الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

المخرجة المغربية إيزة جنيني تحل ضيفة على الدورة 11 لماستر كلاس السينما وحقوق الإنسان

 
خصصت جمعية اللقاءات المتوسطية للسينما وحقوق الإنسان، عبر منصتها الرقمية، من فاتح إلى 15 مارس 2021، الدورة الحادية عشرة لـ"ماستر كلاس السينما وحقوق الإنسان"، للأعمال السينمائية للمخرجة المغربية الرائدة إيزة جنيني ولعملها التوثيقي حول الموسيقى التراثية بالمغرب، الذي قال بلاغ للجمعية إنه أصبح مرجعا في هذا المجال.

وذكر بلاغ الجمعية، الذي يتوفر موقع "الغد24" على نسخة منه، أن هذه الدورة، التي تندرج في إطار أنشطتها الرامية إلى النهوض بثقافة حقوق الإنسان عبر السينما، ستسلط الضوء على دور المخرجة إيزة جنيني بوصفها إحدى رواد السينما المغربية.

وستقدم المخرجة إيزة جنيني، بالمناسبة، إضاءات حول طريقة اشتغالها ودواعي اختيارها للعمل على السينما الوثائقية، كمخرجة ومنتجة وموزعة، وذلك خلال لقاء ماستر كلاس مباشر عبر الويب سينظم يوم غد الجمعة 5 مارس 2021 على الساعة الثامنة مساء (20:00) على صفحة الجمعية في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك. وسينشط وقائع هذا اللقاء الناقد السينمائي والصحافي الزميل أحمد بوغابة.
 
أفلام إيزة جنيني تجمع، في الوقت نفسه، بين متعة الموسيقى والإحساس المرهف بهذا الفن والمعرفة اللازمة لفهمه والمزيد من التعلق به. وهذا ما سيكون المشاهدون على موعد معه للتعرف عليه، من خلال هذا الماستر كلاس، الذي يتضمن عرض سبعة أفلام للمخرجة إيزة جنيني على المنصة السينمائية الافتراضية للجمعية على مدى 15 يومًا، نقدم في ما يلي ملخصات عنها، كما وردت في بلاغ جمعية اللقاءات المتوسطية للسينما وحقوق الإنسان:
 
 
إضاءات حول الأفلام السبعة المعروضة للمخرجة إيزة جنيني
 
العيطة
المغرب، فرنسا، سنة 1989، المدة: 27 دقيقة، وثائقي، بالألوان
 
فن "العيطة"، هذا النوع من الغناء الذي تؤديه الشيخات، هو صرخة تحولت إلى أغنية، وأغنية تحولت إلى نداء: نداء الذاكرة، نداء شاهد على آلام شتى، ودعوة لتجاوز الذات. إن العيطة أيضا صرخة حب وأمل. في موسم مولاي عبد الله، تُسعد الفنانة المغربية فاطنة بن الحسين بمعية فرقة ولاد بن عكيدة، آلاف الحاضرين وفرسان التبوريدة من عشاق فن العيطة.
 
 
قرع الطبول
المغرب، فرنسا، سنة 1999، المدة 52 دقيقة، وثائقي، بالألوان
 
خلال أيام الاحتفال بذكرى عاشوراء، المتميزة بما تشيعه من جو التقاسم والتآزر والإحسان، جرت العادة في مجموع ربوع المغرب أن يُقبل الناس على ترديد مختلف الأهازيج باستعمال شتى أنواع آلات الإيقاع، وذلك لمدة 10 أيام. ويتوقف فيلم "قرع الطبول" عند ثلاثة نماذج كبرى من هذه الاحتفالات، التي تلعب دورا في تنشئة الأطفال على الإيقاعات الروحية التي تحمل لواءها عدد من الزوايا، وذلك بكل من مدن مراكش والصويرة والدارالبيضاء. هكذا، يصور العمل فن الدقة بمراكش وتارودانت، ثم إيقاعات ورقصات الجذبة التي يؤديها مريدو زاوية حمادشة بالصويرة، ثم فرقة "تكادة" الشعبية، وكذا الفنانين من قبيل محمد اللوز وفويلة وحميدة عازف آلة لوتار (الكنبري) ومولاي أحمد، عازف الناي، ونساء عازفات آليات الإيقاع بمنطقة الشاوية.
 
 
ترانيم مطرزة
المغرب، فرنسا، 1991، المدة 26 دقيقة، وثائقي، بالألوان
 
يعتبر فن "المطروز" أقوى تجليات الانسجام اليهودي-الإسلامي في المجال الموسيقي. ويتوقف الفيلم عند اللقاء الفني الأول بين الحاخام حاييم لوك والفنان عبد الصادق شقارة في باريس، وهما يؤديان هذا النوع الموسيقي المؤلف من أبيات تغنى بالتناوب باللغتين العربية والعبرية، في تناغم تام.
 
 
العودة إلى أولاد مومن
المغرب، فرنسا، سنة 1994، المدة 50 دقيقة، وثائقي، بالألوان
 
"في يوم من أيام مارس 1992، قررت رفع تحدي جمع أفراد عائلتي في المنطقة التي نتحدر منها بأولاد مؤمن، جنوب مدينة مراكش، إذ هنا أسس والداي البذرة الأولى لعائلتنا حوالي سنوات 1910. وترانا إذ عدنا إلى ماضينا وكأن كل هذه السنوات التي تفصلنا عنه قد انمحت. ومع ذلك، فهي حاضرة في شهادات أصدقائنا وجيراننا العرب، وفي الوثائق التاريخية وأرشيف العائلة، وفي وثائق نادرة وثمينة عن حياة اليهود الأمازيغ في المغرب. كانت تلك السنوات حاضرة أيضا في الحياة اليومية لعائلتي، هذه العائلة التي انطلقت من مزرعة زيتون في جنوب المغرب، وخطت عبر، مسار تسعة أطفال وجيلين أو ثلاثة أجيال، المعالم الرئيسية للهجرة الإنسانية : من التقوقع على الذات نحو عولمة منفتحة على كل الآفاق، ومن معرفة لغة واحدة ولهجة (العربية) إلى التعدد اللغوي. ورغم ذلك، فإن هذه التحولات لا تعني القطيعة مع جذورنا"...
 
 
الموسم
المغرب، فرنسا، سنة 1997، المدة 24 دقيقة، وثائقي، بالألوان
 
يشكل موسم مولاي عبد الله مهرجانا شعبيا، ومقصدا روحيا، وسوقا ومعرضا تجاريا. ويشتهر هذا الموسم، المقام بمنطقة على ساحل المحيط الأطلسي بجنوب مدينة الجديدة في المغرب، بعروض الفروسية التقليدية (التبوريدة). ففي كل عام تضم هذه التظاهرة حوالي ألف فارس وفرس. يقومون باستعراضات التبوريدة إذ تتعاقب مجموعات الفرسان أفواجا أفواجا، وتعدو بخيلها حتى المنصة الرسمية حيث يطلق جميع فرسان المجموعة دفعة واحدة طلقة البارود في انسجام تام. يوثق الفيلم لتتويج توفيق نعومي، البالغ من العمر 22 سنة، وهو فارس ذو موهبة عالية، كأفضل فارس بالموسم برسم دورة 1997.
 
 
من أجل متعة العين
فرنسا، 1997، المدة 50 دقيقة، وثائقي، بالألوان
 
في المغرب، يعتبر تزيين العروس فن ومهارة تضطلع بهما امرأة تدعى في شمال البلاد "زيانة"، في حين تسمى 'النكافة" في باقي مناطق البلاد. وتعد النكافة شخصية محورية في حياة العروس المغربية، إذ ترافق كل طقوس الجمال. إنها فنانة بارعة، ومبدعة لوحات حية وعابرة. الحاجة خديفة، كبيرة "نكافات" الدارالبيضاء وخالتها فنيدة تطلعاننا عن جزء من معارفهما في هذا المجال.
 
 
نوبة من ذهب ونور
المغرب، فرنسا، سنة 2007، المدة ساعة و18 دقيقة (1h18)، وثائقي، بالألوان
 
يسلط الفيلم، من خلال إبداعات عدد من الفنانين والعازفين المهرة، الضوء على فن "النوبة"، التي لا تزال تواصل استقطاب عدد كبير من المحبين والعشاق، من كل الأجيال والطبقات والأديان. إن "النوبة" مثل الشجرة التي تتغذى فروعها، منذ أربعة عشر قرنًا، من روافد آتية من مناطق مغربية مختلفة ومن تيارات آتية من شبه الجزيرة العربية، لتنمو وتتفرع في قصور أمراء الأندلس، ويشتد عودها في إسبانيا العصور الوسطى، وتختلط مع فن المغنيات الشعبيات بأوروبا وغناء يهود السفارديم، ثم يعاد زرعها في المنطقة المغاربية، وتزدهر في المغرب تحت اسم فن "الآلة". إنه مسار ميلاد وأوج وتراجع، وقد تركت المراحل الثلاث للحضارة الأندلسية آثارها في "الموشحات" الشرقية، ومخطوطة لاس كانتيجاس دي سانتا ماريا.
 
 
لمحة عن ماستر كلاس السينما وحقوق الإنسان
 
يذكر أن جمعية اللقاءات المتوسطية للسينما وحقوق الإنسان تنظم منذ مارس 2014 ماستر كلاس السينما وحقوق الإنسان. وهو نشاط موجه للطلبة والسينمائيين الشباب، كما أنه يتيح للجمهور فرصة الاستمتاع بأفلام مخرج ومناقشتها معه.
 
وقد جرى لحد الآن، تنظيم عشر دورات للماستر كلاس خُصصت لكل من مرزاق علواش (الجزائر)، نوري بوزيد (تونس)، نور الدين الصايل (المغرب)، موسى توري ( السنغال)، بابلو مازولا (الأرجنتين)، علي الصافي (المغرب)، هشام العسري (المغرب)، فوزي بنسعيدي (المغرب)، وغسان حلواني (لبنان)، وسيرجيو تريفو (البرتغال).

وجدير بالذكر أن برمجة جمعية اللقاءات المتوسطية للسينما وحقوق الإنسان تُنَظَّمُ بدعم مالي من الاتحاد الأوروبي بالمغرب وسفارة هولندا بالمغرب وبتعاون مع المركز السينمائي المغربي والمجلس الوطني لحقوق الإنسان ووزارة العدل وسينما النهضة وشركتي (MT prod) و(Prestige world) ومجلة (Sortir Mag).
 
 ويشار إلى أن جمعية اللقاءات المتوسطية للسينما وحقوق الإنسان تنظم العديد من الأنشطة الرئيسية خلال السنة: لقاءات خميس السينما وحقوق الإنسان وصباحيات الأطفال السينمائية (كل شهر بمدن الرباط والدارالبيضاء والقنيطرة وخريبكة وأكادير)، ولقاء "ماستر كلاس السينما وحقوق الإنسان" (كل ثلاثة أشهر)، بالإضافة إلى ليلة الفيلم القصير لحقوق الإنسان والليلة البيضاء للسينما وحقوق الإنسان (سنويا).

نبذة عن المخرجة إيزة جنيني
 
ولدت إيزة جنيني في الدارالبيضاء سنة 1942. وغادرت المغرب سنة 1960 لتستقر بفرنسا، حيث درست الآداب واللغات الأجنبية، بمدرسة اللغات الشرقية، بجامعة السوربون. وبدأ اهتمامها بالسينما منذ نهاية الستينيات من القرن الماضي، وتولت في بادئ الأمر مهمة العلاقات العامة في عدد من المهرجانات الفنية بفرنسا (تور، أنسي)، كما شغلت منصب مديرة دار العرض "كلوب 70".
 
في سنة 1973، أنشأت إيزة جنيني شركة (SOGEAV) لتوزيع الأفلام في البلدان الإفريقية الناطقة بالفرنسية ونشر الأفلام الإفريقية في الخارج. وهي واحدة من أوائل النساء المغربيات اللواتي تخصصن في مجال الإنتاج والتوزيع السنمائي. وقامت بدور أساسي في هذا المجال حيث أنتجت سنة 1981 فيلم "الحال" لأحمد المعنوني، الذي اختارته مؤسسة سينما العالم، التي يرأسها مارتن سكورسيزي، كواحد من روائع تاريخ السينما العالمية.

وابتداء من سنة 1987، شرعت إيزة جنيني في إنتاج وإخراج مجموعة من الأفلام الوثائقية المخصصة للتراث الثقافي والموسيقي المغربي تحمل عنوان "المغرب، روح وجسد"، وقد ضمت هذه المجموعة 15 فيلما، منها: المديح، متعة المزاهر، كناوة، الملحون، إيقاعات مراكش، أغاني ليوم السبت، ترانيم مطرزة، الموسم (جائزة جول فيرن)، أصوات من الأطلس الكبير، زفاف في الأطلس المتوسط. كما قامت بإخراج أفلام أخرى عن الموسيقى، وبشكل عام عن التراث الثقافي اليهودي المغربي. وقد فاز فيلمها "العودة إلى أولاد مومن"، الذي يسلط الضوء على أصولها العائلية، بجائزة بمهرجان بيساك للفيلم التاريخي سنة 1995.
 
من جهة أخرى، ألفت إيزة جنيني كتابين، الأول بعنوان "المغرب"، والثاني بعنوان "المغرب: مملكة ألف عُرس وعُرس". وهكذا فإن أعمالها تشكل نسقا متماسكا، يقوم على إبراز ثراء الثقافة المغربية غير المادية، مما جعلها تخلق، حسب تعبير الناقد والباحث، رولان كاري، "رؤية وأسلوبا سينمائيين خاصين". ويضيف هذا الباحث أن "الغياب شبه التام للجانب التعليمي أو التلقيني، والنظرة القريبة والمتواطئة للمخرج، واللقطات الممتدة والدقة العالية في الاشتغال على الصورة والمونتاج، كلها عوامل تجعل من أفلام إيزة جنيني أعمالا فنية أصيلة، ذات وقع عاطفي قوي، يزيد تأثيره عندما تسلط المخرجة الضوء على علاقتها الشخصية بالتراث الفني لبلادها أكثر من استعراضها له بشكل محايد" (مجلة "ريبليك"، عدد 13 في أكتوبر 2019).