ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج
المغرب يعتبر قرار البرلمان الأوروبي مزايدة سياسية ومناورة للتغطية على الأزمة الثنائية مع إسبانيا
الكاتب :
"الغد 24"
أكدت وزارة الخارجية المغربية أن القرار الذي صادق عليه البرلمان الأوروبي، في 10 يونيو 2021 ، لا يغير في شيء الطابع السياسي للأزمة الثنائية بين المغرب وإسبانيا.
وحسب بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، صدر قبل قليل اليوم الجمعة 11 يونيو 2021، فإن محاولات إضفاء الطابع الأوروبي على هذه الأزمة هي بدون جدوى ولا تغير بأي حال من الأحوال طبيعتها الثنائية الصرفة وأسبابها العميقة والمسؤولية الثابتة لإسبانيا عن اندلاعها.
وأكد البلاغ أن توظيف البرلمان الأوروبي في هذه الأزمة له نتائج عكسية، مبرزا أنه بعيدا عن المساهمة في إيجاد حل، فهو يندرج ضمن منطق المزايدة السياسية قصيرة النظر، ومشددا على أن هذه المناورة، التي تهدف إلى تحويل النقاش عن الأسباب العميقة للأزمة، لا تنطلي على أحد...
وأضاف البلاغ أن القرار يتنافى مع السجل النموذجي للمغرب في ما يتعلق بالتعاون في مجال الهجرة مع الاتحاد الأوروبي. هؤلاء الذين يحاولون انتقاد المغرب في هذا المجال هم أنفسهم الذين يستفيدون في الواقع من نتائج ملموسة ويومية للتعاون على الميدان...
وأكد بلاغ الخارجية المغربية أنه لا يمكن لأحد في أوروبا أن يشكك في جودة الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب في جميع المجالات، بما فيها الهجرة، وزاد موضحا أن الأرقام تؤكد ذلك، إذ منذ 2017 فقط، مكّن التعاون في مجال الهجرة من إجهاض أزيد من 14 ألف محاولة للهجرة غير الشرعية، وتفكيك 5 آلاف شبكة للتهريب، وإنقاذ أزيد من 80 ألفا و500 مهاجر في عرض البحر، ومنع محاولات اقتحام لا حصر لها...
وقال البلاغ إن المغرب ليس في حاجة إلى ضمانة في إدارته للهجرة، مشددا على أنه لم يعد مقبولا وضع الأستاذ والتلميذ، مبرزا أن الوصاية طريق مسدود، وليست العقوبة أو المكافأة هي التي توجّه الأفعال، وإنما القناعة بالمسؤولية المشتركة...
كما أن قرار البرلمان الأوروبي، تضيف الخارجية المغربية، يتنافى مع روح الشراكة القائمة بين المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي. فمن خلال محاولته وصم المغرب، إنما يُضعف في الواقع مبدأ الشراكة في حد ذاته. كما أن هذا القرار يبين أنه، على صعيد الجوار الجنوبي للاتحاد الأوروبي، حتى ما تم بناؤه بنجاح وعلى مر الزمان، قد يكون موضوع تصرفات غير ملائمة وانتهازية في البرلمان الأوروبي...
وعادت الخارجية لتؤكد أنه بقدر ما يشعر المغرب بالارتياح إزاء علاقته بالاتحاد الأوروبي، بقدر ما يعتبر أن المشكل يظل مع إسبانيا، طالما لم تتم تسوية أسباب اندلاعه...
وقال البلاغ إن المغرب لم يُقيّم أبدا الشراكة مع الاتحاد الأوروبي في ضوء أحداث ظرفية، وإنما على أساس عمل قائم على الثقة على المدى البعيد، مبرزا أن موقف الدول الأعضاء في المفوضية ومصلحة الشؤون الخارجية كان بنّاء في ما يتعلق بالدور الرئيسي للمغرب في الشراكة الأورو- متوسطية والتقييم الإيجابي للتعاون في مجال الهجرة...