الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
غلاف كتاب "الجنود والخدم والجواري" وفي الإطار السوسيولوجي محمد الناجي

العبيد في مغرب الأمس القريب

إعداد: محمد الخدادي
 
 
تشكل النخاسة والرق نقطة سوداء في تاريخ البشرية، وبلغت قمتها في التجارة الثلاثية سيئة الذكر، عندما أصبح الإنسان بضاعة "قانونية" في المبادلات الدولية بين إفريقيا وأوروبا وأميركا.
 
في القرن التاسع عشر انطلقت حركة إلغاء الرقيق والنخاسة في أوروبا وأميركا تحت تأثير التحول الفكري على خلفية مبادئ المساواة وحقوق الإنسان، وأيضا لأسباب اقتصادية وتقنية، إذ سقطت القيمة التجارية والتبادلية للعبيد، نتيجة للثورة الصناعية، بعد أن عوضت الآلة سواعد العبيد في العمل بالمزارع والتجديف على السفن.
 
إلا أن ممارسة العبودية لم تتوقف لمجرد صدور قرارات وتنظيم حملات مراقبة وتفتيش دولية ضد تجارة الرقيق في الموانئ وأعالي البحار، فاتخذت التجارة من إفريقيا مسارا آخر في اتجاه الشرق، ولم تتوقف قوافل العبيد عبر الصحراء الكبرى إلا بعد استقرار النفوذ الأوروبي في شمال إفريقيا ومصر.
 
في المغرب تمتد "ظاهرة" العبودية إلى الحقبة الرومانية قبل دخول الإسلام، واستمرت مظاهرها في القرن التاسع عشر في الأعمال المنزلية والجواري، بعد أن تقلص استخدام العبيد في الجيش، بل إن بعض الباحثين وقفوا على بقايا للعبودية في زوايا بالأطلس المتوسط إلى حدود الستينيات من القرن الماضي.
 
لكن عالم العبودية في العالم العربي عموما ظل بعيدا عن الدراسات التاريخية والسوسيولوجية، فلم تظهر منه إلا الخطوط العريضة للتجارة، بينما بقي الغموض يلف كل ما يتصل بالحياة المادية والمعنوية لموضوع ذلك النشاط الاقتصادي، من رجل ونساء سيشكلون لاحقا جزءا مهما من النسيج البشري والثقافي المحلي.
 
في إطلالة على عالم العبودية من ماض قريب، نقدم في حلقات رصدا لبعض مظاهر العبودية والرق بالمغرب في القرن التاسع عشر، بالاعتماد على كتاب للباحث المغربي السوسيولوجي محمد الناجي، عن العبودية والسلطة والدين في العالم العربي، صدر في طبعة ثانية باللغة الفرنسية عن "منشورات إديف" عام 1994.
 
ترقبوا 12 حلقة في هذا الملف يوميا على موقعكم "الغد 24"