة الملوك والرؤساء، كان ينتظر فقط أن يسمع نبأ الزيادة في معاشات المتقاعدين!
ومات المسكين دون أن يَسْعد بسماع الخبر المُنتظر.
والغريب أنه بمجرد ما مات، توقف مذياعه الذي من نوع "كتبية" عن الاِشتغال.