الإعلام الغربي والبروباغاندا وانسياق الرأي العام العالمي وراء تضخيم خبر "الصاروخ الصيني التائه"
الكاتب :
"الغد 24"
عندما يتكالب الإعلام الغربي على الصين، في قضية ما، مثل قضية "الصاروخ التائه"، فإننا نعتقد جازمين، وبالتجربة، أن هناك حملة مدبرة، لا تترك فرصة تمر دون محاولة النيل من هذا البلد العظيم، والتشكيك في قدراته العلمية، التي بات العالم يتأكد يوما عن يوم أنها أضحت تحتل الصدارة، بل وإنها ستكون عنوانا لمستقبل الحضارة البشرية...
بخصوص هذه القضية، فإن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: هل الصاروخ الصيني فعلا خارج نطاق السيطرة؟
مصادر صينية متطابقة تقدم جوابا مهنيا علميا للخبراء هذه أهم عناصره:
1- بعد أن يكمل الصاروخ مهمة تسليم الحمولة الفضائية، يفقد قوته، وبغض النظر عن البلد الذي يصنعه، فلا يوجد مفهوم "التحكم" في حطام الصاروخ، لكن مسار رحلة الحطام محسوب بعناية.
2- تقوم الدول المسؤولة في مجال الفضاء بما في ذلك الصين بإبطال الفعالية التفجيرية للصاروخ في المرحلة الأخيرة، ويمكن نقل الصاروخ إلى مدار مهجور قبل إجراء تخميله.
3- منذ الوقت الذي تم فيه إطلاق أول قمر صناعي إلى الفضاء، لم تكن هناك أي حالة لحطام صاروخ أو خردة فضائية ضربت البشر من خلال الدوران حول الأرض.
4- الصاروخ الصيني، مثل صواريخ الدول الأخرى حتى الآن، آمن على الأرض.
ورغم ذلك، فقد أعطى الإعلام الغربي، منذ 29 أبريل اهتماما كبيرا بقضية الصاروخ الصيني "لونج مارش 5 بي"، البالغ وزنه 21 طنا، بحيث أصبح مادة رئيسية في نشرات الأخبار وتغطيات وكالات الأنباء العالمية، التي شرعت تنفخ في الخبر وتُلبسه لبوسات مغرضة، انساق معها السذّج في العالم، فيما آخرون انتبهوا إلى البروباغاندا، وحجم تأثيرها على الرأي العام العالمي...
وكان أول تعليق رسمي صيني على الموضوع، يوم الجمعة 7 ماي 2021، على لسان المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ وين بين، الذي قال في تصريحات صحفية، إن معظم حطام الصاروخ "لونج مارش 5 بي"، الذي أَرسل جزءا من محطة فضاء مرتقبة إلى المدار في الأسبوع الماضي، سيحترق عند دخول الغلاف الجوي للأرض، ومن المستبعد بشدة أن يسبب أي ضرر.
المذيع الصيني لي قانغ شن هجوما لاذعا على وسائل الإعلام الغربية، متهما إياها بالتضخيم والمبالغة في تغطية حطام الصاروخ الصيني.
وقال المذيع الصيني، في مقصع فيديو بثه عبر منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي، إنه لا فائدة من تضخيم قضية "الصاروخ الصيني التائه".
وأكد الإعلامي الصيني، الذي يتحدث اللغة العربية بطلاقة، أن الصاروخ الصيني "لونج مارش 5 بي"، الذي أطلق في 29 أبريل 2021، لا يشكل أي خطر على المناطق المأهولة بالسكان.
ووصف الإعلامي الصيني وسائل الإعلام الغربية التي تروج لهذا الخبر بأنها "سخيفة" وتنقصها الثقافة في المعارف العامة، واعتبر هذه الحملة تضخيما إعلاميا وسياسيا.
وأكد لي قانغ، الذي يقدم النشرة على تليفزيون الصين الناطق بالعربية CGTN، أنه تم حساب رحلة حطام الصاروخ الصيني بعناية فائقة، وأنه عادة ما تكون نقطة هبوطه في المنطقة غير المأهولة في جنوب المحيط الهادي، وهي المنطقة المعروفة باسم "مقبرة المركبات الفضائية".
ولفت الإعلامي الصيني إلى أن حطام الصاروخ الصيني المنتظر سقوطه في الوقت الحالي ليس له الوزن الكبير الذي يعتقده البعض، مشيرا إلى أن هذا الوزن سيستمر في التناقص بعد إطلاق الوقود المتبقي والغازات عالية الضغط فيه.
ووصف المذيع حطام الصاروخ الصيني بأنه "رقيق الجلد" مصنوع من سبائك الألومنيوم الرقيقة، ما يعني أنه سيحترق بسهولة بمجرد دخوله الغلاف الجوي.